ثوران بركان مُحتمل في آيسلندا .. وإخلاء أكثر من 3000 ساكن في بلدة غريندافيك

2023-11-18 2023-11-18T17:10:06Z
طقس العرب
طقس العرب
فريق تحرير طقس العرب

طقس العرب - أعلنت أيسلندا حالة الطوارئ، وتمّ تنبيه أكثر من 3000 ساكن لإخلاء بلدة غريندافيك الساحلية الصغيرة، حيث تتوقع سلطات البلاد ثورانًا وشيكًا لبركان في شبه الجزيرة الجنوبية الغربية.

 

 

وفي التفاصيل؛ لاحظة العلماء في أيسلندا تغيرات تشير إلى أن "الصهارة تقترب من السطح" وأن أبرز منطقة للصهارة المتصاعدة تقع في مساحة 3.5 كيلومترات شمال شرق غريندافيك. فما هي مخاطر هذا البركان وماذا سيحصل إذا انفجر؟ وهل يؤثر على السفر والطيران؟

 

آيسلندا موطن للكثير من الأنشطة الزلزالية

من الجدير بالذكر أن أيسلندا "وهي جزيرة تبلغ مساحتها 103 آلاف كيلومتر مربع فقط" موطنًا للكثير من النشاط الزلزالي.

 

توقعات بثوران بركان في آيسلندا وأحداث غير مسبوقة مُتوقعة

أفادت وكالة الحماية المدنية في أيسلندا أن البلاد تشهد أحداثًا غير مسبوقة، لم يشهدها سكانها الذين يبلغ عددهم 360 ألفًا على الأقل منذ ثوران بركان فيستمانيجار في عام 1973. كان هذا الثوران الذي بدأ دون سابق إنذار قد دمر حوالى 400 منزل.

ووفقًا لتصريحات وكالة الحماية المدنية، التي استندت إلى نماذج تحليلية قائمة على البيانات التي تم جمعها في المنطقة يوم السبت، يمتد ممر الصهارة الحالي، الذي يبلغ طوله 15 كيلومترًا (تسعة أميال)، مباشرة من شمال غرب غريندافيك إلى المحيط الأطلسي.

 

ماذا لو ثار البركان تحت سطح البحر؟

الصهارة هي خليط من الصخور المنصهرة وشبه المنصهرة المتواجدة تحت سطح الأرض، ويمكن أن تتسبب في ثوران عندما تصل إلى السطح، تحولًا إلى حمم بركانية.

أظهر الخبراء أن في حالة ثوران الصهارة تحت سطح البحر، فإن الانفجار يكون أكثر قوة من ثورانها على اليابسة، وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن يشكل الثوران على اليابسة تهديدًا أكبر لمنطقة غريندافيك ذاتها.

وقال ميشيل بولاتو، الباحث في "إمبريال كوليدج لندن": "إذا تفاعلت الصهارة مع مياه البحر، فقد تصبح أكثر قوة تفجيرية"، وأضاف: "في حالة ثورانها تحت سطح البحر، قد يتسبب ذلك في ثوران سورتسي مشابه لما حدث في عام 1963 في أيسلندا، مما أدى إلى تشكل جزيرة سورتسي"، وشدد على أن "هذا الثوران استمر لسنوات عدة، لذلك هذا هو احتمال ممكن".

 

من الصعب التنبؤ بحجم الثوران

أشار بيل ماكغواير، الأستاذ الفخري للمخاطر الجيوفيزيائية والمناخية في جامعة "كوليدج لندن"، إلى أنه في الوقت الحالي، لا يوجد سبب مباشر للتوقع بأن هذا الثوران سيكون كبيرًا بشكل محدد، ولكن من الصعب التنبؤ بحجم الثوران.

أضاف أن مدينة غريندافيك التي تم إخلاؤها تقع على مقربة جدًا من موقع الصدع الجديد، واستمرار وجود السكان فيها غير مضمون تمامًا. وأشار إلى أن كل شيء يعتمد على المكان الذي قد تصل فيه الصهارة إلى السطح، ولكن الوضع لا يبدو مشجعًا بالنسبة لسكان المدينة.

مع ذلك، هناك احتمال أن لا تظهر الصهارة على السطح. أوضح ديف ماكغارفي، عالم البراكين في جامعة لانكستر في المملكة المتحدة، أنها قد لا تخترق كل الجواجز الصخرية السطحية لتشكل ثورانًا، وقد يحدث ذلك فقط لواحد من كل ثلاثة أو أربعة منها. وأضاف أن أفضل السيناريوهات تتمثل في أن يبرد ويتصلب الحاجز الصخري الذي تشكل للتو، ولا يثور.

 

رغم ذلك، فإن بعض آثار النشاط الزلزالي واضحة بالفعل. تضررت الطرق نتيجة الزلازل في المنطقة، حيث شاركت إدارة الطرق الأيسلندية صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مدرجًا متهالكًا، وأرصفة مكسورة، وشقوقًا كبيرة في الطريق.

وبعدما قال العلماء إنهم لا يستطيعون استبعاد وصول الصهارة إلى غريندافيك، أخلت وكالة الحماية المدنية المدينة ليلة الجمعة، رغم السماح لبعض السكان بالعودة إلى منطقة واحدة يوم الأحد تحت حراسة الشرطة لاستعادة الحيوانات الأليفة والأشياء الأساسية.

وأُغلق منتجع "Blue Lagoon" الصحي الشهير الذي يعمل بالطاقة الحرارية الأرضية على بعد سبعة كيلومترات (أربعة أميال) شمال غريندافيك، الذي ينجذب السياح إلى مياهه المتبخرة كإجراء احترازي، الخميس.

وأضاف بولاتو: "تشكل الأبخرة السامة مصدر قلق حقيقي، وأهمها ثاني أكسيد الكبريت الذي يمكن أن يكون مسبباً للتآكل، ويسبب مشاكل في التنفس".

وتابع أنّه "أمر لا ينبغي أن نقلق بشأنه في المملكة المتحدة، لكن يمكن أن يتأثر السكان المحليون والسياح اعتمادًا على اتجاه الرياح السائدة".

 

المطار الدولي الوحيد في أيسلندا، كيفلافيك، يبعد أقل من 20 ميلاً عن غريندافيك 

هل سيعطّل ثوران بركان آيسلندا السفر؟

لا يتوقع الخبراء أن يتسبب ثوران البركان في مستوى من الفوضى يشبه تلك التي شهدناها في عام 2010، عندما ثار بركان إيجافجالاجوكول. يُعزى هذا التفاؤل إلى عدم احتمال وجود كتل جليدية مشابهة لتلك التي أدت إلى تكوّن سحابة الرماد الضخمة.

في عام 2010، أدى ثوران بركان إيجافجالاجوكول إلى إلغاء حوالي 100 ألف رحلة جوية، متسببًا في تأثير سلبي على حياة مليوني شخص نتيجة للرماد البركاني الذي قد يعرض محركات الطائرات للتلف ويتسبب في انقطاع التيار الكهربائي.

وفيما يتعلق بالحالة الحالية، صرح ليونيل ويلسون، الأستاذ الفخري في الأرض وعلوم الكواكب بجامعة لانكستر، أنه لا يُتوقع حدوث ذلك مرة أخرى. ويُشير ويلسون إلى أن بركان إيجافجالاجوكول شهد ثورانًا عندما كانت هناك كتل جليدية ذائبة، مما زاد من حجم المياه وجعل الثوران أكثر انفجارًا. وفي هذا السياق، يُركز الخبراء اليوم على التعامل مع حمم بركانية قليلة الانفجار تشكّل المصدر الرئيسي لتدفّق الحمم البركانية.

 

ماذا حدث في عامي 2014 و2021؟

أيسلندا تعتبر عادة موطنًا للانفجارات البركانية، وعلى الرغم من أن هذه الظواهر تحدث غالبًا في المناطق البرية بعيدًا عن المناطق المأهولة بالسكان، إلا أنها تُعد جزءًا من واقع الحياة في هذا البلد. في عام 2014، اندلع نظام باراربونغا البركاني في وسط البلاد، مما أسفر عن إنتاج حمم بركانية تغطي مساحة 84 كيلومترًا مربعًا (32 ميلًا مربعًا) من المرتفعات، دون أن يتسبب في أي ضرر للمجتمعات.

في عام 2021، اندلع النظام البركاني فاغرادالسفيال لأول مرة منذ أكثر من 6000 عام، ولم يشكل تهديدًا للمناطق المأهولة بالسكان. بل أصبحت المنطقة مزارًا سياحيًا حيث اجتذبت الناس لمشاهدة ثوران البركان والاستمتاع بتجربة فريدة.

 

لماذا أيسلندا تشهد الكثير من البراكين؟

تقع أيسلندا على حدود الصفائح التكتونية، حيث تتقاطع صفيحة أمريكا الشمالية مع صفيحة أوراسيا، ويتم انزياحهما باستمرار بعيدًا عن بعضهما على طول خط مرتفع وسط المحيط الأطلسي. تحت أيسلندا، يوجد عمود الوشاح، وهي منطقة أكثر سخونة من الصهارة المحيطة بها. تلك الظروف تؤدي إلى ذوبان القشرة الأرضية وترققها، مما يجعل أيسلندا موطنًا لـ 32 بركانًا نشطًا.

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟

رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟

مربعانية الشتاء.. ماذا تعني في الموروث الجمعي في المشرق العربي؟

مربعانية الشتاء.. ماذا تعني في الموروث الجمعي في المشرق العربي؟

بالرغم من القدرات الهائلة التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي، يبقى التنبؤ بالطقس على المدى الطويل تحديًا كبيرًا في علم الأرصاد الجوية.

بالرغم من القدرات الهائلة التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي، يبقى التنبؤ بالطقس على المدى الطويل تحديًا كبيرًا في علم الأرصاد الجوية.

هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟

هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟