هل تبشر الأمطار الصيفية غير الإعتيادية المؤثرة على دول الخليج للعام الثاني على التوالي بدخول حقبة مناخية جديدة؟

كتبها ناصر حداد بتاريخ 2022/07/29

طقس العرب – م. ناصر حداد – تأثرت العديد من دول الخليج بأمطار صيفية تعتبر شديدة الندرة من حيث التوقيت ورقعة التأثير، بل وحتى كميات الامطار الهاطلة، والأمر لايقتصر على هذا العام فقط، قد تكررت ذات الحكاية في ذات الشهر من العام الماضي، فهل نحن على أعتاب حقبة مناخية جديدة؟ 

 

وفي دراسة خاصة، يناقش هذا الموضوع توزيع الكتل الهوائية والضغوط الجوية السطحية التي تؤثر في فصل الصيف وصولا الى تصور عام عن الماضي وما هي احتمالات تكراره في المستقبل القريب؟

 

ما سبب الحالة الماطرة التي ضربت العديد من دول الخليج في يوليو 2022؟

بالرجوع الى الخرائط الجوية، نجد أن اشتداد المرتفع الجوي شبه المداري على شمال الجزيرة العربية، إضافة الى اندفاع منخفض جوي في طبقات الجو العالية عبر الهند وبحر العرب نحو عمق الجزيرة العربية،

 

أدى الى حدوث انكسار حاد في المونسون (وهي رياح استوائية رطبة جدا)، وتغيير طريقها المعتاد نحو الهند وباكستان، الى الجزيرة العربية والخليج العربي بشكل نادر جدا.

 

وبتواجد منخفض جوي في طبقات الجو العالية، ومنخفض الهند الموسمي في الخليج العربي وأجزاء من الجزيرة العربية، أدى ذلك الى تطور حالة جوية ماطرة، تعتبر غير اعتيادية بكل المقاييس.

 

 

المنخفض الهندي الموسمي ورياح المونسون

 

تتشكل منطقة من الضغط الجوي المنخفض الحرارية في نظام شبه دائم، يبدا من أواخر مايو وحتى بدايات سبتمبر، ويغطي مساحات واسعة من الهند وباكستان وإيران ومنطقة الخليج العربي وصولا الى شرق تركيا، وهذا ما يعرف باسم منخفض الهند الموسمي، ويوجد سببين لانخفاض الضغط الجوي في تلك المنظومة الجوية وهما:

ارتفاع درجات الحرارة السطحية صيفا، حيث من المعروف ان كثافة الهواء الحار أقل من الهواء البارد فيقل وزنه وينخفض معه الضغط السطحي، وهذا السبب يسيطر على أجواء الخليج العربي وإيران وصولا الى شرق تركيا

اندفاع تيارات هوائية مشبعة بالرطوبة، حيث من المعروف ان كثافة الهواء الرطب أقل من الهواء الجاف مما يؤدي الى انخفاض الضغط السطحي.

 

أما رياح المونسون، فهي تسود في ذات الفترة الزمنية أعلاه، وهي رياح تنطلق من خط الاستواء وتندفع شمالا نحو بحر العرب، وبسبب قوة كوريوليس، فإنها تنكسر شرقا، أي باتجاه الهند وباكستان، مسببة أمطار صيفية متفاوتة في الغزارة، وتبقى الجزيرة العربية مصدرا للكتل الحارة صيفا وبعيدة عن تلك الرياح الرطبة.

 

أما في الحالة الجوية الماطرة هذه (يوليو 2022) فان اندفاع المنخفض العلوي نحو عمق الجزيرة العربية، فقد أدى الى توليد قوة ديناميكية سطحية تغلبت على قوة كوريوليس، واندفعت معها رياح المونسون الرطبة نحو العديد من الدول العربية في الخليج العربي.

 

دراسة مناخية .. ما علاقة الانحباس الحراري بأمطار الصيف؟

من الضروري ان نعود الى الماضي، حتى نفهم الحاضر، حيث وجد في العصور الأولى لنشأة الانسان أي قبل نحو 12 ألف عام (Holocene Epoch)، ان الأرض كانت تعاني من ارتفاع في درجات الحرارة العالمي، أدى ذلك الى تمدد الفاصل المداري صيفا نحو العراق وجنوب الأردن (ITCZ)، على نحو قريب من وقتنا الحاضر!

 

وفي العادة فان أمطار الصيف في وقتنا الحاضر تتركز بعد مشيئة الله في الأجزاء الجنوبية من الجزيرة العربية، الا ان ارتفاع الحرارة المتكرر عبر السنين، يؤدي الى انتشار الامطار الصيفية نحو العراق وشمال السعودية وبشكل كان معتادا قبل الاف السنين! فهل نحن على اعتاد دورة مناخية جديدة شبيه بتلك التي مضت قبل 12 ألأف عام؟

 

لكن لا يمكن الجزم او النفي ببداية حقبة مناخية جديدة، بناء على مراقبة بضعة سنوات، بل يتطلب ذلك مراقبة الظواهر الجوية التي تحدث في كل صيف خلال العديد من الأعوام المتتالية لنحكم بشكل أفضل.



تصفح على الموقع الرسمي



رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟رياح نشطة وباردة خاصة على الشرقية تترافق بانخفاض درجات الحرارة الأيام القادمةهل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟الفرق بين فيروس كورونا والإنفلونزا والحساسية الموسمية ونزلات البردظاهرة فلكية بديعة في السماء بالتزامن مع بدء فصل الشتاءمربعانية الشتاء.. ماذا تعني في الموروث الجمعي في المشرق العربي؟جدة | طقس غائم جزئي إلى غائم مع هطول أمطار متفرقة على بعض المناطقتشكل سحب رعدية قوية قبالة سواحل غزة وتوقعات بعبورها تدريجياً يصحبها نشاط كبير للرياح الباردة