هل تتحمل سدود الأردن "فيضانات ومضية" بسبب التغير المُناخي؟

كتبها طقس العرب بتاريخ 2023/09/25

طقس العرب - عُقب الكوارث التي أثرت على ليبيا والمغرب من زلازل وفيضانات، تدور تساؤلات عديدة حول قدرة الأردن على التصدي لمثل هذه الكوارث الطبيعية. وفي هذا الصدد أشار خُبراء في مجال المياه والبيئة إلى أن سدود الأردن مُستعدة لاستقبال الأمطار الغزيرة، ومع ذلك المملكة بحاجة إلى إنشاء مزيد من السدود في المناطق المُنخفضة.

 

أشارت خبيرة المياه ميسون الزعبي إلى أن السدود في الأردن مستعدة لاستقبال موسم مطري غزير، ولا يجب القلق من انهيارها نتيجة للفيضانات الومضية. وأكدت أن تلك السدود قادرة على تحمل ضغوط الفيضانات والامتلاء، وأشارت إلى أن الفيضان الومضي يعد إشارة للتغيرات المناخية ويشمل هطول الأمطار الغزيرة جدًا في فترة قصيرة. ومن المتوقع أن تمتلئ السدود بنسبة تتراوح بين 40% إلى 50% خلال الموسم المطري المقبل.

 

وفيما يتعلق بالسدود، أكدت الزعبي أن الوضع الحالي يشير إلى أن السدود تكاد تكون فارغة، وفي حالة حدوث فيضان في الأردن، قد لا تكون الأمطار كافية لملء السدود. وأشارت إلى أن أنظمة الإنذار المبكر في السدود جيدة، لكنها طرحت سؤالًا هامًا حول إمكانية إجراء عمليات إخلاء فعالة وسريعة في حالة إصدار إنذار مبكر من أحد السدود، مشيرة إلى ضرورة توفير الآليات والمؤهلات اللازمة لذلك.

 

د. دريد محاسنة، خبير المياه والبيئة، أكد أن السدود في الأردن تم بناؤها بشكل جيد ومحكم على وديان، وهذا يساعد في تقليل مخاطر الفيضانات. وشدد على أهمية صيانة السدود بانتظام، مشيرًا إلى أن الأردن يولي اهتمامًا كبيرًا لصيانة السدود وإزالة الترسبات منها. وهناك تعاون بين وزارة المياه وسلطة وادي الأردن والقوات المسلحة لضمان سلامة وصحة هذه الهياكل المائية الحيوية.

 

أوضح أن إدارة السدود في الأردن تتم بشكل جيد، وأن الكميات الكبيرة من الأمطار التي تسقط عادة لا تملأ سعة السدود بالكامل. وفي حالة ملء سعة أحد السدود بمياه كبيرة، ستقوم الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإدارة هذا الوضع.

 

وتبلغ نسبة موجودات السدود المائية الحالية 29 % (80 مليون م3 من أصل 280 مليون م3 مجمل السعة الحقيقية لكامل السدود)، بحسب سلطة وادي الأردن.

 

أشار د.دريد محاسنة إلى أن نسبة تخزين السدود في الأردن حاليًا تبلغ 29%، وهي نسبة منخفضة ولا تشكل خطرًا كبيرًا. ومع ذلك، أشار إلى أهمية أن يتم مراقبة الوضع بعناية عندما تصل نسبة تخزين السدود إلى 60% أو أكثر. ودعا إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية مثل منع البناء في الوديان ومجاري السيول للحد من تكرار وقوع الكوارث.

كما لفت إلى أهمية عدم إقامة المباني في مجاري السيول. في الماضي، كان هناك وديان تمتد من شرق المملكة إلى الزرقاء وعمان والأغوار، ولكن يجب أن يتم الحفاظ على هذه المجاري وعدم السماح ببناء المباني فيها.

 

الفيضانات الومضية، كيف وأين تحدث؟

أوضحت الزعبي، أن الفيضانات تحدث عادةً في الدول التي تضم كميات كبيرة من المياه، مضيفة الفيضانات الومضية مدمرة للأرواح والممتلكات، لكن يجب العمل على ما يخفف حدوثها ويمكننا من الاستفادة من مياه الأمطار في الوقت ذاته.

وفي السياق ذاته، بين محاسنة أن هناك تغيرا في نمط هطل الأمطار، ففي السابق كانت تسقط خلال مدة أطول مقارنة بالآونة الأخيرة، مضيفا "اليوم، ومع التغير المناخي، أصبح هناك اندفاع مفاجئ للمياه، بحيث تهطل الأمطار بكثافة وبسرعة".

وحذر محاسنة من أن الأردن معرض للفيضانات الومضية، والتي تحدث نتيجة هطل الأمطار خلال 4 أيام ببطء أو عبر عاصفة بأمطار كثيفة وعاجلة، تُشكل السيول والفيضانات في الوديان، فهذه الظاهرة بدأت تزداد حول العالم.

وأردف، أن الأعاصير قد تحدث في المناطق التي تضم بحارا وأنهارا كبيرة، ومع ذلك لا يوجد مكان في منأى عن الأعاصير، لكن الأردن ليس كذلك ولن يتعرض لإعصار بقوة ما تعرضت له ليبيا، مضيفا أن البحر الميت منخفض جدا، وأمواجه خفيفة ولا تحدث فيه الأعاصير.

يشار إلى أن موقع الأردن الجغرافي، غير معرض للأعاصير المدارية، وفق المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات
ولفت محاسنة، إلى أن ما قد يتعرض له الأردن، هو المطر الكثيف والعواصف التي قد تؤدي إلى انجراف التربة أو فيضان السدود، إذا لم يُراع تخفيف الحمل فيها، لكن الوزارة حريصة على تفادي فيضان السدود.

 

وحول المناطق الأكثر عرضة للفيضانات الومضية في الأردن، قالت، إنها تتمثل بالمناطق المفتوحة، وحوض البحر الميت، والمفرق شمالا، وأي منطقة منحدرة وغير مجهزة لتخفيف سرعة المياه وقوتها، محذرة من أن "ما حدث في البحر الميت لو تكرر، فسيقع بالقوة ذاتها".

وأشارت الزعبي إلى أن الوديان التي لا تضم سدودا أكثر، عرضة للفيضانات الومضية؛ لذا يجب بناء السدود عليها وإجراء تدخلات تمنع حدوث الفيضانات.

كما حذر محاسنة، من أن ما حدث في البحر الميت قبل بضعة اعوام، يمكن أن يتكرر على شكل سيول، فهناك وديان ليس عليها سدود، علما بأنه جرى عمل مسارات تتسرب المياه عبرها إلى البحر الميت أو السدود القريبة؛ مثل سد الموجب.

 

وقالت الزعبي إن الوزارة، تنبهت لأمر الرسوبيات في السدود، وما أبرمته مع سلاح الهندسة الملكي يعد إجراء ممتازا، بخاصة وأن الرسوبيات تأخذ مساحة من سعة السد، إذ وقعت السلطة اتفاقية مع السلاح لإزالة رسوبيات سدود وادي شعيب والوالة والموجب (أكثر السدود فيضاناً)، بالإضافة لتنفيذ قناة تربط سد وادي شعيب بقناة الملك عبدالله، لتصب فيها الكميات الفائضة.

وأضافت، أن إزالة الرسوبيات يمكن إجراؤها في حالة جفاف السد فقط، بينما يصعب ذلك عندما يكون السد ممتلئا، داعية للاستفادة من مياه السدود المخصصة للزراعة؛ بزراعة الأراضي المحيطة بالسدود بمحاصيل موسمية على سبيل المثال؛ حتى لا تضطر الحكومة إلى نقل المياه لمسافات بعيدة.

 

 

المصدر: الغد

 



تصفح على الموقع الرسمي



الأردن | كيف ستكون الأجواء صباح يوم غد الثلاثاء تزامناً مع ذهاب الطلبة إلى المدارس ؟ (تفاصيل)في اليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون.. ما علاقة ثقب الأوزون في تغير المناخ؟الدوامة القطبية في تطور مستمر.. ما علاقة ذلك باقتراب الأجواء الشتوية في نصف الكرة الشمالي؟ الطقس في السنة النبوية الشريفة: أدعية وهدي النبي صلى الله عليه وسلمخبير روسي: فيروس كورونا أصبح موسمياأبرز 10 صور ومقاطع لطائرات بوينغ-777 التي تشق طريقها عبر السعوديةالأردن | إلى متى يُتوقع أن تستمر الأجواء المُعتدلة وهل هناك مؤشرات على ارتفاع كبير في درجات الحرارة؟الأردن | استمرار درجات الحرارة أقل من مُعدلاتها الثلاثاء وطقس مائل للبرودة ليلاً وفي الصباح الباكركيف نستطيع التأقلم مع التغيرات المرافقة لفصل الخريف؟