تغير المناخ | علماء يقترحون حلا سحريا لمشكلة ذوبان جليد القطبين بحجب أشعة الشمس

2022-09-19 2022-09-19T07:20:03Z
رنا السيلاوي
رنا السيلاوي
محرر أخبار - قسم التواصل الاجتماعي

طقس العرب - مع اشتداد تأثيرات تغير المناخ، أصبح ذوبان الجليد في كل من القطبين الشمالي والجنوبي مشكلة كبرى تهدد العالم، حيث تؤدي لارتفاع منسوب المياه في البحر وهو ما ينذر بإغراق مناطق ساحلية حول العالم، لكن بحثا جديدا اقترح حلا لهذه المشكلة الخطيرة.

 

ووفق بحث نشر في مجلة "Environmental Research Communications" العلمية، فإن إعادة تجميد القطبين عن طريق تقليل ضوء الشمس القادم سيكون قابلا للتطبيق ومجديا من الناحية الاقتصادية.

 

(مناطق ساحلية مهددة بالغرق مع ارتفاع منسوب مياه البحار جراء ذوبان جليد القطبين)

 

كيف سيتم حجب أشعة الشمس لإعادة تجميد القطبين؟

بحسب العلماء، ستقوم الطائرات النفاثة التي تحلق على ارتفاع عالٍ برش جزيئات الهباء الجوي المجهرية (جزيئات ثاني أكسيد الكبريت المجهرية) في الغلاف الجوي عند خطوط عرض 60 درجة شمالا وجنوبا عبر ضخها على ارتفاع 43 ألف قدم.

 

الجزيئات سوف تنجرف ببطء نحو القطب، مما يؤدي إلى تظليل السطح تحتها قليلا، مما يحمي المناطق القطبية من حرارة الشمس ويمنعها من مواصلة تذويب الجليد.

 

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة ويك سميث: "هناك خوف بشأن نشر الهباء الجوي لتبريد الكوكب، ولكن إذا كانت معادلة المخاطر أمام المنافع ستؤتي ثمارها في أي مكان، فستكون كذلك عند القطبين".

 

وعن أهمية هذه العملية، يقول سميث: "حقن الهباء الجوي يعالج أعراض تغير المناخ ولكن ليس المرض الأساسي، إنه الأسبرين، وليس البنسلين، وهو ليس بديلا عن جهود التخلص من الكربون".

 

ويمكن لأسطول الطائرات نفسه أن يخدم نصفي الكرة الأرضية، وينتقل إلى القطب المقابل مع تغير الفصول، ويتم حقن الجسيمات بشكل موسمي في أيام الربيع وأوائل الصيف.

 

وفي العام الماضي، اقترحت مجموعة من الباحثين في جامعة هارفارد اختبار فكرة مماثلة باستخدام بالونات الطقس لجمع البيانات الأولية حول شمال السويد. ولكن حتى هذه التجربة المبكرة أثبتت أنها مثيرة للجدل للغاية، حيث أجبرتهم الجماعات المحلية على التخلي عن الفكرة، لكن المناطق القطبية ، على عكس شمال السويد ، قليلة السكان للغاية.

 

(تجربة إطلاق بالون في مركز إسرانج الفضائي بالقرب من كيرونا، شمال السويد، حيث كانت ستجري أول رحلة لتجربة الاضطراب المتحكم فيه في الستراتوسفير (SCoPEx) أي رش الجسيمات في الغلاف الجوي العلوي لتعكس أشعة الشمس. حقوق الصورة SSC - 2021)

 

اقرأ أيضا: موجات حر غير مسبوقة تضرب القطبين المتجمدين في نفس الفترة بالرغم من اختلاف الفصول فيها

 

 أهمية تبريد القطبين

سيوفر التبريد في القطبين حماية مباشرة لجزء صغير فقط من الكوكب، على الرغم من أن خطوط العرض الوسطى يجب أن تشهد أيضا بعض الانخفاض في درجة الحرارة.

 

ولأن أقل من 1 في المئة من سكان العالم يعيشون في المناطق المستهدفة، فإن أي تحول متعمد لمنظم الحرارة العالمي سيكون ذا مصلحة مشتركة للبشرية جمعاء، وليس فقط القطب الشمالي وباتاغونيا.

 

قد يهمك أيضا: أمطار غزيرة تهطل لأول مرة على قمة الغطاء الجليدي في جرينلاد.. ما دلالة ذلك؟!

 

 كم تبلغ تكلفة العملية؟

لا تمتلك ناقلات التزود بالوقود العسكرية الموجودة مثل "KC-135" و"A330 MMRT" حمولة كافية على الارتفاعات المطلوبة، ويمكن لأسطول مكون من 125 صهريجا أن يرفع حمولة كافية لتبريد المناطق القطبية بمقدار 2 درجة مئوية سنويا، مما سيعيدها قريبا من متوسط درجات الحرارة التي كانت عليها قبل العصر الصناعي.

 

وبحسب الدراسة، تقدر التكاليف بـ 11 مليار دولار سنويا وهي أقل من ثلث تكلفة تبريد الكوكب بأكمله بنفس القدر 2 درجة مئوية وجزء صغير من تكلفة الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية.

 

اقرأ أيضا: تغير المناخ.. هل يُغير خارطة السياحة في العالم!

 

الدراسة الحالية، وفق فريق إعدادها، ليست سوى خطوة واحدة صغيرة وأولية نحو فهم التكاليف والفوائد والمخاطر المترتبة على القيام بالتدخل المناخي عند خطوط العرض العليا.

 

وتوفر سببا إضافيا للاعتقاد بأن مثل هذه الأدوات يمكن أن تكون مفيدة في الحفاظ على الغلاف الجليدي قرب القطبين، وإبطاء ارتفاع مستوى سطح البحر على مستوى العالم.

 

قد يهمك أيضا: تقرير شامل: 12 نقطة تكشف أوجه الاختلاف والتشابه بين القطب الشمالي والقطب الجنوبي للأرض

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
كيف نحمي أنفسنا وأطفالنا من الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة المنزلية

كيف نحمي أنفسنا وأطفالنا من الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة المنزلية

9 نصائح للتعامل مع الأجواء الباردة لطلاب المدارس والجامعات

9 نصائح للتعامل مع الأجواء الباردة لطلاب المدارس والجامعات

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة