طقس العرب - في ظاهرة جوية مُلفتة، يشهد الوطن العربي تأثيراً ملحوظاً للفاصل المداري الذي يتسبب في تغييرات دراماتيكية في الأحوال الجوية عبر تسع دول عربية. تتميز هذه الفترة بهطول أمطار غزيرة وعواصف رعدية قوية، مما يُنشئ حالة من الاضطرابات الجوية التي تؤثر على مناطق متعددة في المنطقة. لكن الأثر الأبرز هو تجلي هذه الظاهرة على بعض من أكثر مناطق العالم جفافاً، حيث تشهد سماؤها الأمطار التي تعتبر نادرة فيها.
وفي التفاصيل، تُشير آخر المُخرجات الحاسوبية الواردة لمركز طقس العرب الإقليمي إلى تأثر 9 دول عربية بما يُسمى بفاصل التقارب المداري (ITCZ)، والذي يجلب معه تدفق كميات كبيرة من الرطوبة الاستوائية، والتي تتسبب بعد إرادة الله جنباً إلى جنب مع العوامل الجوية الأخرى في تشكل سُحب رعدية سميكة مُحملة بأمطار رعدية غزيرة، وبَرَديات، ورياح هابطة. وتشمل هذه الظروف الجوية كلاً من (سلطنة عُمان، والإمارات، واليمن، والسعودية، والسودان، والصومال، وجيبوتي، إضافةً إلى أكثر مناطق العالم جفافاً وقلة لهطول الأمطار، وهي جنوب مصر وجنوب ليبيا). وتتسبب هذه الظروف الجوية في تشكل السيول وحدوث التجمعات المائية في عدة مناطق.
السعودية | مع اشتداد الاضطرابات الجوية ... هل الظروف الجوية مُواتية لظهور السحابة الخضراء؟
وتُشير التوقعات في مركز طقس العرب إلى تعرض الإمارات وعُمان يوم الأحد لاضطرابات جوية ناتجة عن تمدد الفاصل المداري، بحيث تنشأ السُحب الرعدية على جبال الحجر والمناطق المجاورة، وتؤدي إلى هطول أمطار مُتفاوتة الغزارة مصحوبة بحدوث العواصف الرعدية وتساقط البَرَد، مما يؤدي إلى جريان كبير للأودية والشِعاب وربما تشكل السيول في بعض المناطق. ولا يُستبعد أن تمتد بعض السُحب الماطرة لأجزاء من السواحل المُطلة على بحر عُمان، وتمتد ذات السُحب الرعدية نحو أجزاء من الإمارات، لاسيما مدينة العين وما حولها.
أما عن اليمن والسعودية، فيتجدد نشاط السُحب الركامية ساعات ما بعد الظهر والمساء على العديد من المناطق، وبخاصة غرب اليمن وجنوب غرب السعودية، مُتمثلة بمُرتفعات جازان وعسير والباحة، وشرق مكة المكرمة بما فيها الطائف، وقد تطال أجزاء من المشاعر المقدسة. وتترافق هذه السُحب بهطول أمطار مُتفاوتة الغزارة مصحوبة بحدوث الرعد وتساقط البَرَديات، مما يؤدي إلى جريان للأودية والشِعاب.
وأما جيبوتي والصومال والسودان، فتكون الاضطرابات الجوية شديدة على تلك المناطق، حيث تهطل أمطار ذات معدل غزارة مرتفع مع حدوث العواصف الرعدية القوية وتساقط البَرَد وهبوب الرياح القوية، مما يؤدي إلى تشكل السيول والفيضانات.
هذا وتشهد أكثر مناطق العالم جفافاً هطول أمطار غزيرة يوم الإثنين، حيث تتجدد الاضطرابات الجوية مع ساعات العصر وتشتد مساءً بشكل تدريجي. حيث تتكون سُحب ركامية رعدية سميكة على جنوب مصر، وتشمل محافظات جنوب الصعيد بما فيها محافظة البحر الأحمر وأسيوط وأسوان، وتمتد لتشمل أجزاء من محافظة الوادي الجديد. وتكون الأمطار غزيرة أحياناً مرفقة بحبات البَرَد والرياح القوية المفاجئة، وتمتد ذات الظروف الجوية نحو جنوب ليبيا.
فاصل التقارب المداري (Intertropical Convergence Zone - ITCZ) هو منطقة تلتقي فيها الرياح التجارية الشمالية الشرقية مع الرياح التجارية الجنوبية الشرقية. وهذه المنطقة تمتد حول خط الاستواء وتتسم بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية، مما يؤدي إلى تكوين سُحب كثيفة وهطول أمطار غزيرة.
وتتحرك منطقة ITCZ شمالًا وجنوبًا مع تغير الفصول، مما يؤثر على أنماط الطقس في المناطق الاستوائية والمدارية. هذه الحركة تؤدي إلى حدوث فصول الأمطار والجفاف في تلك المناطق، حيث يرتبط موقع ITCZ بنشاط الرياح الموسمية والأمطار الغزيرة تماماً كما يحصل في الـ9 دول عربية.
والله أعلم.
اقرأ ايضاً:
حول العالم | في ذروة شهور الصيف الرياح القطبية تصل شمال المحيط الأطلسي والعواصف الأطلسية تتنشط
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول