ثعبان يحاول أكل القمر.. لماذا كانت الحضارات القديمة تخاف من خسوف القمر؟

2024-09-18 2024-09-18T09:59:28Z
ندى ماهر عبدربه
ندى ماهر عبدربه
صانعة مُحتوى

طقس العرب-لطالما أثارت الظواهر الفلكية مثل خسوف القمر دهشة الإنسان منذ القدم، ومع عدم فهمها العلمي في العصور القديمة، نشأت حولها العديد من الأساطير والمعتقدات التي بثت الرهبة والخوف في نفوس الناس فقد ربطت الحضارات القديمة خسوف القمر بأحداث خارقة للطبيعة، مثل هجمات مخلوقات أسطورية.

ورغم التقدم العلمي في تفسير هذه الظاهرة الطبيعية، ما زال البعض يشعر بالقلق أو الخوف من خسوف القمر، تأثرًا بتراث هذه المعتقدات القديمة التي استمرت عبر الأجيال، وفي هذا المقال، نستعرض أبرز الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص حتى اليوم يخشون خسوف القمر، وكيف لعبت الأساطير القديمة دورًا كبيرًا في تشكيل هذه المخاوف.

قد يهمك أيضا:

في حدث فلكي مميز.. قمر الحصادين العملاق ينير السماء اليوم

 

الحضارات القديمة وخسوف القمر

كانت الحضارات القديمة تخاف من الخسوف بسبب اعتقادهم أن هذه الظاهرة الطبيعية تحمل دلالات سلبية، أو تكون نذير شؤم. حيث كان هناك عدة أسباب وراء هذا الخوف، تختلف حسب الثقافة والمعتقدات السائدة في كل حضارة ومنها:

 

جهل بالأسباب العلمية

 لم تكن لدى الحضارات القديمة معرفة علمية تفسر الظواهر الفلكية كالخسوف وبالنسبة لهم، كان الأمر غير متوقع ومخيف. لم يعرفوا أن الخسوف هو ببساطة ظل الأرض يغطي القمر أو القمر يحجب الشمس، لذا فسروه بطرق غيبية وساحرة.

الخوف من حدوث كوارث طبيعية

الخسوف ارتبط في أذهان البعض بحدوث كوارث طبيعية مثل الزلازل أو المجاعات أو الحروب. فالحضارات الصينية القديمة مثلًا كانت تعتقد أن التنين السماوي يبتلع القمر أو الشمس أثناء الخسوف، ويجب على الناس إحداث ضوضاء لإخافته واستعادة الضوء.

 

 

رمزية الخسوف للشعوب القديمة

في حضارات مثل حضارة المايا والإنكا، كان الخسوف يُعتبر علامة على تغيرات خطيرة في النظام الكوني، مما كان يُثير الفزع بين الناس، واعتُبر الخسوف رمزًا لانقلاب الأمور وتدهور الأحوال وفيما يلي بعض أشهر الحضارات القديمة وأساطيرها المتعلقة بخسوف القمر:

  1. الحضارة البابلية: في الحضارة البابلية، كان يُعتقد أن خسوف القمر نذير شؤم أو علامة على غضب الآلهة، وغالبًا ما كان يُعتقد أنه يستهدف الملك بشكل خاص كان الخسوف يفسر على أنه محاولة للآلهة للانتقام من الملك أو عقوبة على خطيئة ارتكبها. لحماية الملك، كان يتم وضع ملك مزيف مؤقتًا أثناء الخسوف لإبعاد الخطر عن الملك الحقيقي.
  2. الحضارة الصينية: في الصين القديمة، كانوا يعتقدون أن خسوف القمر يحدث عندما يتعرض القمر لهجوم من قبل تنين سماوي يحاول ابتلاعه وفي كل مرة يحدث خسوف، كان الناس يضربون الطبول ويحدثون ضجيجًا لإخافة التنين وإعادة القمر إلى وضعه الطبيعي.
  3. حضارة الإنكا: لدى شعب الإنكا في أمريكا الجنوبية، كان يُعتقد أن خسوف القمر هو نتيجة لهجوم من حيوان بري، مثل جاكوار أو ثعبان، يحاول أكل القمر. لتجنب ذلك، كان الناس يصرخون وإطلاق السهام نحو القمر لمحاربة الحيوان الأسطوري وحماية القمر من الهلاك.
  4. الحضارة الهندية: في الأساطير الهندوسية، يُعتقد أن خسوف القمر يحدث بسبب الشيطان "راهـو". تقول الأسطورة أن الإله "فيشنو" قطع رأس الشيطان بعد أن شرب شراب الخلود دون أن يستحقه. وبعد ذلك، تحول رأسه إلى كوكب "راهـو" الذي يسعى للانتقام من الشمس والقمر. عندما يمسك برأس أحدهما، يحدث الخسوف.
  5. حضارة المايا: لدى حضارة المايا، كانت ظاهرة خسوف القمر مرتبطة بعالم الآخرة والموت وكانوا يعتقدون أن الخسوف يحدث عندما تكون أرواح الموتى في حالة غضب وتحاول أكل القمر. للحماية، كان السكان يؤدون طقوسًا دينية للتخفيف من غضب الأرواح.
  6. الحضارة الإغريقية: في الأساطير الإغريقية، كان يُعتقد أن خسوف القمر هو نتيجة لعمل سحري. كانت بعض الثقافات في اليونان القديمة تخشى أن الساحرات أو الكهنة الشريرين يستطيعون التلاعب بالقمر وسرقة ضوئه، وبالتالي يحدث الخسوف. ولهذا السبب، كانوا يقومون بالطقوس والتعاويذ لحماية القمر من السحر.
  7. حضارة الفايكنغ: الفايكنغ كانوا يعتقدون أن خسوف القمر يحدث بسبب ذئب أسطوري يُدعى "هاتي" يحاول التهام القمر. خلال الخسوف، كانوا يحدثون ضجيجًا كبيرًا، ويستخدمون الأدوات الحربية، مثل السيوف والدروع، ليرعبوا الذئب ويعيدوا القمر إلى وضعه الطبيعي.
  8. الحضارة المصرية القديمة: في مصر القديمة، كان يُعتقد أن خسوف القمر هو جزء من معركة أبدية بين إله السماء "حورس" وقوى الفوضى التي يمثلها الإله "ست". كان الخسوف يُفسر على أنه جزء من هذه المعركة، حيث يحاول "ست" السيطرة على القمر، الذي يمثل رمزًا للعدالة والنظام.
  9. الحضارة الرومانية: لدى الرومان، كانت هناك معتقدات مشابهة لليونانيين، حيث كان يُعتقد أن السحرة يمكنهم استدعاء الخسوف كسلاح سحري وكان الرومان يقومون بالطقوس لحماية أنفسهم من الشرور المحتملة التي قد يجلبها الخسوف.

 

 

عدم استقرار النظام الزمني

لأن الشمس والقمر كانا يمثلان النظام الزمني الأساسي للحضارات القديمة، فإن أي خلل في حركة الشمس أو القمر كان يثير المخاوف بشأن النظام الكوني بشكل عام. فاختفاء القمر أو الشمس كان يُفهم على أنه تهديد لاستمرارية الحياة الطبيعية والنظام الزمني، مما دفع الناس إلى الشعور بالخوف والقلق.

 

تأثير الخسوف على المعتقدات السياسية والدينية

في بعض الحضارات، كان يُستخدم الخسوف لتأكيد سلطة الحاكم أو للتلاعب بالمعتقدات الشعبية. على سبيل المثال، استغل بعض الحكام أو الكهنة معرفتهم الفلكية بالتنبؤ بالخسوف لإثبات قوتهم أو قدرتهم على "السيطرة" على الطبيعة.

الخوف من الخسوف كان نتاج الجهل بالأسباب العلمية وراء هذه الظاهرة، بالإضافة إلى تأثير المعتقدات الدينية والرمزية التي كانت تفسر الظواهر الكونية على أنها رسائل من قوى عليا.

 

شاهد أيضا:

دليلك لمشاهدة خسوف القمر العملاق فجر الأربعاء

ترقبوا السماء خلال ساعات.. ثاني بدر عملاق لعام 2024 يزين السماء

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
قمر صغير جديد سيدور حول كوكبنا خلال الشهرين المقبلين

قمر صغير جديد سيدور حول كوكبنا خلال الشهرين المقبلين

الاعتدال الخريفي يوم الأحد القادم

الاعتدال الخريفي يوم الأحد القادم

فصل التقلبات الجوية والحرارية المفاجئة يقترب، فهل يمهد ذلك لتغيرات جذرية في الطقس؟

فصل التقلبات الجوية والحرارية المفاجئة يقترب، فهل يمهد ذلك لتغيرات جذرية في الطقس؟

تقرير مُناخي | حرارة مياه المُحيط الهادئ الاستوائي تتجه من التوازن إلى التبريد ما يُنذر بتنامي ظاهرة اللانينا الخريف القادم

تقرير مُناخي | حرارة مياه المُحيط الهادئ الاستوائي تتجه من التوازن إلى التبريد ما يُنذر بتنامي ظاهرة اللانينا الخريف القادم