هل يمكن لحرائق الغابات أن تشتعل من تلقاء نفسها أم لابد من فاعل؟!
طقس العرب - صنف العلماء الأسباب وراء كوارث حرائق الغابات التي تنشب بين الحين والآخر في العديد من الدول بأنها ناتجة عن أسباب طبيعية وأخرى بفعل الإنسان، وقد تكون أزمة الحرائق العالمية المتفاقمة مرتبطة بالاحتباس الحراري إلى جانب حالات الجفاف التي حطمت الأرقام القياسية في مناطق معينة، والتي تجعل موسم حرائق الغابات أكثر نشاطًا من أي وقت مضى. لكن كيف تبدأ الحرائق؟ هل يمكن أن تشتعل من تلقاء نفسها أم لابد من وجود فاعل؟
لنبدأ أولاً بفهم: ما هو الحريق وكيف يحدث؟
يُعرف الحريق بأنه ظاهرة كيميائية تحدث نتيجة اتحاد المادة المشتعلة بأكسجين الهواء، تحت تأثير درجة حرارة معينة تسمى درجة الاشتعال، وهي درجة الحرارة التي إذا وصلت إليها تلك المادة بدأت بالاشتعال. وهناك ثلاثة عناصر ضرورية للاشتعال أو ما يسمى بمثلث الحرائق، وهي:
1. الوقود أو المواد القابلة للاحتراق: ويتواجد في 3 حالات:
- الصلبة، مثل: الخشب، الورق، القماش.
- السائلة وشبه السائلة، مثل: الشحوم بجميع أنواعها والزيوت، البنزين، الكحول.
- الغازية ، مثل: غاز البوتان، الاستلين، الميثان.
2. الأكسجين: وهو متوفر في الهواء، حيث يحتوي الهواء على غاز الأكسجين بنسبة 21 %.
3. الحرارة: أي بلوغ درجة الحرارة المادة إلى الدرجـة اللازمة للاشتعال، ويمكن أن يكون مصدر الحرارة: الشرر، اللهب، الاحتكاك، أشعة الشمس، التفاعلات الكيميائية، الخ.
ويتم إخماد الاشتعال بكسر أحد أضلاع مثلث الحرائق، أي بأحد الطرق التالية:
- وقف الوقود عن التدفق: أو حصره بتجزئة المواد القابلة للاحتراق وإبعاد غير المحترق منها.
- منع الأكسجين من التدفق: ويتم عن طريق الخنق ويعني ذلك منع الأكسجين من الإتحاد مع العنصرين الآخرين، مثل استخدام بطانية الحريق.
- فصل المصدر الحراري: ويتم عن طريق التبريد أي تخفيض درجة الحرارة إلى ما دون درجة الاشتعال، لذلك يتم رش الماء عادة على بعض الحرائث لتبريدها.
أسباب حرائق الغابات
تحدث حرائق الغابات عندما تجتمع العناصر الثلاثة للحرائق، يتوفر في الغابات الوقود (النباتات) والأكسجين، أما العنصر الثالث (الحرارة) فيمكن أن يتوفر بفعل الإنسان بإحداث شرارة أو إشعال لهب، أو لأسباب طبيعية.
1. أسباب بفعل الإنسان: في الحرائق الهائلة التي نشبت في غابات كاليفورنيا وأتت على مساحة 22 ألف فدان في عام 2020، تم اتهام زوجين بأنهما السبب فيه بعد إقامتهما حفل بالقرب من الغابات، كما تم الإبلاغ عن حالات حرائق عندما أشعل القرويون حرائق صغيرة لإبعاد الحيوانات البرية المفترسة عن الماعز والدواجن في القرية.
2. أسباب طبيعية: تعتبر الأسباب الطبيعية هي العامل الرئيسي لحرائق الغابات، عادة ما يتم اكتشاف الحرائق التي يسببها الإنسان في وقت مبكر ، وبالتالي يتم احتواؤها بسهولة نسبيا بالمقارنة مع الحرائق الطبيعية التي قد تشتعل لعدة أيام في الشجيرات قبل اكتشافها.
وفيما يلي بعض الأسباب الطبيعية المسببة لحرائق الغابات:
1. شرارة البرق: تبدأ الحرائق الطبيعية عمومًا عن طريق الصواعق، حيث تبدأ نسبة صغيرة جدًا من الاحتراق التلقائي للوقود الجاف مثل نشارة الخشب والأوراق، ويتوسع الحريق مع وجود عوامل الطقس من حرارة وجفاف ورياح.
2. الاحتكاك: في كثير من الأحيان، تحدث حرائق الغابات لأسباب طبيعية عندما تجف الأشجار والنباتات الأخرى. تحتك الأشجار ببعضها البعض عند سرعة الرياح العالية، فتسبب حرارة الاحتكاك اشتعال النار. ونظرًا لارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف ، لا يقتصر الأمر على جفاف الأشجار فحسب ، بل تجف أيضًا الأعشاب والأوراق والنباتات الأخرى التي تغطي الأرض تمامًا ، يؤدي عدم وجود أوراق الشجر الكثيفة المعتادة إلى هبوب الرياح بشكل أسرع ونقل النار بسرعة إلى أجزاء أخرى من الغابة.
3. أشعة الشمس: تسخن حرارة الشمس الأشجار والنباتات وتجففها، وعندما يتم تسخين الخشب إلى درجة الاشتعال فإنه يحترق، ومع ارتفاع درجات الحرارة تشتعل المواد وتحترق بشكل أسرع، مما يزيد من معدل انتشار حرائق الغابات. لهذا السبب، تميل حرائق الغابات إلى الحدوث والتأجج في فترة ما بعد الظهر، عندما تكون درجات الحرارة في أعلى مستوياتها.
4. الإحتراق التلقائي: يحدث الاحتراق التلقائي (Spontaneous combustion) أو الاشتعال التلقائي (spontaneous ignition) عن طريق التسخين الذاتي وزيادة درجة الحرارة بسبب التفاعلات الداخلية الطاردة للحرارة مثل التخمر البكتيري.
فقد تشتعل أكوام القش ذاتيًا بسبب الحرارة الناتجة عن التخمر البكتيري في غضون أسبوعين إلى ستة أسابيع من التخزين، حيث يحدث التسخين الخطير في التبن الذي يحتوي رطوبة بنسبة أعلى من 25%. تبدأ العملية بنشاط ميكروبيولوجي (بكتيريا أو عفن)، وعند 100 درجة مئوية، يمتص التبن الرطب ضعف كمية الأكسجين الموجودة في القش الجاف. مما يسهل اشتعالها.
اقرأ ايضا: حرائق الغابات.. كيف تبدأ؟ ومادور الطقس في انتشارها؟!