طقس العرب - شهدت مناطق مُختلفة من بلاد الشام بما فيها الأردن منذ بدء فصل الشتاء نقص في كميات الهطول المطري، وغياب شبه تام للفعاليات الجوية الرئيسية (المنخفضات الجوية)، ونظراً لما شهدته المنطقة من أجواء غير اعتيادية، أعد فريق مركز طقس العرب الإقليمي إحاطة إعلامية على شكل بث مباشر على حساباته الرسمية، استضاف فيها عدد من الضيوف ذوي الخبرات، للحديث عن الواقع المطري في الأردن وبلاد الشام وتأثيراته وعلاقته بتغير المناخ.
وتناولت الإحاطة الإعلامة بمشاركة الضيوف الكرام، المحاور التالية:
في حديث مع د. جمال الموسى عن تقييم مربعانية 2023 وتقييم الواقع المطري حتى الآن في الأردن، أكد الموسى وجود ضعف في الأداء المطرية خاصة في مناطق شمال المملكة، وهي مناطق تمتاز عادة بمعدلات هطول مرتفعة بالمقارنة مع بقية مناطق المملكة، كما تتميز تلك المناطق بوجود الأراضي الزراعية، ما يزيد الحاجة إلى هطول الأمطار.
من فلسطين، حدثنا قصي الحلايقة، مدير موقع طقس الوطن، أن الأداء المطري في فلسطين دون المعدل وأقل من المعتاد، لكن لا نستطيع ربطه بالتغير المناخي، حيث تذبذب الأداء المطري على مدار الأربع سنوات الماضية، وكان منها مواسم جيدة جدا، وبالتالي لا يمكن أخذ هذا الموسم كمثال على التغيرات المناخية في المنطقة.
وأضاف الحلايقة بعض الآثار السلبية المترتبة على واقع مربعانية 2023، وهي كالتالي:
من لبنان، حدثنا جوزيف القارح، مدير موقع "طقس لبنان" (Weather of Lebanon)، وكان الأداء المطري في لبنان مشابه أيضا من حيث أن الهطولات المطرية في موسم 2022/2023 كانت أقل من المعدلات السنوية، كما شهدت البلاد أنماط غير جيدة لهطول الأمطار حيث هطلت خلال شهري تشرين أول وتشرين ثاني، كميات هائلة من الأمطار إلا أنها حدثت خلال فترات زمنية قصيرة، وهو ما لا تستطيع الأرض استيعابه، وبالتالي لا تتسرب مياه الأمطار إلى خزانات المياه الجوفية وإنما تنجرف سطحيا على شكل سيول.
وأضاف القارح، أنه خلال شهري، كانون أول وكانون ثاني، وبسبب سيطرة المرتفع الجوي المداري في طبقات الجو العليا على مناطق شمال شرق أفريقيا مرورا بالحوض الشرقي للمتوسط، ما منع وصول المنخفضات الجوية إلى منطقتنا، وبالتالي حدوث حالة استقرار على الأحوال الجوية ونقص الهطولات المطرية.
قال عمر سلامة، الناطق الإعلامي باسم وزارة المياه والري، أن الموسم المطري في الأردن بلغ حتى الآن 40% من الموسم المطري العام، معظم الهطولات تركزت في المناطق الجنوبية الشرقية، وهي نسبة قليلة لكنها تكررت خلال مواسم مطرية سابقة.
وأوضح سلامة أن المملكة تتلقى ما معدله 8.1 مليون متر مكعب من الأمطار سنويا، كانت تتوزع في السابق على مدار 55 يوم ماطر، لكنها تقلصت في السنوات الأخيرة الماضية إلى نحو 30 يوم ماطر في جميع مناطق المملكة، وهذا التوزيع المطري أثر بشكل كبير على كميات المياه والواقع المائي في المملكة.
وتناول سلامة مثالا على ذلك فيما يتعلق بالينابيع التي كان مجموعها 861 ينبوع مياه (عام 1970) بطاقة إنتاجية تصل إلى 250 مليون متر مكعب، جف منها الآن حوالي 195 نبع، كما تراجع التدفق المائي من الينابيع الموجودة حاليا إلى النصف تقريبا، حتى أصبحت إنتاجيتها الآن لا تزيد عن 120 مليون متر مكعب، وهذا نتيجة لتذبذب الأمطار بالإضافة للتوسع الحضري والسكاني الذي أثر على التزويد المائي لهذه الينابيع.
كما تراجعت تغذية المياه الجوفية وانخفض منسوب المياه في الكثير من الأحواض المائية الجوفية في المملكة.
تحدث محمود العوران، مدير اتحاد المزارعين الأردنيين، عن تأثير الأداء المطري خاصة ما شهدته المناطق الشمالية والوسطى من المملكة من معدل هطول دون المتوسط، أما في المناطق الجنوبية والشرقية فقد شهدت كميات هطول أعلى من المتوسط لكنها أمطار ناتجة عن حالات عدم استقرار جوي، ولذلك أثار سلبية على القطاع الزراعي، حيث تتلقى الأراضي كميات أمطار كبيرة في وقت زمني قصير ما يؤدي إلى انجرافات في التربة.
وقد شهد القطاع الزراعي تأثيرات سلبية بسبب عدم توفر البرودة الكافية للأشجاء المثمرة خلال مربعانية الشتاء، حيث تحتاج تلك الأشجار إلى حوالي 200 - 1000 ساعة برودة لاتمام وظائف فسيولوجية معينة قبل عقد الثمار، لكن ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها في مثل هذا الوقت من العام سيؤثر على عملية الإزهار وعقد الثمار، وبالتالي ستختلف نوعية الثمار. كما تنشط درجات الحرارة بعض الآفات والأوبئة الزراعية.
وبالانتقال للمحور الأخير، تحدث الزميلان: محمد الشاكر وأسامة الطريفي، عن الأحوال الجوية المُتوقعة في المملكة فيما تبقى من المربعانية، وعن فرص تساقط الثلوج في ما تبقى من فصل الشتاء، وما هي توقعات الفترة القادمة.
التفاصيل في الفيديو:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول