هل تشعر برطوبة شديدة حاليا؟ تلك فقط هي البداية

كتبها ندى ماهر عبدربه بتاريخ 2024/07/24

طقس العرب - يمر العالم العربي حالياً بموجة حارة قاسية تتراجع قليلاً، ثم تعاود الارتفاع مجددا، ويصاحبها رطوبة شديدة تزيد الإحساس بالحرارة إلى مستويات غير مسبوقة في بعض المدن العربية.

ويشهد شهر يوليو وأغسطس ذروة الصيف في المنطقة، ومع ارتفاع درجات الحرارة يزداد معدل التبخر من المسطحات المائية والتربة والغطاء النباتي، مما يؤدي إلى زيادة مستويات الرطوبة.

قد يهمك أيضا:

الأحد الماضي كان الأشد حرارة عالميًا وتجاوز رقمًا مسجلًا في 1940

السعودية | المسند: هذا ما تبقى لخريف 2024

 

التبخر والرطوبة

يقع العديد من الدول العربية بالقرب من مسطحات مائية كبيرة مثل الخليج العربي والبحر الأحمر وبحر العرب والبحر المتوسط. ويؤدي تبخر مياه هذه البحار الدافئة في ظل حرارة الصيف إلى زيادة الرطوبة في الهواء وتكون المناطق الساحلية الأكثر تأثراً بهذا التأثير البحري، حيث تحمل الرياح القادمة من البحر مزيداً من الرطوبة إلى الداخل.

وترتفع درجات الحرارة في الصيف مكونة أنظمة ضغط منخفض تسحب الهواء الرطب من البحار المحيطة إضافة إلى ذلك، يمكن للهواء الدافئ أن يحمل بخار ماء أكثر من الهواء البارد، وفقاً لمعادلة كلاوزيوس-كلايبرون، التي تفيد بأن قدرة الهواء على الاحتفاظ بالرطوبة تتضاعف تقريباً مع كل زيادة قدرها 10 درجات مئوية في درجة الحرارة. 

ويزيد هذا التبخر من بخار الماء في الهواء، مما يرفع مستويات الرطوبة وفي يوم صيفي حار، تسخن الشمس الأرض والمسطحات المائية، مما يؤدي إلى مزيد من التبخر وزيادة بخار الماء في الهواء.

 

 

التأثير البشري

إلى جانب العوامل المناخية، تسهم العوامل البشرية في رفع درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وأغسطس والمدن ذات الكثافة السكانية العالية والبنية التحتية المليئة بوحدات تكييف الهواء تزيد من مستويات الرطوبة المحلية بسبب انبعاثات بخار الماء.

تكون المدن أكثر دفئاً من المناطق الريفية المحيطة بها بسبب تأثير الجزر الحرارية الحضرية، حيث تمتص المباني والطرق والأسطح الخرسانية حرارة الشمس أثناء النهار، وتطلقها في الليل، مما يزيد من دفء المدينة مقارنة بالمناطق المحيطة بها. 

غالباً ما تحتوي المدن على عدد أقل من الأشجار والمساحات الخضراء التي توفر الظل والتبريد، مما يسهم في زيادة الحرارة والرطوبة إلى جانب تكييف الهواء والعمليات الصناعية وانبعاثات المركبات.

 

تأثير التغير المناخي

مع ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن التغير المناخي، يتزايد محتوى الرطوبة في هواء الأرض بشكل مستمر، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن منطقتنا العربية قد تواجه ظروفًا شديدة الحرارة والرطوبة بحلول نهاية القرن، مما قد يجعل البقاء في الخارج لأكثر من 6 ساعات أمرًا لا يطاق في بعض الدول. وفقًا لدراسة من وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، تضاعفت المستويات القصوى للإجهاد الحراري خلال الأربعين سنة الماضية، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه. منذ عام 2005، تجاوزت درجات حرارة البصيلة الرطبة 35 مئوية لفترات قصيرة في عدة مناطق بالعالم، بما في ذلك الخليج العربي، وهو مؤشر خطير.

 

 

أثر البصيلة الرطبة

تشير دراسة نشرت في دورية "نيتشر كلايمت تشينج" إلى أن أجزاء من الشرق الأوسط قد تتجاوز عتبة درجة حرارة البصيلة الرطبة الآمنة بشكل متزايد مع اقتراب نهاية القرن ولكن ما هي درجة حرارة البصيلة الرطبة؟ في الظروف الشديدة الحرارة والرطوبة، يجد الجسم صعوبة في التخلص من الحرارة بسبب عدم تبخر العرق بشكل فعال، وهذه النقطة تثير قلق العلماء.

درجة حرارة البصيلة الرطبة هي مقياس يجمع بين درجة الحرارة والرطوبة، وكلما ارتفعت هذه الدرجة، أصبح الهواء أكثر لزوجة وسخونة. تعبر درجة حرارة البصيلة الرطبة عن أدنى درجة حرارة يمكن للجسم البشري الوصول إليها عند تبخر الرطوبة منه، فكلما انخفضت، أصبح من الأسهل على الجسم تبريده، وكلما ارتفعت، أصبح تبريد الجسم أصعب. إذا اقتربت درجة حرارة البصيلة الرطبة من درجة حرارة الجسم الأساسية (حوالي 37 درجة مئوية)، يفقد الجسم قدرته على التبريد.

تعتبر درجة حرارة البصيلة الرطبة التي تصل إلى 35 درجة مئوية الحد الأقصى لتحمل البشر عند تعرضهم لطقس حار رطب لمدة 6 ساعات على الأقل. درجة حرارة البصيلة الرطبة المرتفعة تشكل خطرًا كبيرًا لأن البشر يعتمدون على التعرق للتخلص من حوالي 80% من حرارة الجسم. عندما تكون الرطوبة ودرجة الحرارة مرتفعة، يصبح من الصعب التخلص من الحرارة الزائدة، مما قد يؤدي إلى إجهاد حراري خطير ومميت.

في عام 2022، أفادت دراسة من جامعة هارفارد بأن معدلات الإجهاد الحراري ترتفع عامًا بعد عام بسبب الاحترار العالمي. أوضحت الدراسة أنه حتى لو تم تحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى درجتين مئويتين، فمن المرجح أن يزيد التعرض لمستويات حرارة خطيرة بمقدار 3-10 أضعاف في العديد من المناطق حول العالم.

وجدت دراسة نشرت في أكتوبر 2023 في دورية "بي إن إيه إس" أن مليارات البشر سيتأثرون بحرارة غير قابلة للتحمل إذا ارتفعت درجة الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، خاصة في شمال الهند وباكستان وبنغلاديش وشرق آسيا والجزيرة العربية ومنطقة الساحل الأفريقي. حتى عند درجة حرارة بصيلة رطبة تبلغ 30.55 درجة مئوية، يمكن أن يظل التأثير السلبي على صحة الإنسان كبيرًا، مما يمنع الناس الأصحاء من القيام بالأنشطة اليومية البسيطة.

 

 

شاهد أيضا:

حول العالم | إعصار جايمي يجبر الفلبين وتايوان على وقف الأعمال والطيران

أغرب 10 أحداث مناخية في العالم

 



تصفح على الموقع الرسمي



طرق سريعة لحماية النباتات من الصقيعمن أين تأتي الرياح الشرقية؟ وما علاقتها بظاهرة التكهرب؟تحديث جوي | استمرار تقدم السحب الماطرة نحو المناطق الشمالية من الجمهوريةجبهة هوائية دافئة نهار الجمعة في مقدمة منخفض جوي يعبر البلاد ليلاًغزة | رياح نشطة وباردة للغاية تؤدي لاضطراب الأمواج وتضاعف الإحساس بالبرودةالأردن | عدم استقرار جوي مُتوقع الجمعة.. قائمة بأعلى المحافظات فرصاً للأمطاراتساع تدريجي على رقعة الأمطار الليلة وابرز توقعات الطقس يوم الجمعةأمطار متجمدة أحياناً قد تكون ممزوجة بالثلوج على بعض المناطق يوم الجمعةالانقلاب الشتوي وفائدته في تحديد الساعات عند العرب القدماء