تقرير مناخي.. 2024 عام الكوارث المناخية والحرارة غير المسبوقة في تاريخ الأرض

2025-01-11 2025-01-11T07:31:32Z
هشام جمال
هشام جمال
كاتب مُحتوى جوّي

طقس العرب - شهد عام 2024 عامًا من الأحداث المناخية الاستثنائية التي أثرت بشكل كبير على صحة الإنسان والأنظمة البيئية والبنية التحتية حول العالم. فقد كان هذا العام شاهداً على ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة، وزيادة في الفيضانات، والجفاف، والحرائق، وهو ما يعكس تزايد تأثيرات التغير المناخي.

 

فيضانات قوية وظروف مناخية قاسية

ووفقًا للتقرير الصادر عن خدمة تغير المناخ (كوبرنيكوس)، تسببت الأمطار الشديدة، التي وصلت في بعض الحالات إلى مستويات قياسية، في فيضانات مفاجئة في مناطق متعددة من العالم. على سبيل المثال، شهدت كاليفورنيا في يناير، ودول الخليج الفارسي في أبريل، وشرق إسبانيا في أكتوبر، فيضانات قوية. كما شهدت العديد من المناطق، بما في ذلك جنوب شرق آسيا وأستراليا، فيضانات ناتجة عن الأنهار الجوية، والأعاصير الاستوائية، والأمطار الموسمية. في الفترة من يناير إلى ديسمبر، تعرض العالم لعدد كبير من الأعاصير الاستوائية التي أثرت في البنية التحتية والسكان حول العالم، مثل إعصار مدغشقر، وإعصار لينكولن في أستراليا، والإعصار غامي في شرق آسيا.

 

موجات حر شديدة في جميع القارات

شهد عام 2024 موجات حر شديدة حطمت العديد من الأرقام القياسية للحرارة في مناطق مثل جنوب شرق أوروبا، وشمال إفريقيا، والشرق الأوسط، وأجزاء من الأمريكتين، وآسيا الوسطى والشرقية، وجنوب إفريقيا، وأستراليا. وكانت الظروف الجافة في بعض المناطق قد أدت إلى زيادة موجات الحرارة بشكل غير مسبوق. كانت الشرق الأوسط وجنوب أوروبا من أكثر المناطق تأثراً بهذا الاحترار الذي صاحبه نقص الأمطار في أماكن عديدة مثل أمريكا الجنوبية وجنوب إفريقيا.

 

حرائق واسعة في عدة مناطق

كانت الظروف الجافة، الناتجة عن نقص الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، مهيئة لاندلاع الحرائق في العديد من المناطق. وكانت أمريكا الشمالية وجنوب أمريكا أكثر القارات تأثراً باندلاع الحرائق، حيث تم رصد حرائق كندا والبرازيل وبوليفيا، ما أدى إلى انبعاثات كربونية قياسية. وكانت كندا قد شهدت حرائق واسعة في يوليو وأغسطس، بينما شهدت بوليفيا وفنزويلا انبعاثات كربونية هي الأعلى على الإطلاق.

 

أسباب هذه الأحداث المناخية الاستثنائية

تتعدد الأسباب التي أدت إلى هذه الظواهر المناخية الاستثنائية، وتلعب التغيرات المناخية الناتجة عن الأنشطة البشرية الدور الأكبر في تسارع هذه الأحداث. ومن العوامل التي ساهمت في ذلك:

 

حدث إل نينيو 2023-2024: تسببت هذه الظاهرة المناخية في ارتفاع درجات حرارة المحيطات، ما أدى إلى تسارع الاحترار المناخي بشكل غير مسبوق، حيث سجلت درجات حرارة سطح البحر أرقامًا قياسية في معظم محيطات العالم، وخاصة في المحيط الأطلسي والهندي.

ثوران بركان هُنغا تونغا في يناير 2022: أدى هذا الحدث البركاني إلى زيادة بخار الماء في الستراتوسفير، مما ساهم في الاحترار المناخي.

انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت من الشحن البحري: ساهمت قلة الجسيمات الهوائية الناتجة عن هذه الانبعاثات في تسريع عملية الاحترار.

التغيرات في تغطية السحب المنخفضة: حيث أدت إلى زيادة امتصاص الإشعاع الشمسي، ما عزز الاحترار المناخي.

ذروة الدورة الشمسية: ساهمت الزيادة في الإشعاع الشمسي في دفء الأرض.

آلية التغذية الراجعة لبخار الماء: حيث ساهم بخار الماء الإضافي في الغلاف الجوي في تعزيز تأثير الدفيئة، مما أدى إلى زيادة الاحترار.

 

التوقعات المستقبلية

وفقًا للتوقعات، من المرجح أن يشهد عام 2025 أن يصبح ثالث أو ثاني أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق. كما يُتوقع أن تستمر الظواهر المناخية المتطرفة في السنوات المقبلة بسبب استمرار الاحترار المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية.

 

يشير التقرير إلى أنه من المتوقع أن تتجاوز متوسطات درجات الحرارة العالمية 1.5°C فوق مستويات ما قبل الصناعة في السنوات المقبلة، وهو ما يمثل تحديات كبيرة للبشرية في مواجهة التغيرات المناخية.

 

وفي خلاصة القول، شهد عام 2024 العديد من الأحداث المناخية القاسية التي أثرت على البشر والأنظمة البيئية في جميع أنحاء العالم. وقد تعود أسباب هذه الظواهر إلى التغير المناخي المتسارع الناجم عن الأنشطة البشرية، إلى جانب تأثيرات ظواهر مثل إل نينيو وثورات البراكين. إذا استمرت هذه الاتجاهات، فإن التحديات المناخية التي واجهناها في 2024 قد تصبح أكثر تكرارًا في المستقبل.

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
تنبيه من ضباب كثيف في ساعات الليل المتأخرة وصباح الأحد في مناطق واسعة من المملكة

تنبيه من ضباب كثيف في ساعات الليل المتأخرة وصباح الأحد في مناطق واسعة من المملكة

منخفض جوي وكتلة هوائية قطبية شديدة البرودة تترافق بتساقط كثيف للثلوج تؤثر على وسط وجنوب أوروبا

منخفض جوي وكتلة هوائية قطبية شديدة البرودة تترافق بتساقط كثيف للثلوج تؤثر على وسط وجنوب أوروبا

لماذا تتفاقم حرائق كاليفورنيا وتزداد شراسة عامًا بعد عام؟

لماذا تتفاقم حرائق كاليفورنيا وتزداد شراسة عامًا بعد عام؟

فرص لبعض الزخات العشوائية من الأمطار في الأردن السبت وضباب كثيف ليلة السبت/الأحد وصباح الأحد

فرص لبعض الزخات العشوائية من الأمطار في الأردن السبت وضباب كثيف ليلة السبت/الأحد وصباح الأحد