هام | موجة شرقية تعبر المنطقة وارتفاع فرص الأمطار على جنوب الجزيرة العربية اعتباراً من منتصف الشهر الجاري
طقس العرب - تُشير اخر التحديثات الجوية المعالجة مؤخراً من غرفة العمليات الجوية في طقس العرب إلي احتمالية باتت جيدة لارتفاع فرص الأمطار الرعدية وتزايد شدتها على الأجزاء الجنوبية من الجزيرة العربية خلال النصف الثاني من الشهر الجاري، إذ تنشط في هذه الفترة ما يسمى بالموجة الشرقية وتعني حركة الرياح في الطبقات العالية من الجهة الشرقية نحو الغرب تترافق مع تواجد كميّات كبيرة من الرطوبة والحمل الحراري العالي في مختلف طبقات الجو الفعالّة، إذ بدأت بعض المراكز العالمية تستشعر بالفعل تعمق موجة شرقية نحو الأجواء الجنوبية للجزيرة العربية.
موجة شرقية مدارية تعبر جنوب الجزيرة العربية
وفي التفاصيل، يُتوقع أن تندفع موجة علوية (منخفض جوي في طبقات الجو العالية) نحو الأجزاء الجنوبية للجزيرة العربية، تزامناً مع تعمق المنخفض الجوي الحراري الواقع في الجنوب الشرق للمملكة السعودية، الأمر الذي يعمّل على انحراف خط الفاصل المداري فوق جنوب الجزيرة العربية بشكلٍ لافت، دافعاً معه كميات كبيرة من الرطوبة المدارية على مختلف طبقات الجو، الأمر الذي يعمل على نشوء حالة من عدم الاستقرار الجوي مصحوبة بتساقط الامطار الرعدية في العديد من المناطق.
إذ تُشير الخرائط الجوية الاحتمالية متوسطة المدى، الى انزياح قاعدة المرتفع الجوي شبه المداري نحو شمال الجزيرة العربية، مما يعني الحد من هبوب الرياح الشمالية الجافة، بالمقابل تجد الرياح الموسمية الرطبة من الجنوب طريقاً سهلا لانتشارها.
الجدير بالذكر، ان خلال فصل الصيف في النصف الشمالي للكرة الارضية تنتقل الرياح التجارية شمالاً وتأخذ مساراً على شكل خط متعرج حاملتاً معها كميات كبيرة من الرطوبة من المناطق الاستوائية، نحو مناطق يبلغ متوسط الاشعاع الشمسي فيها قيم كبيرة، ما ينشأ منطقة خصبة لتشكل السحب الركامية المُسببة للعواصف الرعدية الماطرة او ما يسمى محلياً بالأمطار الموسمية.
ما احتمالية تطور الحالة إلى نظام مداري متكامل؟
ومن جهةٍ اخرى، لا يُتوقع تطور السحب الرعدية المتوقع تشكلها فوق الهند الى نظام مداري متكامل، نظراً لاشتداد رياح المونسون التي تعتبر سيئة وغير مثالية لعملية تطور النظام المداري لدرجة العاصفة أو الإعصار، إذ انها تعمّل على تشتت السحب وبالتالي تمنع من تماسكها مع بعضها البعض واتحادها لتشكل نظام جوي قوي.
ومن ناحية إحصائية ومناخية، لا يتم رصد حالات مدارية في العادة في بحر العرب في ذروة فصلي الشتاء والصيف، بل تتشكل الحالات المدارية في فصول الخريف والربيع، تلك الفترة الزمنية التي تغيب فيها السيطرة المطلقة لرياح القص وتكون هادئة.