يُقال: الثلج "سماد الفقراء" فكيف تعمل الثلوج على تسميد التربة وتعزيز نمو النباتات؟
طقس العرب - يُغطي الثلج المتراكم الأرض كبطانية تكشف بعد ذوبانها عن حلّة خضراء من النباتات والأعشاب التي ازدهرت بسبب تساقط الثلوج، قد يعتقد البعض أن السبب في ذلك هو أن الثلوج قد روت الأرض والنباتات بالمياه، لكن الحقيقة أن الثلوج تعمل على تسميد التربة وتعود بفوائد كبيرة عليها، فكيف ذلك؟
الثلج يسمد التربة ويزودها بالنيتروجين
تجمع الثلوج أثناء هطولها عبر الغلاف الجوي، بعض الجسيمات (مثل الكبريت) وكمية من النيتروجين الموجود في الغلاف الجوي، وعندما يتجمع الثلج على التربة يذوب ببطء، مما يسمح بإطلاق بطيء للنيروجين مع الرطوبة عبر التربة.
على الرغم من أن الغلاف الجوي يحتوي على كمية كبيرة من غاز النيتروجين (يشكل غاز النيتروجين 78% من غلافنا الجوي) إلا أن النباتات والحيوانات لا يمكنها استخدامه إلا عندما يصبح غاز النيتروجين "ثابتًا" في الشكل القابل للاستخدام من النترات أو الأمونيوم.
يتم تنفيذ معظم عمليات تثبيت النيتروجين هذه بواسطة بكتيريا لاهوائية متخصصة تعيش داخل العقيدات الجذرية للنباتات البقولية (مثل البازلاء والفاصوليا) وبمجرد أن يتم تثبيت النيتروجين، تمتصه النباتات بسرعة وينتقل عبر دورة حيوية من الهواء إلى التربة إلى الكائنات الحية والعكس. ونتيجة لذلك، لا يتبق الكثير من النيتروجين في التربة.
لذلك يعتبر الثلج مهما في تزويد التربة بالنيتروجين الذي يتحول في التربة إلى أمونيا (NH3) لتتمكن النباتات من الاستفادة منه، فيغذي هطول الثلوج حدائقنا ومزارعنا لتزدهر المزروعات في الربيع القادم.
بطانية الثلج
فائدة أخرى للثلج في تعزيز نمو النباتات، وهي أن الثلج يشكل بطانية عازلة على الأرض بحيث تحمي خصائصه التربة والنباتات من الجفاف الناتج عن الرياح والانخفاض في درجات حرارة الهواء، كما أنه يساعد على عزل النباتات التي تكشفت جذورها وتعرضت للهواء.
ويمكن لبُصيلات النباتات، مثل الزنبق والثوم، والتي تحتاج إلى درجات حرارة باردة لتنمو، أن تستفيد من غطاء الثلج الذي يوفر الرطوبة والتخصيب ويمنع الصقيع، ولذلك يقوم البعض بتكديس الثلج حول الأشجار المزروعة حديثًا لمزيد من الحماية والعزل.