هل النباتات تشعر بالألم؟

كتبها طقس العرب بتاريخ 2023/11/01

طقس العرب - تعتبر قضية ما إذا كانت النباتات تشعر بالألم موضوعًا شائكًا في علم النباتات والأحياء، فهذا السؤال يطرح تساؤلات أخرى عديدة حول الوعي والإدراك لدى النباتات وما إذا كانت قادرة على تجربة الألم كما يكون لدى باقي الكائنات الحية مثل الحيوانات والبشر أم لا. 

سابقًا كان الاعتقاد السائد أن النباتات لا تملك القدرة على الإحساس بالألم فالألم مرتبط بالدماغ والجهاز العصبي، والنباتات لا تمتلك دماغًا أو جهازًا عصبيًا لذلك لا تشعر بالألم، ولكن النباتات تتنفس بدون جهاز تنفسي مشابه للجهاز الذي يملك البشر والحيوان، وتنشر السوائل في جسمها دون وجود جهاز القلب والأوعية الدموية، وقد أثبتت أبحاث حديثة أن هناك دلائل على وجود استجابات حسية للنباتات اتجاه التهديدات والمخاطر والإصابات، وكل هذه الأمور تعيد محور شعور النباتات بالألم إلى مسار البحث والتنقيب العميق للوصول إلى الإجابة الصحيحة.

 

 

النباتات قادرة على الاستجابة للضرب أو التلف الجسدي

واحدة من الأسباب التي أثارت هذا الجدل هي قدرة النباتات على الاستجابة للضرب أو التلف الجسدي.

على سبيل المثال، عندما يتعرض جذع نبات للقطع أو الإصابة، تنتج النباتات إشارات كيميائية تؤدي إلى إغلاق الأجزاء المصابة والحماية من المزيد من الأذى. وهذه الاستجابة تعتبر آلية دفاعية للنباتات وتشير إلى أنها تمتلك وسيلة لاستشعار التلف الجسدي.

وبعض الباحثين تجاوزوا هذه النقطة وقالوا أن النباتات تشعر بالألم بشكل مشابه للكائنات الحية الأخرى. واستندوا إلى اكتشافات حديثة تظهر استجابات معقدة تجاه التهديدات والظروف البيئية المختلفة.

وما يثير الجدل فعلًا هو هل هذه الاستجابات تعكس وجود إدراك وألم حقيقي لدى النباتات؟ وهل علينا تغيير طريقة معاملتنا للنباتات بناءً على ذلك لإمكانية إحساسها بالألم؟

 

للنباتات طرقاً فعّالة للتواصل

تجد النباتات طرقاً فعّالة للتواصل، ورغم أن هذا التواصل لا يمكن سماعه بأذني الإنسان، إلا أن الأبحاث الحديثة أثبت قدرتها على ذلك. في إحدى الدراسات التي أجراها علماء من معهد الفيزياء التطبيقية في جامعة بون، تم استخدام ميكروفونات تعمل بالليزر لقياس مستويات الإجهاد للنباتات من خلال الصوت. وقد أظهرت هذه الدراسة أن عندما تتعرض النباتات للضرر، تطلق غاز الإيثيلين، الذي يمكن اكتشافه بواسطة نشيج في الأوراق، يشبه صوت الصرير الذي يصدره الخيار. وكشفت الدراسة أيضًا أن زيادة الأذى الذي تتعرض له النباتات يؤدي إلى زيادة إطلاق الغاز وتوليد أصوات على ترددات مختلفة.

وهذا يظهر أن النباتات تظهر استجابة مماثلة للألم كرد فعل على الضرر الذي تتعرض له. ومن المهم ملاحظة أن الألم هو عبارة عن رد فعل عادة يحدث نتيجة للضرر، وهذا بالضبط ما يحدث مع النباتات في هذا الاختبار.

على الرغم من وجود أبحاث متزايدة في هذا المجال، إلا أن هناك انقساماً في الآراء حول ما إذا كانت النباتات قادرة على الشعور بالألم. وقد وصل بعض العلماء النباتيين إلى التقديم أبعد من ذلك ونشروا أفكارهم في كتب مثل "ماذا تعرف النبتة"، لكن لا يزال هناك حاجة للمزيد من البحث والدراسة لتوضيح هذا الموضوع بشكل أفضل.

 

 

كيف نعرف أن النباتات لا تشعر بالألم؟

الألم هو تجربة فردية للغاية، فالمراقب الأساسي للحدث هو الشخص الذي يعاني من الألم ويشعر به. هذه الذاتية تجعل من الصعب على العلماء - خارج نطاق المراقب الأساسي - وصف التجربة وتوثيقها وقياسها بدقة. ومع ذلك، فإن مجرد عدم قدرة العالم على قياس شيء ما بمفرده لا ينفي وجوده، ويظل التقرير الذاتي أحد الطرق القياسية لتقييم الألم.

ويستنتج العلماء أن الحيوانات تشعر بالألم بناءً على معرفة التجربة البشرية، وملاحظة سلوكيات الحيوانات استجابةً للأحداث غيرالسارة، ووجود مستقبلات الألم في الحيوانات. إن الطريقة التي تشعر بها الحيوانات بالألم تتطلب وجود مستقبلات الألم والدماغ، وهي أشياء لا تمتلكها النباتات. وبما أن النباتات تفتقر إلى العقل والجهاز العصبي، فإن العلماء غير قادرين على استنتاج أن النباتات تشعر بالألم.

 

 

هل تمتلك النباتات مستقبلات للألم؟

لا تحتوي النباتات على مستقبلات للألم، وهي علامة مهمة على أن النباتات لا تعاني من الألم بنفس الطريقة التي تشعر بها الحيوانات.

ومع ذلك، فإن إمكانية الشعور بالألم لا يمكن استنتاجها ببساطة من وجود مستقبلات الألم وحدها، وعلى وجه التحديد، الخلايا العصبية الحسية مثل مستقبلات الألم.

حيث يشير الباحثون في مجال الألم إلى ألم الأطراف الوهمية كمثال على الشعور بالألم في غياب مستقبلات الألم. ويحدث هذا الألم عندما يفقد شخص ما أحد أطرافه بسبب البتر. وعلى الرغم من أن الطرف لم يعد موجودًا، إلا أن الفرد لا يزال يعاني من الألم في الذراع أو الساق المفقودة أو أي جزء آخر من الجسم. تشير ظاهرة ألم الأطراف الوهمية إلى أنه على الرغم من أن المستقبلات تشكل عنصرًا مهمًا في توصيل الألم من أجزاء مختلفة من الجسم، إلا أن الألم يتم بناؤه في النهاية في الدماغ، وفقًا لباحثة الألم راشيل زوفينيس.

 

كتب زوفنيس في مقال نشر في مجلة علم النفس اليوم عام 2019، "تتم معالجة الألم بواسطة أجزاء متعددة من الدماغ" بما في "مركز العاطفة في دماغك". غالبًا ما يتم تعريف الألم في الثقافة الشعبية على أنه جسدي بحت، يعتمد على الخلايا العصبية، وعمليات النقل التشابكي، وغيرها من تفاعلات الجهاز العصبي المعقدة. ومع ذلك، وعلى مدى عقود، ظل العلماء يدرسون الألم باعتباره تفاعلًا ديناميكيًا مترابطًا بين الحالة الجسدية والعاطفية والاجتماعية للفرد.

 

في النهاية؛ ما يزال جواب السؤال "هل النباتات تشعر بالألم؟" شائكًا للغاية، ولكن إذا كانت الإجابة نعم فلا شك أن النباتيين عليهم إعادة التفكير بالأمر، ولا شك أن النباتات ستصرخ ذات يوم في وجه البشر لتشكو الأضرار البيئية التي يتسبب بها البشر كُل يوم.

 


 

المصادر:

Do Plants Feel Pain? How Do We Know That They Don’t

 

What a Plant Knows: A Field Guide to the Senses

Plant Behaviour and Intelligence

Learning by Association in Plants



تصفح على الموقع الرسمي



ما الأجسام الطائرة الغامضة التي تم رصدها فوق نيوجيرسي الأميركية؟فيديو.. ما سر السحابة التي هبطت على الأرض في إندونيسياالأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكةكتلة هوائية باردة تترافق بانخفاض واضح على درجات الحرارة نهاية الأسبوعمركز طقس العرب يُصدر توقعات فصل الشتاء 2024/2025 في قطاع غزةالشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقةتغيرات جوهرية على حالة الطقس ودرجات الحرارة تتجاوز الـ20°م في بغداد ثم تتبع بانخفاض حاد.بالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟أسباب تأخر الأمطار وتفاصيل توقعات نشرة فصل الشتاء 2024/2025