طقس العرب - في الأزمنة البعيدة، قبل وجود البشر في بيئات دافئة ومنعزلة عن الظروف الجوية الباردة، وقبل توفر تشكيلة واسعة من الطعام في متاجر البقالة على مدار العام، كان فصل الشتاء يعتبر من الفترات الخطيرة، وكانت محصولات الخريف تحدد كمية الطعام المتاحة خلال الأشهر الباردة، وكيفية استهلاك هذا المخزون، وكان من الصعب الحصول على إمدادات إضافية ما لم يكن الشخص غنيًا للغاية ولهذا السبب، قد تكون الرغبة في تناول الطعام في الطقس البارد جزءًا أصيلًا من تركيبتنا البيولوجية؛ حيث إن هذا الدافع يمثل وسيلة للبقاء على قيد الحياة منذ فترة زمنية طويلة، حيث كانت أجسامنا تسعى جاهدة لتخزين كل السعرات الحرارية الممكنة، بهدف مساعدتنا على البقاء على قيد الحياة في ظل الندرة، ويُفسر اهتمامنا المستمر بالأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكر والدهون بحقيقة أن أجسامنا تسعى لتوفير مخازن كافية لضمان الاستمرار الحياة.
لذلك يسبب فصل الشتاء وبرودته الشديدة إلى زيادة الشهية والرغبة في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة فما هي الطرق التي من الممكن أن نتبعها لمواجهة الجوع الليلي في فصل الشتاء؟
فيما يتعلق بتأثير الطعام على الإحساس بالدفء، يجب أن نأخذ في اعتبارنا عاملًا إضافيًا، وهو أن استهلاك السعرات الحرارية يسهم في تدفئة الجسم، ويتم ذلك من خلال إضافة طاقة إلى الجسم، حيث تقل درجة حرارته خلال الأيام الباردة، مما قد يشجعك على الشعور بالحاجة إلى تناول كميات إضافية من الطعام.
والنقطة المهمة هنا هي أن استجابتك لهذا الدافع عبر تناول الأطعمة الغنية بالسكر والدهون قد تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم، يليه انخفاض يجعلك تشعر بالبرودة والجوع بشكل أكبر، وهذا يفتح الباب أمام دورة غير مستقرة من الجوع، مما يعرضك لخطر زيادة الوزن؛ بسبب تناول سعرات حرارية زائدة.
في فصل الشتاء، يتقلص عدد ساعات النهار، ويقل التعرض لضوء الشمس، مما يتسبب في نقص فيتامين "د" لدى الكثيرين. وهذا التقليل في التعرض للشمس أيضًا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات السيروتونين، وهو ناقل عصبي مرتبط بمشاعر السعادة والرفاهية.
والأشخاص الذين يعانون الاضطراب العاطفي الموسمي يظهرون احتياجاً للكربوهيدرات، حيث يساعد ذلك النوع من الطعام على تحفيز السيروتونين ورفع المستويات المنخفضة في الدم.
ويشير الباحثون إلى أن تناول الطعام يزداد تدفقًا مع تقلبات الطقس، وكذلك يتزايد تناول السعرات الحرارية بشكل يومي خلال فصل الشتاء، ويرجح الباحثون أننا نتفاعل بشكل حساس مع الضوء، حيث يشجع القليل منه على البحث عن الطعام وتناوله بشكل أسرع.
ويشير الخبراء إلى أن عاداتنا الغذائية في الشتاء قد تكون مرتبطة بالفرص المتاحة، مثل ولائم الأعياد وتوفر الطعام اللذيذ، بالإضافة إلى فرص التمارين الرياضية الخارجية القليلة، وتقول الباحثة مارسيا بيلشات إن ارتباط الذكريات الجيدة بالأطعمة يمكن أن يؤدي إلى الرغبة في تناولها أكثر، خاصةً عندما يصبح هذا الارتباط أقوى، مما يزيد احتمالية الانغماس في تناولها بصورة غير منضبطة.
إليك خمس نصائح للتحكم في الشهية ليلاً في فصل الشتاء، والتي قد تساعدك على مواجهة هذا الأمر وتخطيه:
للتقليل من الشعور بالجوع ليلاً في فصل الشتاء، يُنصح بإدارة التوتر عبر تناول المشروبات العشبية وممارسة تمارين التأمل مثل اليوجا والتنفس العميق، مما يعمل على تهدئة الأعصاب وتعزيز الاسترخاء.
يلعب المشي دورًا هامًا في كبح الشهية وفقدان الوزن، ويعتبر من التمارين الرياضية المفيدة لتجنب تناول الطعام ليلاً في فصل الشتاء.
يُنصح بتناول وجبة العشاء قبل النوم بساعة أو ساعتين، وضمان أن تكون غنية بالعناصر الغذائية مثل الألياف والبروتين، لتحقيق الشبع والامتلاء وتجنب الشعور بالجوع في وقت متأخر من الليل.
الابتعاد عن السهر ليلاً يُعزز التحكم في الشهية، حيث تؤدي قلة النوم إلى زيادة هرمون الجريلين المحفز للجوع وانخفاض هرمون اللبتين المسؤول عن الشعور بالشبع.
في حال الشعور بالجوع بعد العشاء، يُمكن تناول وجبة خفيفة مثل الزبادي أو الفاكهة أو المكسرات، مع تجنب النوم مباشرة لتجنب زيادة الوزن والاضطرابات الهضمية.
اقرأ أيضا:
8 أسباب تزيد وزنك في فصل الشتاء
هل تناول الفول السوداني في الشتاء مفيد؟
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول