نهاية موسم الأعاصير 2024 وتحطيم للأرقام القياسية
طقس العرب-مع انتهاء موسم الأعاصير لهذا العام بشكل رسمي يوم السبت 30/11/2024، يواصل الباحثون مراجعة الأنماط غير المتوقعة التي ميزت هذا الموسم. على الرغم من التوقعات التي كانت تشير إلى موسم أعاصير شديد النشاط، إلا أن المفاجأة كانت حاضرة طوال فترة الموسم.
توقعات أولية وأحداث غير متوقعة
في بداية العام، كان معظم خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون موسمًا مليئًا بالأعاصير بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيط الأطلسي، وبالتزامن مع احتمالية سيطرة ظاهرة النينا. ومع هذه التوقعات، كانت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي قد أصدرت توقعات عالية للنشاط في موسم الأعاصير.
حقيقة موسم الأعاصير 2024
تشكل هذا العام 18 عاصفة مسماة و11 إعصارًا، بما في ذلك خمسة أعاصير كبرى. وعلى الرغم من أن هذه الأرقام كانت ضمن نطاق التوقعات العليا، إلا أن بداية الموسم كانت قوية بشكل غير متوقع. وفي يونيو، شكل إعصار بيريل أول عاصفة من الفئة الخامسة في المحيط الأطلسي، وهو أمر نادر الحدوث. ومع ذلك، بدأ النشاط في التراجع بشكل ملحوظ بين منتصف أغسطس وأوائل سبتمبر، وهي فترة عادة ما تشهد ذروة النشاط الأعاصيري. ولم تُسجل أي عاصفة مسماة في تلك الفترة، وهي المرة الأولى منذ عام 1968 التي يحدث فيها ذلك.
الانتعاش المفاجئ لنشاط الأعاصير
بينما كانت التوقعات تشير إلى تراجع النشاط، عاد نشاط الأعاصير بشكل مفاجئ مع ظهور إعصار هيلين وإعصار ميلتون، مما تسبب في أضرار جسيمة. وقد علق فيليب كلوتزباتش، عالم الأرصاد الجوية بجامعة ولاية كولورادو، على هذه الظاهرة قائلاً:
"كان الأمر أشبه بمفتاح تم قلبه، ثم انطفأ، ثم عاد مرة أخرى".
أسباب النمط الغريب في موسم الأعاصير
على الرغم من توقعات الباحثين لموسم مليء بالأعاصير بسبب حرارة المحيط، إلا أن ظاهرة النينا لم تتطور بالشكل المتوقع، مما أثر في نشاط العواصف. كما ساهمت عدة عوامل أخرى في الهدوء المفاجئ في النشاط، مثل تطور الرياح الموسمية الاستوائية في أماكن غير معتادة، وهو ما أضعف تطور العواصف في بداية الموسم. علاوة على ذلك، كان لتأثيرات تذبذب مادن جوليان دور في التأثير على تطور الأعاصير في الأشهر اللاحقة.
دور العوامل المناخية في موسم الأعاصير
بينما كانت درجة حرارة المحيط الأطلسي عند مستويات قياسية، إلا أن أنماط المناخ الأخرى، مثل تذبذب مادن جوليان، لعبت دورًا في تأخير تطور العواصف في بعض الفترات. وسيتابع الباحثون تحليل هذه العوامل خلال فصل الشتاء باستخدام نماذج مناخية لزيادة فهمهم وتطوير توقعات أفضل في المستقبل.
أرقام قياسية على الرغم من انقطاع النشاط
على الرغم من انقطاع النشاط الأعاصيري في منتصف الموسم، سجل عام 2024 عدة أرقام قياسية، بما في ذلك ضرب خمسة أعاصير اليابسة في الولايات المتحدة، مما جعله يساوي عدة سنوات في المرتبة الثانية في التاريخ.
-
إعصار هيلين: أقوى إعصار يضرب "بيج بيند" في فلوريدا
كان إعصار هيلين هو الأقوى في تاريخ منطقة "بيج بيند" بولاية فلوريدا، حيث خلف تأثيرًا كبيرًا في المنطقة، ليكون من أبرز أحداث موسم الأعاصير.
-
العدد القياسي للأعاصير بعد 25 سبتمبر
بعد تاريخ 25 سبتمبر، تشكل سبعة أعاصير في المحيط الأطلسي، وهو العدد الأكبر المسجل في تاريخ الأعاصير، مما يعكس النشاط المتزايد في المنطقة.
وسجل إعصار ميلتون رقماً قياسياً في تحذيرات الأعاصير في فلوريدا، مما أدى إلى تزايد عدد الأعاصير المدمرّة.
وتشير الأبحاث إلى أن تغير المناخ ساهم في تسريع عملية تكثيف الأعاصير، حيث تزداد سرعة الرياح بمقدار 35 ميلاً في الساعة خلال 24 ساعة. أصبح هذا الاتجاه أكثر شيوعًا مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
-
زيادة هطول الأمطار: 20% إلى 30% بسبب تغير المناخ
أظهرت الدراسات أن هطول الأمطار في الأحداث الكبرى مثل إعصار ميلتون أصبح أكثر كثافة بنحو 20% إلى 30% نتيجة لتغير المناخ.
وأفاد تقرير نشرته منظمة "كلايمت سنترال" أن الأعاصير الأطلسية الـ 11 التي تشكلت هذا العام شهدت زيادة في سرعتها بمقدار 9 إلى 28 ميلاً في الساعة بسبب الاحتباس الحراري الناتج عن الأنشطة البشرية.
التوقعات المستقبلية: أعاصير أكثر شدة وارتفاع الفئات
على الرغم من عدم تغيير عدد العواصف المسماة، تشير الأبحاث إلى أنه من المتوقع أن تتحول نسبة أكبر من العواصف إلى أعاصير، وسيزداد عدد الأعاصير التي تصل إلى الفئة 4 أو 5، وهو ما تحقق هذا العام.
شاهد أيضا:
أقوى 7 أعاصير تم تسجيلها على الإطلاق
أعنف 10 أعاصير في تاريخ الولايات المتحدة
المصادر: