طقس العرب - مع ركود مياه الفيضانات التي أغرقت أكثر من ثلث البلاد، بدأ يتوضح الكابوس الذي يعيشه المواطنون الباكستانيون الذين نجوا من الموت في أحد أسوأ أحداث الفيضانات في تاريخ البلاد، حيث تكتظ الملاجئ المؤقتة بالناجين الذين ليس لديهم منازل للعودة إليها.
وكبّدت الفيضانات التي ضربت باكستان منذ الشهر الماضي، المنظومة الصحية في البلاد خسائر فادحة، بعدما غمرت المياه الكثيفة قرى بالكامل وغطت مساحات شاسعة.
مشاهد من فيضانات باكستان التي عاثت دمارا في البلاد:
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز"، كشف ممثل منظمة الصحة العالمية في باكستان باليتا ماهيبالا، أن الفيضانات أثرت على 160 مقاطعة في البلاد، من بينها 80 منطقة جرى إعلانها كـ"مناطق كارثة".
وحتى الثاني من سبتمبر الجاري:
قال ممثل منظمة الصحة العالمية، إن تأثير الأمطار والفيضانات على الوضع الصحي في باكستان "كارثي"، وتتكشف مخاطر صحية كبيرة، إذ من المتوقع أن تؤدي الفيضانات إلى تفاقم حالات تفشي المرض الموجودة مسبقا، لا سيما في المخيمات وحيث تضررت مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
وثمة مخاوف صحية كبيرة بالفعل من انتشار أمراض التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والتيفوئيد والتهابات الجلد، وفق "ماهيبالا"، كما فُقدت الكثير من المحاصيل والماشية، مما أثر بالفعل على تغذية المناطق المتضررة.
وقال أطباء بباكستان في البداية إنهم كانوا يرون في الغالب مرضى أصيبوا بصدمات نفسية بسبب الفيضانات، لكنهم يعالجون الآن الأشخاص الذين يعانون الإسهال والتهابات الجلد والأمراض الأخرى التي تنقلها المياه في المناطق المتضررة من الفيضانات في البلاد.
ويرى ممثل الصحة العالمية في باكستان، أن فيضانات باكستان تُفاقم من تفشي الأمراض الموجودة مسبقاً، بما في ذلك: حمى الضنك والملاريا وشلل الأطفال وكورونا، لا سيما في المخيمات، حيث تضررت مرافق المياه والصرف الصحي.
وحتى قبل هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات اللاحقة عليها، أبلغت باكستان عن 4531 حالة إصابة بالحصبة، و15 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري في عام 2022.
وكشف "ماهيبالا" أن الأمطار والفيضانات أدت إلى تعطيل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال على مستوى باكستان في المناطق المتضررة، ونظرا لأن نظام المراقبة الحالي ضعيف ومشتت ولا يلتقط بشكل كاف حالات الإصابة بالمرض، فهناك حاجة ماسة لتعزيز وتوسيع مراقبة الأمراض والوقاية من تفشي الأمراض ومكافحتها وتعزيز القدرات المختبرية للكشف عن الأمراض الوبائية.
وتعتزم منظمة الصحة العالمية الإفراج عن 10 ملايين دولار من صندوق الطوارئ التابع للمنظمة، والذي يدعم علاج الجرحى، وتوصيل الإمدادات إلى المرافق الصحية، ومنع انتشار الأمراض المعدية، مع نشر فريق من خبراء الصحة العامة لزيادة قدرة الاستجابة.
يأتي ذلك بعدما صنفت منظمة الصحة الفيضانات في باكستان على أنها حالة طوارئ من الدرجة الثالثة، وهي أعلى مستوى للتقييم.
وأوضح "ماهيبالا"، أن المنظمة تساهم في توفير الأدوية الأساسية، ومخزونات الطوارئ، وتوزيع الإمدادات الطبية استجابة لحالات الطوارئ الناجمة عن الفيضانات، فضلاً عن مستلزمات تنقية المياه، والخزانات، والخيام، إضافة لدعم توفير مختبرات الكشف عن الأمراض من خلال توفير الفحوصات السريعة للكوليرا، وحمى الضنك، والملاريا.
وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث إنه جرى نقل أكثر من 480 ألف نازح إلى مخيمات للاجئين.
قد يهمك أيضا: فيضانات باكستان المميتة تتسبب بظهور بحيرة داخلية ضخمة كشفتها صور الأقمار الاصطناعية
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول