هل يمكنك تدريب نفسك على عدم الشعور بالبرد؟

كتبها ندى ماهر عبدربه بتاريخ 2023/11/26

طقس العرب - في السابق كان عدد الأشخاص الذين لديهم تدفئة مركزية أقل، وكانت درجة حرارة المنزل العادي في الشتاء 12 درجة مئوية تقريباً، ومن الواضح أن هذه الوضع لم يشكل أي تهديد للحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية عند حوالي 36.5 درجة مئوية.

وبالرغم من تقديري لغلاية الغاز التي استخدمها ومدفئة الحطب الموجودة في زاوية الغرفة، إلا أن الأصوات الصادرة منهما أثناء عملهما يذكرني بسؤال لطالما راودني عما إذا كان يمكن أن أكون واحدًا من هؤلاء الأشخاص ذوي الخدود الوردية الذين يأتون إلى المتجر في أحد أيام الشتاء الباردة مرتدين ثيابا خفيفة في شهر فبراير، دون أن يشعروا بالبرد.

 

هل يمكنك تدريب نفسك على عدم الشعور بالبرد؟

وفقًا للأستاذ كريستوفر مينسون، الخبير في علم وظائف الأعضاء البشرية في جامعة أوريغون، هناك أمل في قدرة الإنسان على التكيف تدريجيًا مع درجات الحرارة الباردة، ويشير إلى أن البشر أصبحوا حساسين للغاية، حيث يتنقلون بين بيئات مُدفأة أو مُكيفة تمامًا.

ويرى أن هذا التكيف غير صحي، حيث لا يتم ممارسة الآليات الفسيولوجية التي نعتمد عليها للتدفئة بشكل طبيعي، ويشدد على أن مُعدل الأيض هو ما يحافظ على حرارتنا، ويشير إلى وجود اختلافات فسيولوجية تجعل بعض الأفراد يحتاجون إلى جهد أكبر للحفاظ على درجة حرارتهم الأساسية، وعلى سبيل المثال، يلاحظ أن الرجال قد يكونون أكثر دفئًا بسبب الكتلة العضلية الزائدة التي تزيد معدل الأيض الأساسي.

 

تأثير العمر وتحديات الحرارة

هناك دائماً استثناءات وأسباب أخرى تجعل بعض الأشخاص يشعرون بالبرد أكثر من غيرهم، ويُعَد العمر أحد العوامل الرئيسية، حيث ينخفض معدل الأيض لدينا مع تقدمنا في السن، ورغم أن لدينا جميعًا مستقبلات حرارية في أجزاء مختلفة من الجسم، إلا أنها تعمل بشكل متكامل لتحفظ الحرارة، وفي هذا السياق، يوضح مينسون قائلًا:

"في جميع أنحاء جسمك - جلدك وعضلاتك وأعضائك وأنسجتك - يقومون بتغذية المعلومات مجددا إلى منطقة ما تحت المهاد، وهو المكان الذي يوجد فيه المنظم المركزي الكبير لدرجات الحرارة."

 

وحتى إذا كانت درجة حرارة الدم في تلك المنطقة تبلغ 36.5 درجة مئوية، فإن الإشارات التي تشير إلى انخفاض درجة الحرارة تُعَتَبر تهديدًا، مما يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية في الجلد لتقليل فقدان الحرارة إلى العالم الخارجي وبسبب ذلك، يلتف الأفراد حول أجسادهم، ويضيفون المزيد من الطبقات للتدفئة.

ومن الممكن أن ندرب أنفسنا على الخروج من روتين الراحة الحرارية حيث يُجري مينسون تجارب مستمرة على نفسه، حيث يشير إلى أنه يمكن تحمل تدريجي للبرودة عند ارتداء ملابس دافئة أثناء الأيام الباردة، ويروي تجربته بالقول:

"كانت الأيام الأولى تحتاج إلى التكيف، لكن بعد فترة قصيرة، أصبح الأمر أسهل، وبعد أسابيع قليلة، شعرت بالراحة حتى وأنا أرتدي طبقات أقل."

 

ويؤكد مينسون على فوائد تعرض الجسم للبرودة، مُشيرًا إلى أنه يُمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين إدراكنا للتهديد الجو البارد وزيادة فعالية الجسم في الحفاظ على الدفء. ويضيف:

"ربما يؤدي ذلك إلى زيادة معدل الأيض أو تحسين انقباض الأوعية الدموية." ويرى أن هذا التأقلم يُفضل لصحة الجسم، ويُحَسِّن الاستجابة للضغوطات الباردة.

 

 

 

إستراتيجيات للبقاء على دفء الجسم

أحد الأسباب الواضحة للقشعريرة هو الجلوس لساعات في العمل، مع تحريك العيون والأصابع فقط، وفي هذا السياق، يشير الأستاذ مينسون إلى أن ممارسة التمارين الرياضية قبل الجلوس قد تحتفظ بالدفء لفترة طويلة، حيث يمكن أن تستمر تأثيراتها لمدة ساعتين تقريبًا وبطبيعة الحال، يظهر أن اكتساب المزيد من كتلة العضلات يؤدي دورًا في رفع معدل الأيض الأساسي، والذي يساهم في الحفاظ على الدفء.

وفيما يتعلق بالتغذية، يشير مينسون إلى أن تناول الطعام يرفع معدل الأيض لبضع ساعات، مساهمًا في عملية الهضم، ومن الجدير بالذكر أن بعض الأطعمة تحمل "تأثيرات حرارية" أكبر من غيرها، حيث تعمل الدهون والبروتينات على توليد حرارة أكثر من السكريات البسيطة.

وفي سياق آخر، يثير مينسون تساؤلات حول تأثير الملابس على تحمل البرد، حيث يشير إلى أن جلد الإنسان يمكن أن يشعر بالبلل أو الرطوبة، مما يزيد شعورنا بالبرودة.

 

كيف تساعد جسمك على التكيف مع الطقس البارد؟

 

 

 

اعرف أيضا:

كيف يؤثر الطقس البارد على الجسم أثناء ممارسة الرياضة؟

ما هي أفضل درجة حرارة للنوم؟

 


المصادر:

theguardian

altibbi

aawsat



تصفح على الموقع الرسمي



ما هو سر اختيار الملابس للتكيف مع تقلبات الطقس؟المدافئ.. فصل الخريف فرصة لصيانتها قبل حلول الشتاءالسعودية | فرص مُحتملة للأمطار في 3 مناطق يوم السبت .. تفاصيلالسعودية | لماذا غابت سحب الكسير عن سواحل البحر الأحمر وجدة حتى الآن؟ .. وهل ستتأثر تلك المناطق بحالات ماطرة هامة قريباً .. تفاصيلالأردن | الاثنين: امتداد منخفض جوي بعيد يترافق مع انخفاض درجات الحرارة والأمطار التي تتركز شمالاً .. تفاصيلتحت المراقبة | المركز الأمريكي GFS يتوقع عودة الأمطار لأجزاء واسعة من المملكة في الثلث الأخير من نوفمبر .. تفاصيل أوليةالسعودية: نشاط للرياح المُثيرة للأتربة في مناطق عِدّة و فرصة لأمطار مُتفرقة على أجزاء محدودة من منطقة مكة المكرمة عطلة نهاية الأسبوعالسعودية | بهذا التاريخ بداية الدراسة للفصل الدراسي الثاني في السعودية لعام 1446علامات خفية تخبر أنك تعاني من القولون العصبي