طقس العرب - تأثرت المملكة في السنوات الماضية بعواصف متعددة كان ببعضها منخفض الشدة، ولم يرافقها تراكم كبير للثلوج، وبعضها كان استثنائيا بشكل لم نعتد عليه، نقدم في هذا المقال أبرز العواصف الثلجية التي أثرت على المملكة ابتداء من خمسينات القرن الماضي.
تأثرت المملكة بتساقط للثوج مرتان خلال شهر شباط من عام 1950م، وكان هناك تساقط ثلوج نادر على فوق البحر والمناطق الساحلية في فلسطين، كما تراكمت الثلوج بمقدار بضع سنتيمترات في الأغوار الشمالية والوسطى وربما شملت البحر الميت، وقد تأثرت المملكة بكتلة مُماثلة لكنها أقل حدّة في شهر كانون الثاني من نفس العام، وقد تسبب ذلك الموسم بمئات الضحايا من اللاجئين في مخيمات الشتات بعد نكبة 1948م.
تكرر تساقط الثلوج على مناطق المملكة خلال عام 1992م عدة مرات، بدأت خلال شهر كانون الأول عام 1991 واستمرت، مرة خلال شهر كانون الثاني، وأربع مرات في شهر شباط، كان العاصفة الثلجية في نهاية شباط أبرزها، وتحديدا في تاريخ 24-2-1992م، خاصة وأنها الفترة التي يرى فيها الناس نهاية فصل الشتاء واقتراب فصل الربيع.
في تلك الفترة أثر مرتفع جوي على وسط وغرب القارة الأوروبية، مع وجود كتلة هوائية شديدة البرودة وقطبية المنشأ فوق سيبيريا ومناطق البحر الأسود، تدفقت نحو الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وكونت العاصفة الثلجية، التي أثرت على المملكة لمدة يومين (24 – 26) من شهر شباط، كانت المملكة وقتها تحت تساقط كثيف ونادر للثلوج، تراكم في جميع مناطق المملكة حتى المناطق الجنوبية، وتدنت درجات الحرارة بشكل كبير حتى قاربت 15 درجة تحت الصفر المئوي في المناطق الجنوبية.
من الآثار التي أحدثتها العاصفة الثلجية هذه، والتي لا تنسى من ذاكرة الأردنيين، تجمد المياه في أنابيب المياه حتى تفجرت في الكثير من المناطق، مما أدى إلى انقطاع المياه عن المنازل، كما حدث نفوق رؤوس الماشية وخسائر كبيرة في الثروة الزراعية والحيوانية، وحدث نقص في بعض المواد الغذائية عند الكثير من العائلات خاصة الخبز، كما أن تراكم الثلوج الكبير أدى إلى إغلاق الطرق تماما لعدة أيام، فقد وصل ارتفاع الثلوج في صويلح والمناطق الشمالية من العاصمة عمان 120 سم، و تجاز ارتفاع الثلوج المتراكمة في جبال الشراه وجنوب الأردن 3 متر.
بسبب وجود مرتفع جوي على وسط وأطراف من شرق القارة الأوروبية و كتلة هوائية شديدة البرودة قطبية المنشأ فوق غرب روسيا، اندفعت نحو حوض شرق البحر الأبيض المتوسط، عملت على تشكل منخفض جوي فوق شمال جزيرة قبرص، وعاصفة ثلجية قوية أثرت على دول منطقة جنوب بلاد الشام، أي الأردن وفلسطين. وعملت على شل الحركة في العاصمة الأردنية عمّان بشكل كامل، استمر خلالها تساقط الثلوج على مدار 48 ساعة متواصلة، وقد كانت عاصفة ثلجية عنيفة بشكل مميز، خاصة وأنها كانت في الفترة التي يرى فيها الناس نهاية فصل الشتاء واقتراب فصل الربيع.
فقد بدأ في 24-2-2003م، تساقط كثيف ومتواصل للثلوج لمدة ثلاثة أيام في أجزاء كثيرة من العاصمة عمّان، وبذلك استمر تراكم الثلوج عدة أيام، مما أدى إلى إغلاق تام للطرق، وتسبب ثقل الثلج المتراكم إلى انقطاع اسلاك توصيل التيار الكهربائي، وسقوط أسقف من الصفيح المعدني فوق السيارات.
وقد وصل التراكم الثلجي المحلي في بعض الأحياء في العاصمة عمان إلى ما يزيد عن المتر، وفي منطقة جبل عمان 40 سم، وفي جبال عجلون 150 سم، أما جبال الشراه وجنوب الأردن فلم تشهد تراكم للثلوج.
تأثرت المملكة بكتلة شديدة البرودة وقطبية المنشأ، حيث تدنت درجات الحرارة الصغرى في مرتفعات الشوبك عن 12 درجة تحت الصفر المئوي، في حين تدنت إلى 3 درجات تحت الصفر المئوي في العاصمة عمان، ويذكر أن جبال الشراه سجلت تساقط بما يزيد عن 1 متر من الثلوج في يوم واحد، وكان تأثير العاصفة الثلجية محصور على جنوب المملكة، ومفاجئة لسكان المنطقة، حيث تسببت بانقطاع السبل بالآلاف من المواطنين الأردنيين والأجانب، وتم انقاذهم من قبل الجهات المختصة بواسطة الطائرات المروحية.
سبب العاصفة هو اندفاع كتلة هوائية قطبية عبر الأراضي السيبيريا وصلت إلى الأراضي التركية، ثم استمرت بالحركة تجاه الجنوب ووصلت إلى الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، وعملت على تشكل منخفض جوي قوي وعنيف بدأ تأثيره على المملكة مع ساعات مساء الأربعاء 18-2-2015 م، ثم بدأت الهطولات الثلجية يوم الخميس، وازداد تساقط الثلوج مساء الخميس وليلة الجمعة وكان مصحوباً بالرعد، شملت الثلوج أجزاء واسعة من المملكة باستثناء منطقة الأغوار والبحر الميت وخليج العقبة، ثم تحركت هذه الجبهة باتجاه العراق وشمال السعودية، لكن تشكلت جبهة هوائية جديدة اندفعت إلى المملكة مساء يوم الجمعة، جعلت المملكة تحت تأثير موجة قوية من الثلوج.
نتيجة لتدفق هواء بارد من شمال ووسط أوروبا باتجاه شرق البحر الأبيض المتوسط، تكوّن يوم الأحد منخفض جوي فوق اليونان، تعمق هذا المنخفض الجوي يوم الإثنين وتحرك باتجاه الشرق وأصبح يتمركز ما بين جزيرة قبرص وجزيرة كريت اليونانية، وفي هذه الأثناء تأثرت المملكة بالجبهة الهوائية الدافئة وحدث ارتفاع قليل على درجات الحرارة، وكان الجو يوم الاثنين ما بين مشمس إلى غائم جزئي.
لكن ومع استمرار تدفق الهواء البارد باتجاه الشرق، تعمق المنخفض الجوي وتمركز شمال جزيرة قبرص بقيم ضغط جوي أقل مما كانت عليه، وبالتالي اقتربت الجبهة الهوائية المصاحبة لهذا المنخفض الجوي باتجاه المملكة، فتحول الجو يوم الثلاثاء ليكون عاصفاً مع اشتداد سرعة الرياح المثيرة للغبار، وبدأ تأثّر المملكة بالعاصفة الثلجية صباح يوم الثلاثاء 6-1-2015م ، وشهدت المملكة منذ مساء الثلاثاء حالة من عدم الاستقرار الجوي ورياح شديدة، وبدأ تساقطت الثلوج منذ ساعات فجر الأربعاء على المرتفعات الجبلية، وبدأت موجة جليد عصر الخميس.
سببت العاصفة الثلجية هدى في إغلاق الطرق، وتم تعطيل الوزارات والدوائر الحكومية لعدة أيام ، وأدى تراكم الثلوج إلى إغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة عمان، كما أغلقت الثلوج منطقة شمال عمان بالكامل، وأغلقت الثلوج جميع الطرق في البلقاء شمال غرب العاصمة، وكذلك كان الحال في معظم مدن جنوب المملكة.
شهدت المملكة طقس شديد البرودة ترافق مع تأثير العاصفة أليكسا التي كست الأردن بالثلوج، واستمرت لعدة أيام، حيث بدأ المنخفض بدخول رياح شديدة وأمطار وبرد يوم 10 كانون الأول، ثم تحول إلى عاصفة ثلجية قطبية نتيجة تشكل عدة جبهات هوائية رافقها تساقط عزير للثلوج فوق أجزاء واسعة من المملكة مع فجر يوم الخميس 12-12-2013م، بدأت الثلوج تتساقط بغزارة على المرتفعات الجبلية خاصة في شمال ووسط المملكة، ليستيقظ المواطنين على غطاء أبيض من الثلوج شملت أجزاء واسعة.
وتعد أليكسا العاصفة الثلجية الأقوى خلال شهر كانون أول، منذ بدء السجلات المناخية الأردنية، والأشد منذ عاصفة شباط عام 2003، والتي اجتاحت بقوة شمال ووسط الأردن.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول