موقع ArabiaWeather.com-شهدت منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط خلال نهاية الأسبوع الماضي حدثاً جوياً نادراً، تمثّل في تشكُل إعصار، ضرب جزيرتي مالطا وصقلية، محدثاً أضراراً بالغة، وذلك يومي 7 و 8 تشرين ثانٍ/نوفمبر 2014.
الحالة كانت تؤثر في البداية على الجزائر وتونس وأجزاء من غرب القارة الأوروبية على شكل عاصفة شتوية مُبكرة، ولكنها سُرعان ما اكتسبت خصائص استوائية لدى عُبورها في المنطقة البحرية الواقعة شرق تونس.
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية المُلتقطة مع ساعات نهار الجُمعة 7-11-2014، اكتساب الحالة الجوية لخصائص استوائية، ساهمت في تحويله إلى حالة جوية هجينة تجمع ما بين خصائص المنخفضات الجوية الشتوية و الأعاصير الاستوائية، وظُهور "عين" واضحة في مركز الحالة، ما يؤشر على تحولها إلى إعصار، قبل أن تمر هذه العين مُباشرة فوق جزيرة مالطا، ما تسبب في هبات رياح عاتية زادت سُرعتها عن 150 كم/ساعة، وأمواج بارتفاع تراوح ما بين 6 و 8 أمتار.
وأكمل الإعصار طريقهُ مع ليلة الجُمعة/السبت نحو الساحل الشرقي لجزيرة صقلية الإيطالية، ليضربها الإعصار مباشرة، قبل أن تتراجع قوّتهُ بصورة كبيرة يوم السبت 8-11-2014، ولكن ذلك لم يمنع من تحرك كميات ضخمة من السحب الماطرة نحو اليونان وشبه الجزيرة البلقانية.
وتُساهم عدّة عوامل رئيسية في كون تشكُل الأعاصير في البحر المتوسط أمراً نادراً وسريع الحدوث، على رأسها موقع البحر المتوسط في العروض الوسطى في القسم الشمالي من الكُرة الأرضية، وذلك يُعرضه للتيار النفاث الذي يهب في طبقات الجو العُليا، وهذا يعمل على عدم قُدرة الأعاصير على التشكُل، والتطور.
كما يعمل تواجد عدد كبير من الجزر في البحر المتوسط، مثل صقلية وكورسيكا وسردينيا وكريت وقبرص وغيرها، على صدّ تأثير أي إعصار يتشكّل والتقليل من قوّته كثيراً.
شاهد أيضاً:
هل سبق وأن تشكل إعصار في البحر المتوسط؟
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول