نصف الأدوية المستقبلية مهددة بالانقراض
طقس العرب - مع تقدم التكنولوجيا والبحث العلمي في مجال الطب والصيدلة، يتوقع الكثيرون أن يكون لدينا مستقبل واعد لصناعة الأدوية ومع ذلك، هناك تحديات كبيرة تواجه هذا المجال، ومن بينها خطورة انقراض نصف الأدوية المستقبلية والسؤال هنا هل هذا سيناريو مستقبلي محتمل؟ وما هي الأسباب وراءه؟ سنستكشف ذلك في هذا المقال.
فقدان نصف الأدوية المستقبلية
حذّر العلماء من خطورة فقدان ما يصل إلى نصف أدويتها المستقبلية؛ بسبب تهديد العديد من أنواع النباتات بالانقراض، ويُقدر أن ما يقارب من نصف جميع هذه الأنواع النباتية المزهرة مهددة بالانقراض، ويبلغ إجمالي تلك الأنواع أكثر من 100,000 نوع. بينما يُعتقد أن حوالي 77% من الأنواع التي لم تكتشف بعد من قبل العلم معرضة للخطر.
وفي بعض الحالات، تحدث انقراضات هذه الأنواع بين وقت اكتشافها لأول مرة ووقت توثيقها، والأمر يستغرق في المتوسط حوالي 16 عامًا والسبب الرئيسي وراء هذه الانقراضات يعود إلى فقدان المواطن الطبيعية لتلك الأنواع، وذلك نتيجة إزالة الغابات أو إقامة السدود التي تغمر مناطق الأنهار ومجاري المياه.
وأشارت ماتيلدا براون، محللة الحفاظ على البيئة في حدائق نباتية ملكية في كيو، منطقة ريتشموند بلندن، إلى أن التغيرات المناخية "تشكل تهديدًا متزايد الخطورة"، لكنها تُظهر أن قياس هذا التهديد يعد أصعب بكثير.
وأكدت براون، وهي من بين الباحثين الذين نشروا تقريرًا جديدًا بعنوان "حالة النباتات والفطريات في العالم"، على ضرورة التعامل مع جميع الأنواع النباتية الجديدة كأنها مهددة ما لم يُثبت خلاف ذلك وأوضحت قائلة:
"نحن ننظر في أكثر من 100,000 نوع مهدد بالانقراض، وهذا الرقم يفوق عدد أنواع الثدييات والطيور والزواحف والأسماك، والفقاريات كلها التي لدينا بصورة مجتمعة".
واختتمت حديثها قائلة:
"عندما نأخذ في الاعتبار أن تسعة من كل عشرة أدويتنا تعتمد على النباتات، فإن ما قد يهددنا به هو فقدان نصف أدويتنا المستقبلية. لذا، هذا ليس مجرد رقم كبير إذا كنت نباتًا، بل إنه يمثل تأثيرًا كبيرًا يمكن أن يؤثر في البشرية بشكل كبير".
التهديد المتزايد للتنوع الحيوي
تواجه العديد من الأنواع المكتشفة حديثًا خطر الانقراض؛ بسبب تواجدها في مناطق محدودة أو بسبب التأثير البشري الكبير في تلك المناطق، وتوجد مناطق لا نستطيع الوصول إليها لاكتشاف أنواع نباتات جديدة لمساعدتنا على البحث العلمي، والتي أطلقوا عليها لقب البقع مظلمة، والتي توجد في مناطق مثل الأمازون والهند والصين وجنوب شرق آسيا المدارية وبعض مناطق الشرق الأوسط، وذلك بسبب التحديات المتعلقة بالصراعات والتضاريس الصعبة ونقص التمويل، مما يجعل مهمة علماء النبات صعبة.
قام أكثر من 200 عالم من 102 مؤسسة مختلفة في 30 دولة بإعداد تقرير شامل بعنوان "كيو"، والذي يشمل القائمة المرجعية الدولية للنباتات الوعائية، وهي أكثر السجلات اكتمالًا للأنواع المعروفة، حيث تضم أكثر من 350,000 اسم، وفيما يتعلق بالفطريات، فقد تم تسجيل ما يقرب من 155,000 نوع، مع تقدير وجود حوالي 2.5 مليون نوع، مما يظهر النقص الكبير في فهمنا لهذه الكائنات المهمة.
ويشير البروفيسور رافيل جوفارتس، الذي أمضى 35 عامًا في جمع هذه البيانات، إلى أن رؤية كل أنواع النباتات الموجودة على الأرض كانت حلم العالم تشارلز داروين الذي حاول تحقيقه، وتتطلب هذه القوائم تحديثًا مستمرًا حيث يتم وصف حوالي 2500 نوع جديد من النباتات سنويًا على نحو رسمي، باستثناء الفطريات التي تظل واحدة من أقل المجموعات فهمًا في العالم الطبيعي.
يؤكد الخبراء في دراسة الفطريات أن هناك حوالي 2.5 مليون نوع منها، ولكن تم تسجيل نسبة صغيرة جدًا منها حتى الآن، ويعتقد العلماء أن استخدام تقنيات تحليل الحمض النووي والبيانات الجزيئية يمكن أن يساعد على تسريع عملية تصنيف هذه الكائنات، مما يجعلها أكثر فهمًا وحماية.
حيث إنه منذ بداية جائحة كوفيد-19 في عام 2020، قام العلماء بوصف 10,200 نوع جديد من الفطريات وأكثر من 8,600 نوع من النباتات، وذلك بفضل الإجراءات الاحترازية التي أدت إلى منحهم المزيد من الوقت للعمل على الأمثلة التي تم جمعها، ولكن لم يتم تصنيفها بعد.
يأمل الأكاديميون أن يؤدي الاهتمام المتزايد بهذه النباتات والفطريات إلى اعتبارها عنصرًا أساسيًا في خطط الحماية البيئية المستقبلية، خاصة في إطار التزامات حماية 30% من الكوكب بحلول عام 2030، ويشددون على ضرورة الانتباه إلى أهمية هذه الكائنات بجانب الحيوانات عند اتخاذ القرارات المستقبلية.
اعرف أيضا:
كيف يهدد تغير المناخ أشجار الزيتون؟
أصغر نبات مزهر على الأرض قد يصبح غذاءً ومصدرًا للأكسجين لرواد الفضاء
المصادر: