الأردن : في ثالث أيام الموجة الحارة الحرائق مستمرة في عجلون وجرش .. ما هو دور الطقس والتغير المناخي في ذلك؟

طقس العرب - قال وزير الزراعة المهندس خالد حنيفات، الخميس ، أن كوادر الدفاع المدني بالتعاون مع كوادر الحراج في محافظتي عجلون وجرش وطائرات من السلاح الجو ما زالت تحاول السيطرة على حريق شب في غابة وادي الشام بمنطقة بين الحسينيات وعنجرة والذي أتى على مساحات واسعة من الأشجار الحرجية التي لم تحدد مساحتها.

وأضاف، أن أسباب الحريق غير معروفة وسيتم فتح تحقيق والوقوف على السبب الرئيسي لاشتعال الحريق، مبيناً أن كثافة الأعشاب وارتفاع درجات الحرارة ساعدت بسرعة انتشار النيران بين الأشجار وأتت على مساحات واسعة من الأشجار .
 

وأعلنت مديرية الأمن العام، الجمعة، أن كوادر الدفاع المدني تتعامل الآن مع حريق أعشاب جافة وأشجار حرجيه بمنطقة الصفصافة بمحافظة عجلون.
وأضافت المديرية في بيان لها، أن العمل جار على إخماد الحريق بإسناد من ثلاث طائرات من سلاح الجو الملكي .

حيث أكد مساعد الأمين العام للحراج والمراعي في وزارة الزراعة المهندس خالد القضاة إن الحرائق في غابات جرش، تجددت الجمعة، وتم طلب طائرات لإخماد الحريق للحيلولة دون امتداده، إن لزم الأمر، نتيجة لطبوغرافية الغابات وتضاريسها الصعبة.

وكانت كوادر الدفاع المدني بالتعاون مع كوادر الحراج أخمدت الحريق الذي شب في غابات وادي الشام في محافظة عجلون ومحافظة جرش، فجر الجمعة.

كيف يتسبب تغير المناخ في الموجات الحارة وحرائق الغابات؟

التغيُّر المناخي يجعل الموجات الحارة أكثر سخونة وتكراراً، وهذا هو الحال بالنسبة لمعظم مناطق الأرض، وقد أكدته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
وأدت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الأنشطة البشرية إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بنحو 1.2 درجة مئوية حتى يوليو 2022، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة. وهذا الخط الأساسي الأعلى حرارة يعني أنه يمكن الوصول إلى درجات حرارة أعلى أثناء موجات الحر الشديدة.

قالت فريدريكه أوتو، عالمة المناخ في إمبريال كوليدج لندن، التي تشارك أيضاً في قيادة التعاون البحثي لمبادرة إسناد الأحوال الجوية العالمية: «كل موجة حارة نشهدها اليوم أصبحت أكثر سخونة وتكراراً بسبب تغير المناخ».

يؤدي تغير المناخ إلى زيادة الظروف الحارة والجافة التي تساعد على انتشار الحرائق بشكل أسرع، وأيضاً إلى طول أمد الحريق وزيادة شدته.

وفي البحر الأبيض المتوسط، ساهم ذلك في بدء موسم الحرائق مبكراً واحتراق المزيد من الأراضي. وفي عام 2021 احترق أكثر من 24 ألف فدان في الاتحاد الأوروبي، مما جعله ثاني أسوأ موسم لحرائق الغابات في التكتل بعد عام 2017.

ويؤدي الطقس الحار أيضاً إلى استنزاف الرطوبة من الغطاء النباتي، وتحويلها إلى وقود جاف يساعد على انتشار الحرائق.

وتعاني بلدان مثل البرتغال واليونان من الحرائق في معظم فصول الصيف، ولديها بنية تحتية لمحاولة مواجهتها، رغم تلقي كليهما مساعدة طارئة من الاتحاد الأوروبي هذا الصيف. لكن درجات الحرارة المرتفعة تدفع أيضا بحرائق الغابات إلى مناطق غير معتادة، وبالتالي فهي أقل استعداداً للتعامل معها.

التغير المناخي ليس العامل الوحيد في الحرائق

إدارة الغابات ومصادر الاشتعال هي أيضا عوامل مهمة. في أوروبا، تشتعل أكثر من تسعة من كل عشرة حرائق بسبب الأنشطة البشرية، مثل الحرائق المتعمدة أو حفلات الشواء أو خطوط الكهرباء أو الزجاج المتناثر، بحسب بيانات الاتحاد الأوروبي.

وتواجه البلدان، بما في ذلك إسبانيا، التحدي المتمثل في تقلص عدد السكان في المناطق الريفية، حيث ينتقل الناس إلى المدن، تاركين قوى عاملة أصغر لإزالة الغطاء النباتي وتجنب «الوقود» الذي يؤدي لتفاقم حرائق الغابات.

ويمكن أن تساعد بعض الإجراءات في الحد من الحرائق الشديدة، مثل إشعال الحرائق التي يتم التحكم فيها، والتي تحاكي الحرائق منخفضة الشدة في دورات النظام البيئي الطبيعي، أو فتح فجوات داخل الغابات لوقف انتشار الحرائق بسرعة على مساحات واسعة.

لكن العلماء يتفقون على أنه من دون الخفض الحاد في الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تسبب تغير المناخ، فإن موجات الحر وحرائق الغابات والفيضانات والجفاف ستزداد سوءاً بشكل كبير.