هل تستطيع قمة غلاسكو للمناخ فعلا إنقاذ العالم؟
طقس العرب - انطلقت يوم أمس الأحد قمة المناخ المنتظرة، والمعروفة أيضا بالمؤتمر السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي (COP26) في مدينة غلاسكو الاسكتلندية، وستشارك وفود تمثل نحو 200 دولة في القمة، لبحث سبل التقليل من الانبعاثات بحلول عام 2030 والمساعدة في تحسين الحياة في كوكبنا.
وفي ظل ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب انبعاثات الوقود الأحفوري التي يسببها الإنسان، يحذر العلماء من أن إجراءً عاجلا مطلوبا من أجل تفادي كارثة مناخية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن القمة ستكون "لحظة اختبار مصداقية العالم"، وفي حديثه أمام المؤتمر الذي سيستمر لمدة أسبوعين، حث جونسون القادة أن يحققوا أكبر استفادة من القمة، وأضاف قائلا: "السؤال الذي يسأله كل شخص هو ما إذا كنا سنستغل هذه اللحظة أم سندعها تفلت منا"، فهل تستطيع قمة غلاسكو للمناخ فعلا إنقاذ العالم؟
في وقت سابق، فقد فشلت المؤتمرات الـ 25 السابقة من مؤتمرات المناخ العملاقة هذه في إيقاف غازات الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
وعلى الرغم من ثلاثة عقود من الحديث عن خطورة الأمر، أصبح الكوكب الآن أسخن بمقدار 1.1 درجة مئوية على الأقل من مستوى ما قبل الصناعة، وهو آخذ في الارتفاع.
لكن بالنسبة لمؤتمر هذا العام، فإن التوقعات بإحراز تقدم حقيقي أعلى من المعتاد، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن المخاطر اقتربت من المنازل، وتسببت الفيضانات هذا العام في مقتل 200 شخص في ألمانيا، وضربت موجات الحر كندا الباردة وحتى القطب الشمالي السيبيري كان يحترق.
وأوضح العلماء أكثر من أي وقت مضى أن تجنب درجات الحرارة الأكثر ضررًا يعني خفض انبعاثات الكربون العالمية إلى النصف بحلول عام 2030، وهو الموعد النهائي الذي يلوح في الأفق بما يكفي للتركيز على هذا الهدف.
وفي مجموعة العشرين التي عقدت في روما، قالت مسودة بيان إن القادة سيتعهدون باتخاذ خطوات عاجلة لتحقيق هذه الأهداف. لكن التعهد الرئيسي بالفعل بتقديم 100 مليار دولار سنويًا للبلدان النامية لتمويل مواجهة التغير المناخي، قد تم تأجيله حتى عام 2023.
وألقى الأمير تشارلز كلمة في قمة مجموعة العشرين يوم الأحد، وقال لزعماء العالم إن لديهم "مسؤولية كبيرة تجاه الأجيال التي لم تولد بعد" في قمة غلاسكو، وقال إنه يكتشف "تغييرًا في المواقف وتراكم الزخم الإيجابي" لاتخاذ إجراءات عاجلة.
أهمية قمة المناخ
يعتبر التغير المناخي واحدا من أكثر مشكلات العالم إلحاحا، ويتعين على الحكومات أن تتعهد بتقليل انبعاث الغازات الدفيئة إذا أردنا أن نمنع الارتفاع العالمي لدرجات الحرارة.
وفي قمة التي تجري في غلاسكو، يتم مراقبة ومتابعة الوعود التي قطعها أكبر الملوثين في العالم، مثل الولايات المتحدة والصين، وما إذا كانت البلدان الفقيرة تحصل على الدعم الذي تحتاجه.
ويمكن لهذه القمة أن تغير حياتنا، بحيث تؤثر القرارات التي يتم اتخاذها في القمة على وظائفنا، وكيف نقوم بتدفئة منازلنا، وما نأكله، وعلى الطريقة التي نسافر فيها (وسائل السفر).
الأنظار تتجه إلى المملكة المتحدة بصفتها البلد المضيف للقمة
حددت المملكة المتحدة، دولة الاستضافة للقمة، هدفا بأن يأتي توليد الكهرباء في البلاد من مصادر نظيفة بحلول عام 2035، وأن تقلل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى صافي صفر بحلول عام 2050. لكن بعض الخبراء قالوا إن هذا لا يمكن تحقيقه مع سياسات الحكومة الحالية.
والتقت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستيرجن مع السكان الأصليين من الأمريكتين في غلاسكو السبت، وقالت إن الحكومة الاسكتلندية "ستفعل كل ما في وسعها" لمساعدة الدول والمجتمعات الفقيرة الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ.
وسينضم إلى رؤساء الدول بعض النشطاء البارزين في مجال المناخ في العالم، بما في ذلك السير ديفيد أتينبره وغريتا ثونبرغ، التي استقبلتها حشود لدى وصولها على متن "قطار المناخ" مساء السبت.
وكان القطار المستأجر خصيصًا، والذي وصل من أمستردام، على متنه أيضًا نحو 500 راكب بمن فيهم مندوبون من هولندا وبلجيكا وإيطاليا وألمانيا، بالإضافة إلى 150 من الناشطين الشباب وأعضاء البرلمان الأوروبي.
ويفضل العديد من المشاركين والنشطاء القطار إلى غلاسكو لأنه وسيلة سفر أكثر استدامة من الطيران.
المصدر: BBC + وكالات