هل إرتفاع الحرارة وارد في أيلول؟ نظرة تحليلية وأرشيفية
موقع ArabiaWeather.com- مع تزايد التقارير الإخبارية التي تقول بإرتفاع ملحوظ على درجات الحرارة خلال عُطة نهاية الأسبوع القادمة وبأنها قد تكون الأحرّ على الإطلاق في فصل الصيف الحالي الذي لم تشهد فيه المملكة قدوماً لأي موجات حرارة قوية وطويلة، هل إرتفاع الحرارة وارد في شهر أيلول/سبتمبر في المملكة ولأي درجة؟
طبعاً! يُجيب كادر التنبؤات الجوية في مركز "أرابيا ويذر"، وبالرغم من دخول مناطق واسعة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية فصل الخريف مناخياً أو جوياً مع مطلع هذا الشهر، إلا أن تأثيرات ذلك على المملكة تكاد أن تكون معدومة وذلك بسبب ضعف المنخفضات الجوية في مناطق شمال وغرب أوروبا وعدم قدرتها على التوغل كثيراً نحو الشرق والجنوب على الأقل خلال النصف الأول من أيلول، فالطريق إلى المملكة طويلٌ عبر جنوب شرق أوروبا ثم تركيا وصولاً لشرق البحر الأبيض المتوسط. علاوةً على ذلك لا تزال المنطقة العربية المُحيطة تشهد درجات حرارة أربعينية وسط سيطرة المنخفض الموسمي الحراري القادم من الشرق وهذا يؤدي -وفي حال تهيؤ الظروف- إلى إمتداد هذا المنخفض نحو المملكة. إذن إرتفاع درجات الحرارة طبيعي في أيلول لكنه أقل تطرفاً من ناحية المدة والقيمة بالمُقارنة مع شهر آب، وبالنظر إلى مُعدّلات درجات الحرارة العظمى في منطقة مطار ماركا خلال أيلول سنجد أن تلك المُعدلات لا تنخفض بأكثر من درجتين مئويتين مع حلول الثلث الثالث من أيلول بالمُقارنة مع شهر آب!
نعود إلى أرشيف السنوات العشرة الماضية، سنجد أن درجة الحرارة العُظمى في منطقة مطار ماركا كانت قد تجاوزت الـ35 مئوية بحدود 23 يوماً مُعظمها في أعوام 2006 و2008 و2010. حيث شهدت المملكة في 11-9-2006 حالة من عدم الإستقرار الجوي مع هبوب للعواصف الرعدية في العاصمة عمان وترافقت بتسخين كبير حيث لامست العظمى 40 مئوية في العاصمة وهي الأعلى على الإطلاق! أما في الأسبوع الأول من العام 2008 فقد شهدت المملكة موجة حارة قوية نسبياً إذ لامست الحرارة 38 مئوية في يومين وتخطت حاجز الـ35 مئوية في أربعة أيام أخرى. وقد شهد أيلول من العام 2010 أعلى مُعدّل لدرجة حرارة عُظمى خلال السنوات العشرة الأخيرة بحيث تجاوزت مُعدلاتها بحدود أربع درجات مئوية ويأتي ذلك إستكمالاً لشهر آب الحار والذي شهدت العاصمة فيه تحطيم أعلى درجة حرارة عُظمى في التاريخ الحديث مع 43.2 مئوية بتاريخ 21-8-2010 وقد تجاوزت الأربعين مئوية حينها في خمسة أيام من ذات الشهر.