طقس العرب - حذرت دراسة جديدة من أن التغير المناخي المستقبلي سيؤدي إلى تحول غير منتظم في الحزام المطري الاستوائي، مما يهدد سبل العيش والأمن الغذائي للمليارات من البشر بسبب الجفاف، ويؤدي إلى زيادة الفيضانات في أجزاء من الهند، وحزام المطر الاستوائي (Tropical Rain Belt) هو نطاق ضيق للأنظمة الجوية التي تجلب معها هطولاً غزيراً للأمطار بالقرب من خط الاستواء.
ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة في أجزاء مختلفة من الغلاف الجوي للأرض بمعدلات مختلفة، يبدو أن هذا الحزام قد يتعطل بحيث ينجذب إلى مناطق الهواء الأكثر دفئًا، حاملاً معه الأمطار بعيداً عن تلك المناطق، مما يهدد التنوع البيولوجي ويؤثر على المصدر الرئيسي للمياه التي يعتمد عليه الناس، خاصة في زراعة المحاصيل.
استخدمت الدراسة، التي نُشرت في مجلة (Nature Climate Change)، عمليات محاكاة حاسوبية من 27 نموذجًا مناخيًا حديثًا، وقاست استجابة حزام المطر الاستوائي للسيناريو المستقبلي الذي تستمر فيه انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الارتفاع حتى نهاية القرن الحالي، لكن التأثير الكامل لأزمة المناخ على حزام المطر الاستوائي لم يتضح إلا عندما عزلوا التأثيرات على نصفي الكرة الأرضية الشرقي والغربي، وتمت دراستها بشكل منفصل.
وتم التوصل إلى أن تغير المناخ سيؤدي إلى تحرك حزام المطر الاستوائي للأرض في اتجاهين متعاكسين في قطاعين طوليين يغطيان ما يقرب من ثلثي الكرة الأرضية، وهي عملية سيكون لها آثار متتالية على توافر المياه وإنتاج الغذاء حول العالم.
وفقاً للتوقعات، سيتحول حزام المطر الاستوائي في نصف الكرة الغربي (عبر شرق المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي) جنوباً، مما يؤدي إلى زيادة الجفاف في مناطق من أمريكا الوسطى.
أما في النصف الشرقي من الكرة الأرضية، بما في ذلك شرق إفريقيا والمحيط الهندي، فمن المتوقع أن يتحول الحزام المطري الاستوائي شمالًا، مما يتسبب في حالات جفاف أكثر شيوعًا واستمرارية في مناطق مثل جنوب شرق إفريقيا ومدغشقر، مع زيادة المخاطر من ارتفاع شدة الفيضانات في جنوب الهند، وهذا سيؤثر على التنوع البيولوجي العالمي والأمن الغذائي بحلول عام 2100.
وقد صرح العلماء، إن هذا "التحول الكاسح" لحزام المطر تم إخفاؤه في دراسات سابقة قدمت متوسطًا عالميًا لتأثير تغير المناخ، بالرغم من أن تغير المناخ تسبب في ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي بكميات مختلفة فوق آسيا وشمال المحيط الأطلسي.
وبالرغم من تعقيد نظام الأرض وصعوبة دراسته، إلا أن هذه الدراسة تجمع بين النهج الهندسي للنظام وتحليلات البيانات وعلوم المناخ للكشف عن المظاهر الدقيقة وغير المعترف بها من قبل الاحتباس الحراري على ديناميات هطول الأمطار الإقليمية والظواهر المتطرفة الأخرى.
ففي آسيا مثلا، يتسبب التغير المناخي الآن في الكثير من الآثار، مثل ذوبان الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا، وفقدان الغطاء الثلجي في المناطق الشمالية، وهذا سيؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي بشكل أسرع في المناطق الأخرى، لذلك فإن توقع حركة حزام الأمطار الاستوائي شمالاً في النصف الشرقي من الكرة الأرضية كان من ضمن الآثار المتوقعة لتغير المناخ، ويمكن أن تحدث هذه التغييرات في وقت مبكر من مطلع القرن، مما يؤكد على الحاجة الملحة للسيطرة على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
هذا مجرد واحد من العديد من الآثار المقلقة المتوقعة لتغير المناخ، والتي لن تكتفي بمنع الإنسان من يحيى حياة طبيعية على الأرض، ولكن ستستمر بتحويل الظروف إلى حال أسوأ، مثل حجارة الدومينو التي بمجرد أن يسقط الحجر الأول، سيصعب السيطرة على البقية، لذا فإن كل عمل يمكن القيام به الآن له أهمية.
يأمل العلماء في أن وجود فهم أكبر لما هو قادم - كما تقدم هذه الدراسة - سيدفع الأفراد والحكومات على حد سواء إلى إجراء التغييرات الجوهرية التي يمكن أن تمنحنا جميعًا مستقبل أفضل.
نشرت هذه الدراسة على Nature Climate Change.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول