طقس العرب - يعاني النازحون في غزة من عدم توفر المياه الصالحة للشرب والاستخدام، وبعد النزوح من منطقة لأخرى، أصبحت الملاجئ مكتظة في السكان، وليس من الغريب أن تجد ما يقارب 70 شخص يقيمون في غرفة واحدة، من أطفال ونساء.
هذا الأمر أدى تفاقم أي مشاكل صحية، فوجود عدد كبير من الناس في غرفة مغلقة لوحده أمر يتسبب بانتقال العدوى بسرعة من شخص لآخر، عدا عن التلوث الحاصل في الحمامات وغيرها من المرافق لعدم توفر مياه للاستخدام ، ما يؤدي إلى معاناة النازحين جميعهم، من سوء تغذية أو تسمم مستمر بفعل المياه الملوثة وانعدام المياه الصالحة للاستخدام والشرب.
وحتى الغرف التي يعيش فيها النازحون وضعها سيء للغاية، حيث لا يوجد مواد لتنظيف الغسيل، لا سيما وأن معظم النازحين نزحوا بكمية قليلة من الملابس
بالإضافة إلى ذلك، يتسبب انقطاع المواد الأساسية والرئيسية، نتيجة للحصار المفروض على قطاع غزة، ونضوب الوقود، في تفاقم التحديات على مختلف جوانب الحياة، مما يزيد من التداعيات والمعاناة. يُلاحظ تراجعاً حاداً في البنية الصحية والاستشفائية في غزة، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد المصابين والمرضى، وهو أمر يتخطى الخدمات المقدمة.
كل هذا يشير إلى اقتراب كارثة إنسانية في صفوف النازحين الفلسطينيين ومراكز اللجوء في جنوب غزة. ينجم ذلك بشكل رئيسي عن ارتفاع مخاطر انتشار الأوبئة والأمراض، خاصة الفتاكة، نتيجة للظروف المعيشية الصعبة، والتي تزداد سوءًا مع نقص المياه النظيفة وندرة دورات المياه المناسبة، بالإضافة إلى تراكم النفايات.
وفي هذا السياق، قد حذرت منظمة الصحة العالمية من التهديد المتزايد لانتشار الأمراض في قطاع غزة، نتيجة للقصف الجوي الإسرائيلي الذي أثر على النظام الصحي وأعاق الوصول إلى المياه النظيفة، بالإضافة إلى التكدس الكبير في الملاجئ.
وأشارت المنظمة إلى أن "مع استمرار ارتفاع أعداد الوفيات والإصابات في غزة بسبب التصعيد العدواني، يزيد الازدحام الشديد في الملاجئ وتعطل النظام الصحي والتأثيرات على شبكات المياه والصرف الصحي من خطر انتشار الأمراض المعدية بشكل سريع. ولقد بدأت بعض الاتجاهات المقلقة في الظهور بالفعل".
كما أفادت منظمة الصحة العالمية بتسجيل أكثر من 33,551 حالة إصابة بالإسهال منذ منتصف أكتوبر، وأوضحت أن الغالبية العظمى من هذه الحالات تمثلت في الأطفال الذين لم يتجاوزوا سن الخامسة. وأشارت المنظمة إلى أن عدد الأطفال المتأثرين يشكل زيادة كبيرة مقارنة بالمتوسط الشهري الذي كان يبلغ ألفي حالة في هذه الفئة العمرية خلال عامي 2021 و2022.
وبحسب ما أفاد نازحين، فإن تلوث المياه واضح في العين المجردة، وهذا التلوث أدى إلى ظهور أمراض جديدة تحديدًا بين الأطفال وكبار السن وكان أهمها الأمراض الجلدية، كما وبدأت المشاكل التنفسية تصيب النازحين نتيجة إلى إشعالهم النار للطبخ والتدفئة بسبب عدم توفر الوقود والغاز.
ونقص الوقود في قطاع غزة أدى إلى تعطيل عمليات جمع النفايات الصلبة، مما خلق بيئة مواتية لانتشار الحشرات والقوارض التي يمكن أن تنقل الأمراض. كما أدى هذا النقص إلى إغلاق محطات تحلية المياه، مما زاد من خطر انتشار العدوى البكتيرية، خاصةً إصابات الإسهال.
إضافةً إلى ذلك، تعاني المرافق الصحية في غزة من صعوبة توفير التدابير الأساسية للوقاية من العدوى ومكافحتها، مما يزيد من خطر الإصابات البالغة والتحديات في مجال رعاية الجروح والولادة.
ويحذر غسان وهبة، الاختصاصي في الأمراض الوبائية ورئيس قسم الوبائيات لدى وزارة الصحة في غزة من احتمال انتشار مرض الكوليرا بسبب الأوضاع الصحية الصعبة، حيث يواجه القطاع انقطاعًا في إمدادات المياه وتلوث المياه القائمة وغيرها من التحديات. يشير غسان وهبة، إلى أن تفشي الكوليرا سيكون خطيرًا جداً في هذه الظروف، نظرًا لعدم توفر المياه النظيفة والظروف الملائمة لانتشار المرض. يعكس هذا التحذير الخطر المحدق بالصحة العامة في غزة وضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتحسين البنية التحتية الصحية وضمان توفر الموارد اللازمة لمواجهة أي تفشي محتمل للأمراض.
وفقًا للخبير في الأمراض الوبائية ورئيس قسم الوبائيات في وزارة الصحة في غزة، غسان وهبة، يتسارع انتشار العديد من الأمراض في ظل الظروف الصحية الصعبة التي يواجهها السكان في غزة.
يشير وهبة إلى انتشار حالات الإسهال والتسمم الغذائي، والالتهابات الجلدية، وانتشار القمل، وأمراض تنقلها الفئران وتسمم الدم، بالإضافة إلى انتشار حالات الحصبة، خاصة بين الأطفال، نتيجة فقدان لقاحات الحصبة ونقص الأدوية.
ويحذر وهبة من انتشار العديد من الأمراض التي تم التغلب عليها في السابق، ويشير إلى خطر انتشارها بسبب نقص التدابير الوقائية والعلاجية، ويؤكد على أهمية توفير الموارد الضرورية لمواجهة أي تفشي محتمل للأمراض.
المصدر: alhurra
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول