طقس العرب - كثيراً ما يُذكر في النشرات الجوية مصطلح المنخفض الجوي، ومصطلح حالة عدم الاستقرار الجوي، ومن المهم فهم كل مصطلح والتفريق بينهما، لنتمكن من فهم الظواهر الجوية المرافقة لهذه الحالات.
يُعرف الضغط الجوي (بالإنجليزية: Atmospheric Pressure) بأنه وزن عمود الهواء الواقع على مساحة معينة من الأرض، ويمتد عمود الهواء من سطح الأرض حتى نهاية الغلاف الجوي، ويتأثر مقدار الضغط الجوي بعدة عوامل من أهمها درجة الحرارة والرطوبة، فعند انخفاض درجة الحرارة يرتفع الضغط الجوي (مع ثبات نسبة الرطوبة)، ذلك لأن الهواء البارد أثقل وأكثر كثافة من الهواء الساخن، وذلك بسبب تقارب جزيئاته، وعند ارتفاع درجة الحرارة يحدث العكس، أما بالنسبة للرطوبة فإن ارتفاع نسبة الرطوبة تقلل كثافة الهواء، فيقل وزنه وينخفض الضغط الجوي (مع ثبات درجة الحرارة).
يُذكر بأن منطقة معينة تحت تأثير منخفض جوي عندما ينخفض فيها الضغط الجوي عن المناطق المجاورة، ويتزامن انخفاض الضغط مع هواء أخف وزناً، فيصعد إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ويدور حول مركز المنخفض باتجاه عكس عقارب الساعة (في النصف الشمالي للكرة الأرضة)، وعندما يرتفع الهواء ويبرد، يتكاثف محتواه من بخار الماء، فتتشكل الغيوم، ويُحدث المنخفض الجوي (بالإنجليزية: Depression) تغييرات جوية معينة على المنطقة التي يؤثر عليها، مثل: هطول الأمطار، والرياح القوية، وانخفاض في درجات الحرارة.
تتشكل حالات عدم الاستقرار الجوي (بالإنجليزية: Atmospheric Instability) بطريقة مختلفة عن المنخفضات الجوية، فعندما يتلاقى هواء دافئ صاعد من طبقات الجو السفلى مع هواء بارد هابط من طبقات الجو العليا فوق منطقة جغرافية معية، بالتزامن مع تواجد هواء رطب في الغلاف الجوي، تنشأ حالة من عدم الاستقرار الجوي، تؤدي هذه الحالة إلى تشكل ما يسمى بالسحب الركامية التي تنمو بشكل رأسي إلى طبقات الجو العليا، فتزداد سماكتها، ويترافق معها حدوث عدة ظواهر جوية، وهي:
تتشكل عادة حالات عدم الاستقرار في نطاقات جغرافية ضيقة أو مساحات محدودة، وليست شاملة كالمنخفضات الجوية، فقد تتشكل حالة من عدم الاستقرار الجوي في أعلى الجبل، لكن تبقى الأجزاء الأخرى في أسفل الجبل مستقرة تامة، أما في حال مرور منخفض جوي على المنطقة، فإن الأمطار تنتقل من أعلى الجبل إلى الجزء التالي أسفل الجبل، وهذا ما يميز المنخفضات الجوية، فهي تتشكل في منطقة معينة وتنتقل من منطقة لأخرى بالتتابع، ويمكن مشاهدتها ومتابعة حركتها من خلال صور الأقمار الصناعية، وتنتقل الظواهر والتغييرات الجوية المرافقة لها، مثل الهطول والرياح وانخفاض درجات الحرارة، بالتزامن مع انتقاله باتجاه مناطق أخرى.
قد تصبح حالات عدم الاستقرار خطيرة في بعض المناطق، لما ينتج عنها منتشكل للسيول المفاجئة (بالإنجليزية: Flash Floods)، وذلك بسبب هطول كميات كبيرة من الأمطار في نطاق ضيق، وفي فترة زمنية قصيرة، خاصة في المناطق الصخرية، أو المناطق الجبلية التي تسيل مياه الأمطار فيها من الأعلى إلى الواد، ويساعد وجود مواسم جافة سابقة في حدوث السيول لأن مياه الأمطار لا تجد لها مجاري ليتم امتصاصها إلى باطن الأرض، فتبقى المياه تتراكم على سطح الأرض، تم تبدأ بالجريان بسرعة كبيرة في أودية السيول أو مجاري السيول التي حفرتها سابقاً، وتصل سرعة جريان هذه المياه إلى 10 م/ث ، فتجرف كل ما في طريقها حتى الأشياء الكبيرة مثل المركبات والصخور، ثم تصل إلى مصبات قد تكون جديدة، وقد تصب في نهر أو بحر أو بحيرة.
وتشكل هذه السيول خطورة أيضاً بسبب اختلاط المياه بالأتربة التي تزيد عكورة المياه، ويصبح من الصعب رؤية محتوى المياه والأجسام التي تتحرك معها، كما يمكن للصخور الكبيرة التي تتحرك بسرعة معها أن تصطدم وتضرب جسم الانسان.
وقد تنتقل هذه السيول إلى منطقة مستقرة الأجواء، فتُفاجئ السكان، أو قد تزداد هذه السيول قوة، فتخرج عن مجاريها، وتضرب مناطق أخرى قد تكون مأهولة بالسكان، لذلك يجب متابعة مجاري السيول، والابتعاد عن الأودية والمناطق المنخفضة ومجاري السيول عند وجود حالة من عدم الاستقرار الجوي، أو منخفضات جوية.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول