هل يمكن التنبؤ بالزلازل؟
طقس العرب-مع التقدم التقني والعلمي استطاع البشر التنبؤ بالكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والأعاصير والعواصف الثلجية، ولكن بالرغم من هذا التقدم، إلا أن الزلازل تعتبر من الكوارث الطبيعية التي لطالما ما تفاجئ البشرية، وتخلف خسائر كبيرة فلماذا لم يستطع العلم في القرن الحادي والعشرين من التنبؤ بدقة بموعد وقوع الزلزال؟
إن زلازل تميل إلى الوقوع دون سابق إنذار، وعلى الرغم من محاولة العلماء بعدة طرق مثل قياس التحولات في الأصوات تحت السطحية والزيادات المحتملة في النشاط الزلزالي للمنطقة والتغيرات في سلوك الحيوانات، إلا أنهم لم يتمكنوا من توقع حدوث الزلازل.
في حديث سابق لطقس العرب أجاب أستاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل في الجامعة الأردنية، الدكتور "نجيب أبو كركي" حيث إنه أكد أنه لا يُمكن لأحد على وجه الأرض حتى اللحظة التنبؤ بوقت وقوع الزلزال ومكان حدوثه، مؤكداً على أن أي حديثٍ يجري تداوله عن تعرض منطقة لزلزال مؤكد ومُدمر خلال فترةٍ زمنيةٍ بعينها لا أساس له من الصحة، ولا يستند إلى أسسٍ علمية.
وتأكيدا على كلام الدكتور أبو كركي، فإن كُبرى الدول لم تستطع حتى الآن إيجاد أي وسيلة حقيقية تُمكنها من التنبؤ بالزلازل كالولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان التي بدورها فشلت في التنبؤ بالزلزال المدمر الذي باغتها في عام 2011، والذي كان بقوة 9 درجات على مقياس ريختر، وأحدث دمارا هائلا وموجات مد بحرية قتلت الآلاف من الأشخاص، وسببت واحدة من أكبر الكوارث النووية في العالم، بالرغم من أن المنطقة كانت تحت مراقبة زلزالية دقيقة.
من هنا يأتي السؤال هل عملية التنبؤ بالزلازل بشكل دقيق سوف تبقى من المستحيلات؟
بعد سلسلة الزلازل المؤثرة بالعالم في الفترة الأخيرة انصب اهتمام العلماء نحو إيجاد ما يربط بين التكنولوجيا وعلم التنبؤات، ولعل الذكاء الاصطناعي أخذ حيزا كبيرا في هذه الدراسات.
بحيث أنه يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي إيجاد أنماط مخفية في البيانات التي قد تساعد على التنبؤ بالزلازل، ومن الممكن أيضا من الممكن أيضا تحليل البيانات عبر استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي من خلالها نستطيع الكشف عن التغيرات الدقيقة في سطح الأرض ودراسة البيانات التي تشير إلى حدوث زلزال قريب.
إن تطور أنظمة التنبؤ بالزلازل المعتمدة على تقنيات الذكاء الصناعي قد تفتح أفقاً جديدة في المستقبل، وتجعل الكوارث الطبيعية أقل خطرا من السابق.
المصادر: