هل سيُغير التغير المناخي خريطة السياحية الأوروبية خلال الأعوام القادمة؟
طقس العرب - سنان خلف - ترتبط حركة السياحة في القارة الأوروبية بشكلٍ مباشر بالتغيرات المُناخية، وكان أثر ذلك واضحاً جلياً خلال موجة الحر الأخيرة التي غيرت الخريطة السياحة في دول القارة العجور، حيثُ انخفضت الحجوزات السياحية في السواحل الجنوبية وازدادت في المناطق الساحلية الشمالية على غير العادة.
وأشارت دراسة جديدة أجراها المركز العام للبحوث في القارة الأوروبية (JRC) إلى أن أعداد السياح في الدول الساحلية جنوب القارة سيشهد إنخفاضاً مُستمراً في ظل استمرار التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة في فصول الصيف، وتُقيِّم الدراسة "التأثير الإقليمي المتوقع لتغير المناخ على خريطة السياحة الأوروبية" عند أربعة مستوياتٍ مختلفة من الحرارة، هي ارتفاع الحرارة (1.5 درجة مئوية - 2 درجة مئوية -3 درجات مئوية - 4 درجات مئوية).
الخريطة التالية تُبين تأثير الظروف المناخية الحالية على السياحة وتحاكي التأثيرات المستقبلية حتى عام 2100، بالاعتماد على 10 نماذج مناخية، وتعتمد أربعة مستويات من الإحترار هي (1.5 درجة مئوية و2 درجة مئوية و3 درجات مئوية و4 درجات مئوية).
السيناريو الأول والثاني | تزايد الحرارة بمقدار 1.5 - 2 درجة مئوية
في مناخ يتزايد بمقدار 1.5 درجة مئوية، يُتوقع أن تتأثر غالبية (80٪) المناطق الأوروبية بالتغير المناخي بنسبة ضئيلة نسبياً، حيث سيتذبذب تدفق السياح الزائرين إلى تلك المناطق بين -1٪ و+1٪. وتظهر النتائج تشابهًا نسبيًا في حالة ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 2 درجة مئوية.
السيناريو الثالث والرابع | تزايد الحرارة بمقدار 3 - 4 درجات مئوية
وإذا ارتفعت درجات الحرارة لمستويات تتراوح ما بين 3 - 4 درجات مئوية، فان التأثير سيكون واضحاً جلياً على خريطة السياحة الأوروبية، بانخفاض أعداد السياح بنسبة 9.12٪ لجزر إيونية اليونان على سبيل المثال، وزيادة بنسبة 15.93٪ لغرب ويلز في المملكة المتحدة.
وخلُصت الدراسة إلى كُل من قبرص واليونان وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال لن تكون هدفاً للسياح في ظل الإرتفاع الكبير على درجات الحرارة، وسيبدأ السياح بالهروب نحو مناطق أكثر اعتدالاً مثل ألمانيا والدانمارك وفنلندا وفرنسا وأيرلندا وهولندا والسويد والمملكة المتحدة في فصل الصيف.