طقس العرب - في حدث قلما يتكرر، سافرت عاصفة ترابية ضخمة آلاف الاميال انطلاقا من الصحراء الكبرى في أفريقيا وحلقت فوق أوروبا، لتحط رحالها فوق الثلوج البيضاء في مشهد عجيب يجمع بين نقيضين، فسبحان من دبر الكون وسيّره، وجعل في الطقس ظواهر عجيبة تشهد على عظمة خلق هذا الكون.
كان هذا حدثا استثنائيا من حيث كثافة الغبار، لكن هذا النوع من الأحداث يحدث عادة مرة أو مرتين في السنة، في فبراير أو مارس، عندما يتجمع الغبار في نظام الضغط المنخفض فوق الجزائر وتونس وينقله شمالًا إلى أوروبا، وقد وصل الغبار العام الماضي حتى المملكة المتحدة وأيسلندا.
أدت العاصفة الترابية أمس الأربعاء إلى انخفاض كبير في جودة الهواء في أجزاء كبيرة من إسبانيا والبرتغال وفرنسا، وصعوبة في التنفس في أجزاء كبيرة من إسبانيا التي تحملت العبء الأكبر من العاصفة، حتى أوصت السلطات المحلية بارتداء أقنعة الوجه وتجنب ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق، خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي.
وغطت جزيئات الغبار الصغيرة التي قطعت آلاف الكيلومترات عبر البحر الأبيض المتوسط أسطح السيارات والمباني، كما حوّلت السماء إلى تدرجات اللون البرتقالي، وتدنى مستوى الرؤية في أجزاء واسعة من إسبانيا، حتى اختلط الغبار بالمطر لينتج الطين.
ومن المتوقع أيضًا أن تجلب العاصفة الغنية بالغبار الأفريقي مزيدًا من الأمطار خلال الأيام المقبلة إلى الحقول الجافة في إسبانيا.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية ، MeteoSwiss ، إن الغبار الذي وصل إلى أوروبا من الصحراء يوم الثلاثاء، هو ثالت حدث يسجل هذا العام لكنه الأكثر كثافة، حيث توقع خبراء الأرصاد الجوية أن السماء ستظل ملونة لعدة أيام.
وفي بلغراد ، التي تعد بالفعل واحدة من أكثر العواصم تلوثًا في أوروبا بسبب المصانع ومحطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم في صربيا ، سُجلت جودة هواء "خطرة" ، نتيجة سحابة الغبار ، بالإضافة إلى مشاكل التلوث المزمنة في صربيا.
وصلت سحابة الغبار أيضا إلى لندن وجنوب شرق إنجلترا يوم الأربعاء ، واستقر بعض الغبار على نوافذ المباني والزجاج الأمامي للسيارات حيث أدى المطر إلى ترسب الجسيمات الغبارية على مستوى الأرض.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول