طقس العرب - سنان خلف - قبل زمنِ ليس ببعيد، قبل 767 عام فقط، سُجلّ آخر نشاطٍ بركاني في المملكة العربية السعودية، في منطقة المدينة المنورة، عندما انفجر بركان جبل الملساء وتدفقت الحمم البركانية منه متجهةً نحو المدينة، حتى توقفت على بعد 8.2 كم من المسجد النبوي الشريف!
وتعود القصة إلى العام 654ه، وتحديداً ليلة الأربعاء - الثالث من جمادى الأولى، عندما اهتزت أرض المدينة المنورة عدة هزات، تُبعت بانفجارٍ بركاني هائل، قذف بحممه نحو السماء، وسارت الحمم كالأنهار على الأرض حتى وصلت لمسافة 23كم، توقفت على بعد 8.2 كم من مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام.
وبالعودة إلى كُتب المؤرخين نجد المزيد من التفاصيل عن الحدث، فقد قال القرطبي في ذلك:
"خرجت نار بالحجاز بالمدينة الشريفة وكان بدؤها زلزلة عظيمة ليلة الأربعاء ثالث جمادى الأولى سنة 654هـ واستمرت إلى ضحى يوم الجمعة فسكنت وظهرت النار قال: وكانت ترى صفة البلد العظيم عليها سور محيط عليها شراريف وأبراج ومآذن ويرى رجال يقودونها لا تمر على جبل إلى دكته وأذابته ويخرج من مجموع ذلك مثل النهر أحمر وأزرق وله دوي كدوي الرعد يأخذ الصخور بين يديه واجتمع من ذلك ردم صار كالجبل العظيم فانتهت النار إلى قرب المدينة المنورة، وشوهد لهذه النار غليان كغليان البحر"
"بقيت تلك النار على حالها تلتهب التهابا وهي كالجبل العظيم ارتفاعا والمدينة عرضا يخرج منها حصى يصعد إلى السماء ويهوي فيها ويخرج منها كالجبل العظيم نار ترمي كالرعد وبقيت كذلك أياما ووقفت أياما ثم عادت ترمي بحجارة خلفها وأمامها حتى بنت لها جبلين ولها كل يوم صوت عظيم آخر الليل إلى ضحوة".
يجب أن نُدرك حقيقة أن البراكين المُنتشرة في السعودية خامدة وليست ميته، مايعني أنها قد تثور في أي وقت، وثورانها يُسبق في بعض الأحيان ببعض الإنذارات، مثل الهزات الأرضية المتتالية التي قد تتسم بالقوة أو الضعف، ولا يُمكن لأحدٍ التنبؤ بالوقت الذي ستنشط فيه هذه البراكين.
وكما هو معلوم فان المملكة العربية السعودية تجثم فوق آلاف البراكين الخامدة، ويُقدر الخبراء وقت نشوء هذه البراكين إلى ما يقرب من 25 مليون عام، كما ويُقدر عدد البراكين داخل حدود المملكة بـ 2000 بركان، ففي "حرة رهط" وحدها بين مكة و المدينة يوجد قرابة 700 بركان ، كما أن هناك 400 بركان آخر في "حرة خيبر".
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول