اقتصاديات التغير المناخي .. مصائب عند قوم وفوائد عند آخر

2024-02-24 2024-02-24T15:49:46Z
طقس العرب
طقس العرب
فريق تحرير طقس العرب

طقس العرب - تُنبِئ طرق الشحن الجديدة في القطب الشمالي بفتح آفاق الربح للمدن المزدهرة التي ستنشأ على طول هذه الممرات البحرية الجديدة. ومع تزايد الاهتمام بهذه الطرق البحرية الجديدة، سيتراجع الاهتمام ببعض الطرق الأخرى.

من المتوقع أن تتقلص حركة المرور عبر قناة السويس ومضيق ملقا في إندونيسيا. وعلى الرغم من أن هذه القنوات لا تزال ذات أهمية، إلا أنها لن تكون الطرق البحرية الرئيسية الوحيدة للصين مع تشغيل الطرق الجديدة والمتاحة من وإلى البلاد.

 

بالنسبة لروسيا، يعد ميناء ميغابورت العملاق المقام على شبه جزيرة تايميار من بين أبرز المشاريع التي تثير الإعجاب في الوقت الحالي، والتي تبلغ تكلفتها 110 مليار دولار.

ويُعتبر هذا المشروع الضخم أكبر مشروع في صناعة النفط العالمية الحديثة، حيث سيضم أكبر محطة نفط في القطب الشمالي بالبلاد. ويتميز المشروع بحجمه الهائل وبعد موقعه البعيد للغاية، حيث ستكون هناك حاجة أولاً لبناء البنية التحتية اللازمة للوصول إلى الموقع عبر الطرق السريعة الجديدة.

 

وسيتم تجهيز مطارين عملاقين جديدين، وتشييد آلاف الكيلومترات من الطرق السريعة وأنابيب النفط، وإقامة 15 قرية، والعديد من محطات الطاقة في جميع أنحاء المنطقة، بهدف بدء أعمال البناء وتوفير الإسكان لـ400 ألف عامل لتحقيق كل ذلك.

وحتى الآن، تم شحن ما يزيد عن 18 ألف طن من الآلات الثقيلة ومعدات الاتصالات إلى الموقع، كما تعمل موسكو على بناء خط أنابيب يمتد على طول 770 كيلومترًا لنقل النفط إلى الميناء، حيث سيتم نقله بواسطة 10 حاويات من النوع الجليدي إلى بقية الطرق المؤدية إلى أوروبا وآسيا.

 

إقرأ أيضًا: الاحتباس الحراري العالمي يلعب دورًا مهمًا في روسيا

 

من مدينة مورمانسك في أقصى الغرب الروسي إلى فلاديفوستوك، أمر الرئيس بوتين بتركيب ألياف ضوئية بتكلفة تبلغ 889 مليون دولار، وهذا المشروع الذي يعرف باسم "بولار إكسبريس" يمتد على طول 12600 كيلومتر. يهدف إلى تحسين اتصالات الإنترنت والهاتف لما يقرب من 2.5 مليون شخص يعيشون في أقصى شمال روسيا، وهو ما يمثل نصف تقريبًا من سكان القطب الشمالي بأكمله.

 

هذا الميناء الضخم ليس سوى جزء من مخطط تنمية أوسع في المنطقة، حيث بدأت روسيا في تطوير 4 مطارات على طول الساحل الشمالي، بما في ذلك مطار أمديرما في الغرب ومطار بيفيك ومطار تشيرسكي ومطار كيبيرفييم في الشرق. بالإضافة إلى ذلك، يشهد قطاع السكك الحديدية تحسينات كبيرة في هذه المنطقة.

تستمر الأموال في التدفق إلى مشاريع القطب الشمالي، حيث تعمل شركة "روس آتوم" الروسية بالتعاون مع شركة موانئ دبي العالمية، التي يقع مقرها في الإمارات، على تطوير موانئ جديدة في مورمانسك وفلاديفوستوك. كما تقوم الشركتان بتصميم أسطول من سفن الحاويات الجليدية التي تم تعزيزها خصيصًا للإبحار في المياه القطبية.

 

تزداد ربحية مشاريع النفط والغاز الطبيعي والتعدين نتيجة ذوبان المحيطات، مما يقلل من تكاليف شحن الإمدادات والمنتجات إلى الخارج. فمثلاً، يعتبر المشروع المشترك الذي يضم شركة نوفاتيك الروسية وشركة توتال الفرنسية وشركة النفط الوطنية الصينية ومستثمرين آخرين، والذي يبلغ قيمته عدة مليارات من الدولارات، مثالاً على ذلك. يصدِّر هذا المشروع نحو 5% من إجمالي الغاز الطبيعي المسال الذي يُتداول عالمياً عبر المحيط المتجمد الشمالي الذي يذوب.

وبشكل عام، يشير المحللون إلى أن ما لا يقل عن 6 شركات روسية كبيرة في مجالات الطاقة والشحن والتعدين ستستفيد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

 

الفكرة تتمثل في تعزيز التنمية الاقتصادية الروسية بشكل كبير على طول ممر الشحن في بحر الشمال خلال الخمسة عشر عامًا المقبلة، مما يفتح المنطقة بشكل أساسي كبديل لقناة السويس لشحن البضائع بين أوروبا وآسيا، وخاصة خلال أشهر الصيف حين يتلاشى الجليد البحري تمامًا.

وحتى عام 2035، تهدف روسيا إلى زيادة تدفق البضائع عبر المنطقة بما لا يقل عن 72 مليون طن، وهي على الطريق الصحيح لتحقيق ذلك. ففي عام 2018 وحده، ارتفعت حركة المرور بنسبة 80% مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 16 مليون طن، وزادت إلى 23 مليون طن في عام 2019.

 

إقرأ أيضًا: كنوز القطب الشمالي المُتجمدة .. ما موقف روسيا؟

 


المصدر: aljazeera

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟

رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟

مربعانية الشتاء.. ماذا تعني في الموروث الجمعي في المشرق العربي؟

مربعانية الشتاء.. ماذا تعني في الموروث الجمعي في المشرق العربي؟

بالرغم من القدرات الهائلة التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي، يبقى التنبؤ بالطقس على المدى الطويل تحديًا كبيرًا في علم الأرصاد الجوية.

بالرغم من القدرات الهائلة التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي، يبقى التنبؤ بالطقس على المدى الطويل تحديًا كبيرًا في علم الأرصاد الجوية.

هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟

هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟