الغيوم الخطية..ماهي..ولماذا تظهر في السماء؟

طقس العرب - تظهر أحيانا في السماء غيوم على شكل خط طويل، لكنها لا تدوم طويلا، وهي ظاهرة يمكن مشاهدتها في أي مكان عندما تكون السماء غير ملبدة بالغيوم، فما حقيقة هذه الغيوم؟ ولماذا تظهر؟

كيف تظهر الغيوم الخطية؟ 

تظهر الغيوم الخطية أحياناً خلف مسار الطائرات، وهي غيوم على شكل خط ينتجها عادم محرك الطائرة أو التغيرات في ضغط الهواء، و تسمى هذه الغيوم مسارات التكاثف (Contrails)، وتتكون مسارات التكاثف هذه بشكل أساسي من بلورات ثلجية، وتحدث عادةً على ارتفاع عدة أميال عن سطح الأرض حيث المسارات التي تطير عندها الطائرات.

كيف تتشكل مسارات التكائف الناتجة عن عادم الطائرات؟

يحتوي العادم الذي يخرج من محرك الطائرة على بخار ماء، بالإضافة إلى جزيئات وشوائب أخرى تنتج عن احتراق الوقود، حيث تعمل هذه الجسيمات كأنوية تكاثف لبخار الماء الذي يخرج مع العادم، ومع انخفاض درجات الحرارة على الارتفاعات العالية، تتجمد قطرات الماء لتشكل بلورات الجليد التي تتكون منها مسارات التكاثف. كما يمكن أن تتكون مسارات التكاثف أيضًا عن طريق التغيرات في ضغط الهواء في دوامات الهواء خلف الجناح أو في الهواء على سطح الجناح بأكمله.

وتتشكل مسارات التكاثف الناتجة عن العادم عادة على ارتفاعات عالية (أعلى من 8000 م )، حيث تكون درجة حرارة الهواء أقل من -36.5 درجة مئوية، كما يمكن أن تتشكل بالقرب من الأرض عندما يكون الهواء باردًا ورطباً، إلا أن مسارات التكاثف هذه تُشكل غيوماً مؤقتة، فقد تبقى مرئية لبضع ثوانٍ أو لبضع دقائق فقط، أو قد تستمر لساعات، وذلك اعتمادًا على درجة الحرارة والرطوبة في الارتفاع الذي تتشكل عنده، وتنتشر على بعد عدة أميال في السماء، وهي تشبه السحب الرقيقة الطبيعية أو السحب الركامية.

وقد اعتبر بعض العلماء مسارات التكاثف التي تبقى لوقت أطول مهمة ليتم دراستها لأنها تزيد من كمية الغيوم في الغلاف الجوي، ويمكن أن يكون لها تأثير على المناخ العالمي، لكن هذا التأثير غير مؤكد، وقد توصلت دراسة عام 2013-2014 بدعم مشترك من وكالة ناسا ومركز الفضاء الألماني DLR والمجلس القومي للبحوث الكندي NRC ، إلى أن الوقود الحيوي يمكن أن يقلل من تكون مسارات التكاثف، حيث يُنتج الوقود الحيوي عددًا أقل من الشوائب وجزيئات السخام ، وهي النوى التي تتشكل حولها بلورات الجليد.

كيف تتشكل مسارات التكاثف الناتجة عن تغير ضغط الهواء خلف الطائرات؟

عندما تتسارع الطائرة قبل الاقلاع يتغير ضغط الهواء فوق جناح الطائرة وتحته، مما يولد قوة الرفع، ويتسبب هذا التغير في ضغط الهواء في تكوين دوامة من الهواء عند طرف الجناح، وتستمر دوامات الهواء هذه لفترة طويلة في الغلاف الجوي حتى بعد مرور الطائرة، ويمكن أن يؤدي انخفاض الضغط ودرجة الحرارة عبر كل دوامة إلى تكثيف الماء، فتظهر هذه الدوامات على شكل غيوم مرئية، وعادة ما يكون هذا التأثير أكثر شيوعًا في الأيام الرطبة. كما يمكن في بعض الأحيان رؤية دوامات طرف الجناح خلف أطراف الأجنحة على جوانب الطائرات أثناء الإقلاع والهبوط ، وكذلك أثناء هبوط مكوك الفضاء.

وعادة ما تتناقض دوامات طرف الجناح المرئية مه مسارات التكاثف الناتجة عن احتراق الوقود، حيث تظهر مسارات التكاثف الناتجة عن عادم المحرك على ارتفاعات عالية مباشرة خلف كل محرك من محركات الطائرة، أما دوامات طرق الجناح فتحدث فقط على ارتفاع منخفض، حيث تتحرك الطائرة ببطء بعد الإقلاع أو قبل الهبوط، وحيث تكون رطوبة الهواء أعلى.