طقس العرب - سجل يوم أمس السبت 28-5-2022 انفجار ضخم لبركان بيزيمياني - كامتشاتكا في روسيا، ترافق مع تدفقات للحمم البركانية وعامود هائل من الدخان وصل ارتفاعه في الغلاف الجوي الى 15 كم، حتى امتدت سحابة الدخان افقياً الى مسافة 365 كم وتحركت باتجاه الجنوب الشرقي، ونتيجة لذلك تم رفع درجة الخطر للطيران الى اللون الأحمر.
وقد رصدت صور الأقمار الاصطناعية أعمدة الرماد وامتدادها الكبير جنوب شرق البركان.
قد يهمك أيضا: بركان جزيرة لا بالما يتسبب بظهور تشكيلات غريبة من السحب.. هل كان له تأثير على الطقس والمناخ؟
يعتبر الثوران المتفجر للبراكين هو الأكثر خطورة على الطائرات لأنها تنتج عدة كيلومترات مكعبة من الرماد البركاني والهباء الجوي الذي ينتشر في الغلاف الجوي وطبقة الستراتوسفير في غضون ساعات أو أيام قليلة، ويُعد الرماد البركاني مادة كاشطة للغاية، حيث يتكون من شظايا صخرية بزاوية حادة وزجاج بركاني، وهي قادرة على الاحتفاظ بشحنة كهروستاتيكية وامتصاص قطرات الماء والأحماض المسببة للتآكل، درجة حرارة انصهار جزيئات الرماد الصغيرة أقل من درجة حرارة التشغيل في المحركات النفاثة، وهذا يشكل خطرا على محركات الطائرات ويمكن أن يتسبب في خدوش على نوافذ والزجاج الأمامي لقمرة القيادة ويُعيق الرؤية.
ويمكن أن تسافر أعمدة الرماد وسحب الدخان آلاف الكيلومترات وتبقى خطرة على الطائرات حيث يستمر وجودها لعدة أيام اعتمادًا على قوة الثوران وشدة الرياح.
ولتقليل مخاطر اصطدام الطائرات بسحب الرماد لبراكين كامتشاتكان ، تم إنشاء مشروع KVERT الدولي ، الذي يقدم خدمة الإنذار المبكر للطائرات بشأن الخطر البركاني، إذ يقوم العلماء بتحليل بيانات الرصد وصور الأقمار الصناعية والبيانات المرئية للبركان، ويتم إرسال المعلومات والتنبيهات للمعنيين، مما سمح بإخطار الخدمات الجوية في الوقت المناسب وتجنب المخاطر المحتملة على الطائرات.
قد يهمك أيضا: بقايا ثوران بركان تونغا يرسم غروبا ورديا مذهلا للشمس في سماء استراليا.. ما السبب؟
للثوران البركاني تأثير أيضا على الطقس والمناخ، فبعد ثوران البركان، يمكن أن تحمل الرياح الرماد الناعم الناتج عن الانفجار البركاني في طبقة الستراتوسفير إلى جميع أنحاء العالم، كما يتفاعل ثاني أكسيد الكبريت المنبعث من البراكين في الغلاف الجوي لتكوين هباء الكبريتات (الهباء الجوي عبارة عن جزيئات صغيرة معلقة في الهواء)، يعمل الرماد والهباء الجوي على تشتيت أشعة الشمس، أو حجبها جزئيا.
عندما انفجر بركان تامبورا في إندونيسيا عام 1816، وهو واحد من أقوى الثورات البُركانية في التاريخ المسجل، أطلق ما يزيد عن 60 مليون طن من جزيئات ثاني اكسيد الكبريت والهباء الجوي اخترقت اعلى طبقات الغلاف الجوي. وكانت النتيجة أن عام 1816 عُرف بالعام الذي لا صيف له، حيثُ حدث تغير مناخي واسع ولمدة ثلاث سنوات بعدما انخفضت حرارة الكوكب وسادت الاضطرابات الجوية والعواصف والثلوج والجفاف والأمراض (الكوليرا) وثورات الجياع في أوروبا (المجاعات) وفشل المحاصيل الزراعية والكساد الاقتصادي، ومات على إثر ذلك الملايين.
قد يهمك أيضا: أقوى العواصف الثلجية سيطرت على الأردن وبلاد الشام عام 1992.. فما علاقتها بانفجار بركان بيناتوبو العنيف؟
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول