الأردن | من يفقتد لهذه الأجواء؟... في ظل الأجواء الصيفية نستذكر معاً العاصفة الثلجية اليكسا وتفاصيلها التي تُعيدنا لتلك الأيام

2024-07-25 2024-07-25T11:21:39Z
هشام جمال
هشام جمال
كاتب مُحتوى جوّي

طقس العرب - في ظل الأجواء الصيفية الحارة نسبياً واشتياق مُحبي الشتاء للثلوج نستذكر معكم تأثر الأردن وبلاد الشام بمنظومة جوية نادرة وفريدة من نوعها تمثلت نتائجها بهبوب رياح عاتية وهطول غزير للأمطار وتساقط كثيف منقطع النظير للثلوج.

 

العودة في الذاكرة لتفاصيل العاصفة الثلجية اليكسا المُخلدة

 

نعود لسرد حكاية هذه العاصفة بشيء من التفصيل، حيث تأثرت مناطق واسعة من القارة الأوروبية بمُرتفع جوي صلب وعنيد في ذلك الوقت، اندفعت على إثره كُتلة هوائية شديدة البرودة وقطبية المنشأ مُباشرة من الدائرة القطبية الشمالية باتجاه البحر الأسود ثم تركيا، ولاحقاً إلى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بما فيها المملكة حيث توضعت فوقنا لمدة يومين.

وبالتزامن مع ذلك كله، كانت الأنظمة الجوية السائدة في المنطقة ككل تسمح بولادة منخفض جوي عميق تمركز بداية فوق سورية ثم ما لبث وأن تطوّر منخفض جوي جديد تمركز فوق الأراضي اللبنانية، مما ساهم في تعزيز الهطولات المطرية والثلجية، ونسرد الآن ما جعل هذا المنخفض مميزاً ومُتطرفاً وقياسياً:

 

 الثلوج

 

تأثرت المرتفعات الشمالية بالإضافة للوسطى من المملكة وبعض المرتفعات الجنوبية لتساقط غزير للثلوج  بشكل مُتقطع في بداية العاصفة، و تشكّلت جبهة هوائية باردة في جنوب الضفة الغربية تحركت بالإتجاه الشمالي الشرقي لتطال شمال الأردن ومرتفعات البلقاء وشمال العاصمة مُسببة تراكماً كبيراً للثلوج خاصة في الأولى بحيث تجاوز سُمك الثلج الـ50سم في المرتفعات التي تزيد عن 900 متر، وشملت تلك الجبهة مرتفعات شمال الضفة وبشدة أكبر , وفق موقع طقس العرب.

ومع وصول الجبهة الرئيسية المُصاحبة للمنخفض الجوي الجديد، إنتظم وإشتد الهطول الثلجي فوق مُعظم أرجاء المملكة وفلسطين وجنوب سورية ولبنان، بحيث فاقت سماكات الثلوج المترين في جبال عجلون وكذلك الحال في مُرتفعات غرب نابلس، في حين إقتربت من المتر في مرتفعات البلقاء وشمال عمان بالإضافة لجبال الطفيلة والخليل في جنوب الضفة الغربية، وكل تلك الأرقام قياسية بالنسبة للنصف الأول من شهر ديسمبر، ولم تعهد المنطقة مثلها حتى في فصل الشتاء خلال السنوات الأخيرة رجوعاً حتى شباط من العام 1992 الثلجي الشهير.

 

 الرياح ودرجات الحرارة

هبت مع بداية المنخفض الجوي العميق وقبيل مرور جبهاته الثلاث الرئيسية رياحٌ عاتية لامست في أكثر من 5 مناسبات حاجز الـ90-100 كم/ساعة في العديد من المدن الأردنية بما فيها العاصمة عمان، واللافت أن الرياح العاصفة لم تهدأ كالعادة مع هطول الثلوج وإنما ازدادت في شدتها مما خلق ثلوجاً عاصفة بشكل مُتطرف. ووصلت سرعة هبات الرياح إلى 129كم/ساعة في محطة رصد الطف/البلقاء ولامس مُعدلاتها حاجز الـ80كم/ساعة!

 

أما درجات الحرارة، فلم تكن مُتطرفة كثيراً عن الصفر المئوي في أغلب المناطق عدا جبال الشراه، في حين انخفضت الصُغرى في الأخيرة إلى ما دون -10 مئوية خاصة مع ليلة الأحد في رقم قياسي جديد بإذن الله، وسجلت بعض المدن الأردنية بما فيها العاصمة عمان بحدود -2 إلى -4 مئوية.

 

وعلى العموم، لا تُعتبر العاصفة اليكسا عادية، حيث أنها جاءت إلى منطقة بعيدة كل البعد عن القطب الشمالي وفي نهاية فصل الخريف قبيل دخول الشتاء الفعلي فلكياً في أواخر ديسمبر، وإنما حققت نتائج على أرض الواقع في العديد من المناطق فاقت تلك التي حققتها عواصف شتوية من الطراز الرفيع في السنوات الأخيرة وبالأخص في مرتفعات شمال البلاد وصولاً إلى عاصفة 25-2-1992 الشهيرة، في حين سجلت عاصفة 25-2-2003 تراكماً ثلجياً مُشابهاً في شمال العاصمة عمان، لكنها زادت في شباط 1992 بحدود 20-40 سنتيمتراً.

 

العاصفة اليكسا هل يُمكن أن تتكرر؟

 

لا تُعتبر العاصفة الثلجية اليكسا التي ضرب المملكة في عام 2013 حدثاً عادياً، حيث أنها جاءت إلى منطقة بعيدة كل البعد عن القطب الشمالي وفي نهاية فصل الخريف قبيل دخول الشتاء الفعلي فلكياً وقبل بدء المربعانية في أواخر ديسمبر.

وقد حققت العاصفة الثلجية على أرض الواقع في تلك الفترة أداءاً مطرياً وثلجياً في العديد من المناطق فاق ما حققته عواصف شتوية قوية وصولاً إلى عاصفة 25-2-1992 الشهيرة، في حين سجلت عاصفة 25-2-2003 تراكماً ثلجياً مُشابهاً في شمال العاصمة عمان، لكنها زادت في شباط 1992 بحدود 20-40 سنتيمتراً.

 

حيث عملت العاصفة الثلجية على تعطيل كافة مظاهر الحياة العامة في المنطقة بفعل شدة تأثيراتها، كما تعتبر العاصفة الثلجية اليكسا من العواصف الشديدة والتي تصنف على انها شديدة الندرة، وتحدث مثل هذه العواصف مرة كل عدة سنوات، حيث أن تشكُّل مثل هذه الأنظمة الجوية التي تسبب عواصف شتوية مثل أليكسا من ضغوط وكتل هوائية باردة ومواقع تمركزها، لا يحدث كل عام ولكن يحدث مرة كل عدة سنوات.

 

ويبقى العلم الأكبر لله تعالى.

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
موجة برد سيبيرية إقليمية تؤثر على 6 دول عربية تجلب الثلوج والصقيع لمناطق عديدة ( تفاصيل )

موجة برد سيبيرية إقليمية تؤثر على 6 دول عربية تجلب الثلوج والصقيع لمناطق عديدة ( تفاصيل )

الأردن | موجة برد سيبيرية تندفع إلى المملكة الأسبوع القادم مسبوقة ببعض الأمطار

الأردن | موجة برد سيبيرية تندفع إلى المملكة الأسبوع القادم مسبوقة ببعض الأمطار

الصحة العالمية: تمنح الترخيص لأول لقاح لجدري القرود للأطفال

الصحة العالمية: تمنح الترخيص لأول لقاح لجدري القرود للأطفال

10 دولة تمنحك الجنسية عند شراء العقارات

10 دولة تمنحك الجنسية عند شراء العقارات