ارتفاع درجات الحرارة يرفع تكاليف السفر جوًا

2017-07-22 2017-07-22T12:54:18Z
وداد السعودي
وداد السعودي
محرر أخبار جوية- قسم التواصل الاجتماعي

طقس العرب- يعتقد البعض أن درجات الحرارة المرتفعة أفضل لحركة الطيران من الحرارات المنخفضة، إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماما؛ فدرجة الحرارة المرتفعة تؤثر سلبًا على عمل الطائرات، وقد تتسبب بخسائر مادية لشركات الطيران.

 

حيث أوضح الكابتن الطيار محمد آل شيبان من السعودية (@m7md_shaiban)   أن أحد أهم اسباب جدولة رحلات الطيران لتكون خلال ساعات المساء هو ارتفاع درجة الحرارة العالية التي تؤدي بدورها إلى انخفاض في الضغط الجوي وبالتالي تقل كثافة الهواء ما يتسبب بانخفاض في قيمة الدفع لدى المحركات.

 

وأضاف أنه في هذه الحالة يتطلب زيادة سرعة الطائرة لتجميع أكبر كمية من جزيئات الهواء أسفل الجناح للوصول لسرعة الرفع وبالتالي الزيادة في مسافة تسارع الطائرة على المدرج، مشيرا إلى أن  طول المدرج لا يسمح أحيانًا بذلك و عليه يترتب الإنقاص من وزن  الطائرة مما يعيق إمكانية الإقلاع بكامل الحمولة.

 

وبين " آل شيبان" أن أغلبية شركات الطيران تطالب بجدولة رحلاتها مساء  في المناطق الحارة لهذا السبب؛ وذلك للاستفادة من انخفاض درجة الحرارة التي من خلالها تستطيع الطائرة الإقلاع بكامل الحمولة وبالتالي قبول عدد أكبر من الركاب.

 

ولفت إلى أنه كلما ارتفعت درجة الحرارة درجة واحدة عن المعدل تضاف لكل درجة 3% مسافة إضافية على المسافة المطلوبة لإقلاع الطائرة.

 

وهذا ما أكده أيضًا الطيار عبد الإله الوقفي من الأردن، وأشار إلى أنه كلما كانت درجة الحرارة مرتفعة، كلما كانت المسافة التي تقطعها الطائرة للإقلاع على المدرج أطول.

 

وإشار إلى انه  كلما ارتفعت درجة الحراة وكان ارتفاع المطار "المدرج" عن مستوى سطح البحر كبيرا، كلما كانت كفاءة محركات الطائرة أقل؛ نظرا لقلة كثافة الهواء، وهذا يتطلب التخفيض من وزن الحمولة على بعض أنواع الطائرات  حتى تستطيع الاقلاع وهذا ينتج عنه خسائر مادية للشركات.

 

وأضاف أنه إذا كانت شركة  الطيران مجبرة على الإقلاع بالوزن المطلوب في الظروف السابقة فعليهم تغيير موعد الإقلاع حتى تنخفض  درجات الحرارة، ما قد يؤدي إلى حدوث خسائر نتيجة تأخير الطائرة.

 

وذكر " الوقفي" أن درجات الحرارة العالية تزيد من حاجة الطائرة الى التبريد، خاصة قبل وقت صعود الركاب إلى الطائرة فيضطر إلى استخدام مكيفات إضافية لتبريد الطائرة من الداخل وهذا مكلف ويترتب عليه مصاريف أكثر ووقت زمني أطول لتبريد الطائرة.

 

ولفت إلى أن  درجات الحرارة المرتفعة تزيد من تكاليف رحلات الطيران المخصصة لنقل المواد الغذائية "الشحن"، مثل اللحوم والخضار؛ كونه يتطلب  مزيد واستمرارية في التبريد خاصة أثناء التحميل والتنزيل والإقلاع.

 

وختم "الوقفي" حديثه لـ "طقس العرب"، أنه عند الارتفاعت المنخفضة وعند اختلاف درجات الحراة بين المستويات المختلفة ينتج مطبات هوائية "turbulence " تؤثر على الطائرة مما يضطر الطيار أن يسير بسرعات معينة ومحددة ويضطره إلى استعمال طرق محددة فنية على جسم الطائرة لزيادة قوة الحمل وهذا يتطلب زيادة في استعمال الوقود وبالتالي تزيد من التكاليف.

 

ويشار إلى المنطقة العربية ودول عدة في العالم شهدت موجات حرارة سجلت أرقامًا قياسية في درجات الحرارة، كما تسببت موجة حر شديدة في مدينة فينيكس بولاية أريزونا، خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي، بإلغاء حوالي 50 رحلة طيران لشركة الخطوط الأمريكية للطيران كان المقرر أن تغادر مطار سكاي هاربور الدولي، حيث بلغت درجة الحرارة 49 درجة مئوية، وفقا لصحيفة "تلغراف" البريطانية.

 

وتشير عدد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بتغير المناخ أن تكرار موجات الحر ستزداد مستقبلًا؛ نتيجة لارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب التغير المناخي.

 

ويتوقع أن موجات الحر ستتميز مستقبلا باستمرارها لوقتٍ أطول، كما سيشعر الناس بأثرها على نحوٍ أشد، وسيكون لها أثر على الطريقة التي نستخدم بها الطائرات، وفقًا تقرير نشره موقع " The Verge" الأمريكي لدراسة قام بها فريق من الباحثين في جامعة كولومبيا لتحديد كيفية تأثير درجات الحرارة المرتفعة على أداء الطائرات في الإقلاع والهبوط؛ والتي نُشرت نتائجها في  مجلة " Climatic Change" .

 

وبينت الدراسة أن الطائرات التجارية المتوسطة والصغيرة والمطارات ذات المدارج القصيرة، وكذلك المطارات الواقعة على ارتفاعات عالية، ستتأثر بشدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن تغير المناخ. حيث من المرجح أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التأخير والإلغاء في رحلات الطيران مستقبلًا؛ نظرا لأن المطارات وشركات النقل الرئيسية تتصدى لكيفية الاستجابة للمعيار الجديد للحرارة الشديدة.

 

وخلصت الدراسة إلى أن رحلات الطيران ستكون ذات تكلفة اكبر على الجميع خلال السنوات المقبلة،  حيث سيكون هناك حاجة لإنفاق رأس المال على بناء مدارج أطول، وفي تحسين التكنولوجيا لتحسين أداء المحركات وكفاءة هيكل الطائرة.

 

كما  سيكون مراقبو الحركة الجوية بحاجةٍ إلى ضغط الجداول حتى تستطيع الطائرات الأثقل وزناً الطيران في الأوقات الأقل حرارة في اليوم، وهذا شائع في الدول التي يتميز طقسها بارتفاع درجات الحرارة، مثل مطار دبي الدولي، حيث تصل بعض الطائرات ليلاً أو في الساعات الأولى من اليوم لتجنب مشكلة درجات الحرارة الشديدة.

 

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
ما هو الوسم ومتى يبدأ لعام 2024/1446؟

ما هو الوسم ومتى يبدأ لعام 2024/1446؟

"المسند": هل البرق ينطلق من الأعلى إلى الأسفل (من السحب إلى الأرض)؟ أو العكس؟

"المسند": هل البرق ينطلق من الأعلى إلى الأسفل (من السحب إلى الأرض)؟ أو العكس؟

عاصفة مطرية وكميات كبيرة من الأمطار تنتظرها جنوب القارة الأوروبية نهاية الأسبوع

عاصفة مطرية وكميات كبيرة من الأمطار تنتظرها جنوب القارة الأوروبية نهاية الأسبوع

اليوم الوطني السعودي 94.. العروض الجوية في الرياض

اليوم الوطني السعودي 94.. العروض الجوية في الرياض