حول العالم | منطقة في أوروبا تستقبل ما يزيد عن 400 ملم في أربعة أيام وتُعادل ما يهطل على عمّان في سنة كاملة

طقس العرب - تعتبر التشيك واحدة من المناطق الأكثر تأثراً بالاضطرابات الجوية في القارة الأوروبية، حيث تشهد سنوياً عدة منخفضات جوية تؤدي إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار. ولكن في الآونة الأخيرة، تلقت منطقة تشيكيا هطول كميات أمطار ضخمة وغير مُعتادة، مما شكل حدثاً استثنائياً مقارنة بالعديد من المناطق الأخرى، بما في ذلك الرياض التي قد لا تشهد مثل هذه الكميات خلال عشرات السنوات.

التشيك تُسجل كميات أمطار ضخمة تخطت 400 ملم في أربعة أيام فقط

وبعد صدور البيانات من المراصد العالمية، بينت آخر الرصدات تسجيل كمية هطول أمطار ضخمة بواقع 438.7 ملم خلال فترة قصيرة (أربعة أيام فقط). وبحسب الخبراء في مركز طقس العرب، تعتبر هذه الكمية استثنائية، حيث أن بعض المناطق قد تلقت أكثر من نصف كميتها السنوية من الأمطار في غضون أيام قليلة.

حول العالم | ثلوج في فصل الصيف تُزين جبال الألب بأبهى حلة وتوقعات بالمزيد الأيام القادمة

حيث يتفاوت معدل كميات الأمطار السنوي بشكل كبير حسب المنطقة. بشكل عام، يتراوح معدل الأمطار السنوي بين 600 و 800 ملم. والمناطق الجبلية في الجزء الجنوبي من البلاد قد تشهد معدلات أعلى، بينما المناطق المنخفضة والأراضي السهلية يمكن أن تكون أقل.

مقارنة كميات الأمطار الهاطلة على التشيك ببعض العواصم العربية

وتعتبر الرياض واحدة من المدن التي تقع في منطقة المناخ الصحراوي، حيث تكون كميات الأمطار السنوية منخفضة جداً، تتراوح بين 50 إلى 100 ملم. بالمقارنة، هطول أكثر من 400 ملم من الأمطار في التشيك، وهو ما يعادل ما يمكن أن تتلقاه الرياض في عدة عقود، وتعادل ما يهطل على بعض مناطق العاصمة عمان خلال سنة كاملة أي موسم مطري بالكامل.

موجة باردة مبكرة تترافق بدرجات حرارة تلامس الصفر المئوي مع تجدد العاصفة المطرية على وسط أوروبا (التفاصيل)

الفيضانات والانهيارات الأرضية حاضرة في التشيك

وبسبب كميات الأمطار الهائلة تشكلت السيول وحدثت فيضانات شديدة، مما هدد البنية التحتية والممتلكات وعرض حياة السكان للخطر. كما أدت الأمطار الغزيرة إلى انهيارات أرضية، مما شكل خطراً إضافياً على القرى والمناطق السكنية القريبة من المنحدرات.

التغير المناخي من العوامل المؤثرة في زيادة هطول الأمطار

وقد أشار مختصون طقس العرب إلى أن للتغير المناخي دوراً في زيادة تكرار وشدة الأحداث المناخية القاسية. تشير الدراسات إلى أن ارتفاع درجة حرارة البحار يؤدي إلى زيادة في تبخر المياه، وبالتالي زيادة كمية الرطوبة في الغلاف الجوي، مما يعزز احتمالية هطول أمطار غزيرة. وفي السياق، يشهد البحر الأبيض المتوسط درجات حرارة أعلى من المعتاد على مدار الشهور الماضية ويُعتبر احترار البحر الأبيض المتوسط بمثابة وقود يغذي الاضطرابات الجوية والسحب الرعدية.

كما تلعب التضاريس الجبلية في التشيك دوراً كبيراً في تكثيف الأمطار. عندما تصطدم السحب المحملة بالرطوبة بالجبال، ترتفع وتبرد، مما يؤدي إلى تكثيف الرطوبة وهطول الأمطار بكميات كبيرة.

والله أعلم.