طقس العرب - بذل المسلمون في العصور الوسطى كل الجهد للعناية بمظهرهم، فضلاً عن نظافة أجسادهم، حتى خصص الأطباء كتباً للجمال، وكان من بينهم الزهراوي، الطبيب الجراح الشهير في قرطبة جنوب اسبانيا، حيث استوحى عمله من حديث الرسول صل الله عليه وسلم في النظافة وتدبير الملابس والعناية بالشعر والجسد، واشتمل كتابه الطبي "التصريف" فصلاً كاملاً عن مستحضرات التجميل، فكان أول كتاب إسلامي بحث منذ ألف سنة في علم التجميل.
@arabiaweatherjo ضمن ##سلسلة ##اكتشافات غيرت ##العالم نتحدث اليوم عن مستحضرات ##التجميل ##ramadan ##trending ##foryou ##fyp ##اكسبلوووور ##beauty ##cosmetic
وصف الزهراوي العناية بالشعر والجلد والفم وغيرها من أجزاء البدن، وبحث في كيفية تجميلها ضمن حدود شرع الإسلام، كما شرح طرق تقويم اللثة وتبييض الأسنان، وتضمن الكتاب مستحضرات مثل بخاخات الأنف ومضامض الفم ومراهم الأيدي، وهو الذي اقترح حفظ الملابس في مكان مليء بالبخور كي تفوح منها رائحة ذكية عند ارتدائها، وتوسع في الحديث عن العطور، كما ذكر أسماء مستحضرات تجميلية مثل أصباغ الشعر، ومحاليل لتسبيل الشعر المجعد، ومراهم لحماية البشرة من لفح الشمس.
كانت النيلة الهندية معروفة عند قدماء المصريين واليونانيين وكانت تستخدم للحماية من لفح الشمس وفي الاصباغ، وكان المهندسون الزراعيون المسلمون أول من استزرع هذه النبتة ثم أقلموها ونشروها في بلادهم كلها، خصوصاً في افريقيا حيث كانت تزرع مع القطن.
وكانت الحناء من مستحضرات التجميل المعروفة في الاسلام، وقد وصلت الحناء إلى بلاد العالم مع انتشار الاسلام، وأصبحت مستحضراً تجميلياً أساسياً، وقد اكتشف العلماء فوائد أخرى للحناء، مثل قتل البكتيريا والفطريات، ومضادة للنزيف، وتفيد في علاج التهابات الفطريات والبكتيريا، كما تحتوي على مكونات تنشط الشعر.
وقد كان للمسلمين الفضل في استيحاء فكرة صناعة فرشاة الأسنان من المسواك، حيث كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم ينظف أسنانه بالمسواك ويحث على استخدامه وعلى تنظيف الفم والأسنان خصوصا قبل كل صلاة، وقد وجدت الأبحاث أن المسواك يحتوي على مواد قاتلة للبكتيريا وتقضي على الجراثيم المسببة لالتهاب اللثة وتسوس الأسنان.
كان للمسلمين إنجازات كبيرة في مجال العطور، حيث توسع الزهراوي، الطبيب الجراح الشهير، في كتبه بوصف العطور، وتحدث عن قوارير العطور، كما ألف الكندي المولود في الكوفة – العراق، كتابا في العطور بعنوان "كتاب كيمياء العطر والتصعيدات" تضمن الكتاب وصفات للزيوت العطرية والمراهم والمياه المعطرة، وذكر طرائق لصناعة العطور والأجهزة اللازمة لصناعتها مثل الإنبيق، وبذلك يكون العلماء المسلمون مهدوا الطريق لصناعة العطور التي تشتهر في الكثير من بلدان العالم اليوم، وابتكر المسلمون أساليب لتقطير النباتات والأزهار لصناعة العطور منها.
وصلت مناهج المسلمين وأفكارهم إلى أوروبا بطرق عدة، فقد حملها التجار والرحالة، وجاءت على هيئة هدايا، حتى وصلت أخيرا إلى إقليم هاوت برفنس في جنوب فرنسا حيث المناخ المثالي والتربة المناسبة للنبات العطرية والزهور، فازدهرت صناعة العطور.
وفي الختام - يزخر تاريخنا بأسماء الآلاف من العلماء العرب والمسلمين وانجازاتهم وما قدموه للبشرية من اختراعات وابتكارات استفادت منها جميع العلوم والمعارف وبعضها لازال يستخدم حتى الآن، نستعرض لكم طوال أيام شهر رمضان المبارك في السلسلة "اكتشافات غيرت العالم" بعض الاختراعات والابتكارات التي قدمها علماء المسلمين فغيروا بها وجه الحياة على مر العصور.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول