موقع ArabiaWeather.com- د. أيمن صوالحة - تحدّثنا بالأمس عن عودة مُتوقعة للشتاء الذي طال غيابه عن العديد من مناطق النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وسنكمل اليوم ما جرى من تحديثات على هذا السياق.
لا زالت الثوابت كما هي والمُتمثلة بسيطرة طويلة نسبياً (تمتد حوالي عشرة أيام) لمرتفع جوي صلب وعنيد على مناطق هامة من القارة الأوروبية بدءاً من شبه الجزيرة الآيبيرية وإنتهاءً بالجزر البريطانية التي عاشت هذا العام الشتاء الأقسى منذ أكثر من 120 سنة مضت.
أما المُتغيّرات فهي على صعيد الكُتل الهوائية الباردة التي تدور من حول هذا المُرتفع الجوي، فنتيجة لتغيّر قوة وسيطرة المُرتفع الأوروبي على مناطق مُعينة في دول "الضد جوياً" وفقدانه لمناطق أخرى بين تحديث وآخر، ينتج عن ذلك تفاوت في قوة ونوعية الكُتل الهوائية الباردة التي تحتل غالباً الجهة الشرقية منه، وتُعتبر هذه الجهة الممتدة من غرب روسيا شمالاً وحتى تركيا جنوباً، المُغذّي الرئيسي بعد مشيئة الله لتشكّل المنخفضات الجوية الشتوية في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط.
ونتيجة للأنظمة الجوية التي تفرزها التغيّرات السابقة، يُتوقع أن تتغير الصورة النهائية والمُتمثلة بحالة الطقس المتوقعة في المملكة خاصة وبلاد الشام عامة، حيث تزداد فرص عودة الشتاء إلى مناطق الساحل السوري ولبنان بسبب قُربها من المنخفضات الجوية مهما إختلفت في شدّتها وموقع تمركزها بين تحديث وأخر، في حين تقل الفرص نسبياً عند النظر للتوقعات الخاصة بالمملكة.
وعلى العموم، تبدو الخرائط الجوية الحالية التي يُتابعها كادر التنبؤات الجوية في مركز "طقس العرب" الإقليمي هي الأقوى والأكثر تفاؤلاً طيلة هذا الشتاء الذي يُوصف بالضعيف إجمالاً، رجوعاً إلى بداية ومُنتصف ديسمبر الماضي والتي أفرزت الأنظمة الجوية حينها العاصفة الثلجية الأقوى على الإطلاق في أرشيف ديسمبر في المملكة، فكانت بداية مُتطرفة للشتاء الذي إستمر بشكل مُتطرف كذلك ولكن من ناحية الجفاف!
ويأمل كادر المركز أن تُشكّل حالة عدم الإستقرار الجوي القوية المُتوقعة يوم الأحد الخطوة الأولى على طريق العودة إلى فصل الشتاء بعد مشيئة الله.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول