طقس العرب - يحتفل الشعب السعودي في اليوم الوطني السعودي بذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية ووحدتها تحت راية واحدة؛ حيث إنه يوم يملؤه الفخر والوحدة الوطنية، ولكنه أصبح أيضًا وقتًا للتفكير في التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية والعالم.
من بين أبرز التحديات التي تواجهها المملكة والعالم بأسره هي تلك المتعلقة بتغير المناخ حيث يعاني العالم من آثار التغير المناخي المدمرة، مثل ارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة في تكرار الكوارث الطبيعية، ويمكن أن يكون هذا تحديًا كبيرًا، إلا أن المملكة العربية السعودية تبنت رؤية طموحة لمواجهة هذه التحديات.
تعرف رؤية المملكة العربية السعودية لعام 2030 بأنها استراتيجية مستقبلية تهدف إلى تحقيق التنويع Diversification الاقتصادي والاعتماد على مصادر الدخل المتعددة بعدة قطاعات، وتم تطوير هذه الرؤية في إطار مبادرة وطنية طموحة تمثلت في تسليم 80 مشروعًا حكوميًا ضخمًا، حيث تتراوح تكلفة كل منها بين 3.7 مليار ريال و20 مليار ريال، وهذه المشاريع تشمل مشروعات كبيرة مثل مشروع مترو الرياض.
تم تنسيق وتخطيط هذه الرؤية عن طريق مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة الأمير محمد بن سلمان، وتم عرضها على مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للاعتماد النهائي، وتعتمد هذه الرؤية على تعاون وتوجيهات من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى القطاعات غير الربحية، بهدف تحقيق الازدهار الشامل وتعزيز التنوع الاقتصادي والتنمية المستدامة في المملكة.
واستنادا إلى رؤية المملكة 2030، ترتكز نقاط المجتمع الحيوي على تحقيق حياة كريمة للجميع والازدهار الاقتصادي، ويعتبر المجتمع السعودي قائمًا على قيم الإسلام والوطنية والثقافة السعودية، ويسعى لتحقيق التكافل الاجتماعي من خلال تقديم ترفيه عالمي وتعزيز نمط حياة مستدام ومن هذه المحاور:
تعتبر رؤية المملكة العربية السعودية 2030 البيئة المثلى لريادة الأعمال وتوسيع القاعدة الاقتصادية من خلال إيجاد فرص عمل وجذب الاستثمارات العالمية، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي واستقطاب المواهب.
فإن هدف رؤية المملكة 2030 هو تحقيق حكومة فعّالة وشفافة، تمكن المواطنون والقطاع الخاص والمؤسسات من تحقيق الأهداف المنشودة بمستوى عالٍ من المساءلة والشفافية.
استناداً إلى رؤية المملكة 2030، نسعى إلى بناء مجتمع حيوي يوفر للجميع حياة كريمة تقود إلى الازدهار الاقتصادي بحيث إن المجتمع السعودي هو مجتمع راسخ الجذور وقوي البنية، مستند إلى قيم الإسلام وحب الوطن والاعتزاز بالثقافة والتراث السعودي وتحقيق هذه الرؤية يسهم في توفير الترفيه على الصعيدين المحلي والعالمي، ويعزز نمط حياة مستدام، ويسهم في تحقيق التكافل الاجتماعي."
تسعى المملكة إلى زيادة الوعي بقضايا البيئة وتشجيع الحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من الانبعاثات الضارة وتمثل مبادرات مثل مشروع الشعيبة للطاقة الشمسية ومدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة خطوات هامة نحو تحقيق هذه الأهداف ومن أبرزها:
السعودية واجهت تحديات المناخ من خلال مجموعة من الإجراءات والمبادرات التي تهدف إلى تقليل الآثار البيئية الضارة وتحقيق الاستدامة في مجالات متعددة، ومن هذه الإجراءات المتخذة:
قامت السعودية بالاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، وقد وضعت هدفًا طموحًا لزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيجها الطاقي، ولعل أبرزها هو مشروع الشعيبة للطاقة الشمسية الذي يعكس جهود المملكة في تعزيز هذا المجال حيث تم خفض تكلفة شراء الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية إلى 1.04 سنتاً أمريكياً لكل كيلووات بالساعة، وهي الأقل على الصعيد العالمي.
تم اتخاذ إجراءات لزيادة كفاءة استخدام الطاقة في القطاعات المختلفة، بما في ذلك النقل والصناعة والبنية التحتية والتخطيط للعديد من المشاريع أبرزها مشروع السيارات الكهربائية، حيث إن شركة "سير" تعد أول علامة تجارية سعودية تقوم بتصنيع السيارات الكهربائية في المملكة وتعكس هذه الخطوة التزام المملكة بتحقيق رؤيتها لعام 2030 من خلال تطوير وتعزيز الصناعة المحلية بشكل عام، وصناعة السيارات الكهربائية ومكوناتها على نحو خاص.
تطوير الزراعة المستدامة لتحقيق الأمن الغذائي والحفاظ على التنوع البيولوجي من الإجراءات المتخذة لمواجهة تغير المناخ وتحقيقا لهذا الهدف وافق خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة بتخصيص ميزانية مالية تبلغ 7.35 مليار ريال على مدار سبع سنوات. هذا إلى جانب اعتماد مبلغ 1.5 مليار ريال كتكلفة رأسمالية للمشروع ومبلغ 250 مليون ريال سنويًا لتطوير قطاع النخيل والتمور.
وأوضح وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، أن هذا الدعم يأتي بهدف تمكين القطاع الزراعي من الاستفادة القصوى من الفرص والموارد المتاحة، وزيادة دخل المزارعين الصغار، وتوفير فرص العمل، وتعزيز الأمن الغذائي والتنمية المتوازنة.
حيث إن هذا البرنامج يشمل عدة قطاعات واعدة وذات ميزة نسبية للمزارعين الصغار، ويتألف من ثمانية برامج فرعية، تشمل صغار مربي الثروة الحيوانية، والثروة السمكية، والنحل والعسل، والورد، والبن العربي، والمحاصيل البعلية، إلى جانب تطوير القيمة المُضافة من الحيازات الزراعية الصغيرة.
وأكد الفضلي أن هذا القطاع يحظى بدعم كبير يشمل مختلف الأنشطة والبرامج الهادفة إلى تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية والبشرية، ويهدف هذا الدعم إلى تحسين الخدمات والأنشطة المقدمة للمواطنين في هذا القطاع المهم.
تمثلت جهود المملكة العربية السعودية في الحد من هذه التحديات والمشكلات البيئية عن طريق الجهود المحلية والدولية التي تبذلها في مجال حماية البيئة، وبرامج إدارة ومعالجة النفايات، ومشاريع الطاقة المتجددة. زيادة على ذلك، الأنظمة والتشريعات البيئية التي تعتمدها المملكة، وكيف تنسجم مع الاستراتيجيات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالحفاظ على البيئة.
تعاونت السعودية مع المجتمع الدولي في مجال التغير المناخي والمحافظة على البيئة من خلال المشاركة في اتفاقيات دولية وتبادل التجارب والمعرفة وبمناسبة اليوم الوطني السعودي، يمكننا أن نلقي نظرة على رؤية المملكة البيئية واستراتيجيتها للمستقبل إنه وقت للتفكير في كيفية الحفاظ على كوكب الأرض وتوجيه العالم نحو مستقبل أكثر استدامة بيئيًا.
أعرف أيضا:
اليوم الوطني في السعودية ومستقبل الطاقة المتجددة
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول