دراسة تؤكد: النساء هنّ الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية

2023-12-26 2023-12-26T20:53:07Z
طقس العرب
طقس العرب
فريق تحرير طقس العرب

طقس العرب - علاقة الإنسان بالبيئة تعتبر علاقة تبادلية وتأثيرية، حيث يتأثر الإنسان بالبيئة ويؤثر فيها بدوره. على مر العقود الأخيرة، شهدت هذه العلاقة تغيرات جوهرية ناتجة عن النشاط البشري المكثف، والذي أدى إلى تداول أكبر للموارد الطبيعية واستخدام تكنولوجيا تسببت في تأثيرات بيئية ضارة.

بدأت آثار هذا التأثير البشري تظهر بشكل واضح في الظواهر البيئية مثل ظاهرة الاحتباس الحراري وتغيرات المناخ. وارتفاع درجات الحرارة العالمي وتغيرات في نمط الطقس أصبحت تشكل تحديات خطيرة للبيئة والحياة على وجه الأرض.

يعد استهلاك الموارد الطبيعية بشكل مفرط وتلوث الهواء والمياه نتيجة لأنشطة الإنسان الصناعية ووسائل النقل أمثلة على كيفية تأثير الإنسان على البيئة. هذه التأثيرات تؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي، وتدهور جودة الهواء والمياه، وتسارع في ذوبان الجليد وارتفاع مستويات سطح البحر.

 

دراسة تؤكد أن النساء الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية

تأثرت حياة البشر عمومًا، وحياة النساء بشكل خاص، بشكل كبير بتغيرات المناخ والاحتباس الحراري. أظهرت دراسة أمم متحدة أن المرأة تعاني بشكل أكبر من رجل من مخاطر التغيرات المناخية والاحتباس الحراري.

تؤكد عدة دراسات صادرة عن هيئات أممية ومنظمات مهتمة بوضع المرأة أن النساء يتأثرن بشكل أكبر بمخاطر التغيرات المناخية نتيجة لدورهن في المجتمع والأسرة، واهتمامهن الكبير بنظافتهن الشخصية، مما يستدعي استهلاك المزيد من المياه، والتي قد تؤدي نقصها إلى إصابتهن بأمراض متعددة، خاصةً خلال فترات الحيض والولادة. تشير الدراسات أيضًا إلى أن معدل وفاة النساء أكثر بـ 14 مرة من الرجال في حالات الكوارث مثل الحرائق والعواصف والأعاصير والفيضانات، حيث يظهر عجزهن عن النجاة. وتُضاف الصحة الإنجابية إلى هذه القائمة، حيث يسبب تغير المناخ ارتفاع نسبة الولادات المبكرة ويؤدي إلى ولادة أجنة صغيرة الحجم، مهددًا بذلك تطور دماغ الجنين وزيادة فرص الموت المفاجئ.

المرأة في شمال أفريقيا ليست محصنة ضد المشاكل الناجمة عن الكوارث المناخية، سواء كانت فيضانات (ليبيا والجزائر) أو جفاف وحرائق (تونس) أو زلازل وحرائق (المغرب). تتسبب هذه الظروف في تأثيرات اقتصادية وصحية واجتماعية سلبية.

 

تأثر المرأة بعواقب التغيرات المناخية : الأسباب 

تؤكد الخبيرة في التغيرات المناخية، آمال جراد، أن النساء يعانين بشكل كبير وغير متناسب من تأثيرات تغير المناخ والاضطرابات البيئية. تشير إلى أن الكوارث الطبيعية، مثل عاصفة "دانيال" في ليبيا، قد أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة، حيث أودت بحياة أكثر من 5000 شخص، وتسببت في نزوح العديد من الأشخاص وتركت الآلاف في وضع صعب. وتشدد على أن النساء والأطفال يكونون الأكثر تأثرًا، نظرًا لنقص تدريبهم على إجراءات النجاة وصعوبة وصولهم إلى الموارد والمعلومات بالمقارنة بالرجال.

تبرز جراد أيضًا تأثير ارتفاع درجات الحرارة وموجات الحر الطويلة على النساء، خاصة في الأعمار المتقدمة. يتأثر النساء العاملات في قطاع الموارد الطبيعية، مثل الزراعة، بالجفاف وندرة الموارد المائية، مما يؤدي إلى تقليل الدخل الزراعي للمزارعات الريفيات وزيادة معاناتهن وأعبائهن المنزلية. وفي هذه الظروف القاسية للمناخ، يضطرن إلى العمل بجهد أكبر لضمان وسائل معيشتهن وأمان الأسرة، مما يجعلهن عرضة بشكل خاص للجوع وسوء التغذية.

تشدد الخبيرة على أن المرأة ليست مجرد ضحية لتغير المناخ، بل يمكن للنساء أن يكون لديهن المعرفة التقليدية ويمكنهن العمل بفعالية لتعزيز أساليب التكيف والتخفيف. تشير إلى أن النساء يستطعن جمع المياه وتخزينها، والحفاظ على الغذاء وترشيده، وإدارة الموارد الطبيعية، وهي مهارات تقتنصها المرأة تقليديًا.

وفي سياق متصل، تُظهر المتحدثة أن هناك مزيدًا من النساء الناشطات في المنظمات الملتزمة بحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ. يتعهدن بتغيير سلوكهن الاستهلاكي لمواجهة التحديات المناخية. تُعبِّر الخبيرة عن أسفها إزاء أقل وجود لهؤلاء النساء الملتزمات في مواقع اتخاذ القرارات المتعلقة بتغير المناخ.

يرى المهندس البيئي والخبير في الشأن المناخي، حمدي حشاد، أن درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة تعد أحد أسباب ظهور فيروس كورونا. يشدد على أن التغيرات المناخية أصبحت عاملًا مهمًا في ظهور الأمراض الفيروسية والتنفسية، مساهمة في سرعة انتشارها واكتسابها للمقاومة ضد المضادات الحيوية والمضادات الفيروسية.

ويعتبر الخبير البيئي أن الثقافة السائدة في بعض المجتمعات تحجب عن المرأة حقوق الإرث وبالتالي لا تمنحها التمكين الاقتصادي الذي يمكنها من التصدي لتأثيرات التغيرات المناخية. يؤكد أن التغيرات المناخية ليست تفرقة جندرية، بل هي سياسات تؤدي إلى عدم المساواة بين المرأة والرجل في هذا السياق.

 

تأثر المرأة بعواقب التغيرات المناخية : الحلول

بالنسبة للحلول التي يمكن أن تقلل من تأثيرات الأزمة المناخية، يُؤكد المهندس البيئي والخبير في الشأن المناخي، حمدي حشاد، أن التشريعات في تونس موجودة، ولكن التحدي يكمن في نقل هذه التشريعات من الإطار القانوني إلى الإطار التنفيذي وتحويلها إلى واقع عملي. يشير إلى أنه على الرغم من وجود حماية قانونية وأطر وتوجيهات، إلا أن هناك نقصًا في الموارد التقنية التي تمكِّن من تنفيذ هذا القانون.

يؤكد المهندس أن الدولة يجب أن تُعطي أهمية لتنفيذ القوانين لدعم المرأة، خاصة الفئات الهشة، وتعزيز التمكين الاقتصادي. كما يشدد على أهمية الاستثمار في التثقيف والتوعية بشأن التغيرات المناخية، حيث يمكن أن يقلل هذا من المخاطر التي تواجه النساء في سياق أزمة المناخ.

 

عواقب تغييرات المناخ على صحة المرأة

أثرت أزمة المناخ بشكل كبير على صحة الجلد وبشرة الإنسان، حيث سجل أطباء الجلد زيادة في الأمراض الجلدية خلال السنوات الأخيرة، والتي ترتبط بعواقب تغير المناخ مثل الصدفية والإكزيما والذئبة، التي يمكن أن تسبب طفح جلدي. كما يحذرون من أن سرطان الجلد يمكن أن يتأثر بالتغيرات في المناخ، وقد يزداد انتشاره في المستقبل بسببه.

تؤكد الدكتورة رباب بوزيان، أخصائية تجميل، أن ارتفاع حرارة الأرض يؤثر سلباً على الحاجز الطبيعي للبشرة، الذي يعتبر الواقي الأول لحماية البشرة من التأثيرات الضارة. ومن بين تأثيرات التغيرات المناخية، نجد جفاف وتشقق البشرة، وظهور علامات الشيخوخة المبكرة، والبثور، وكذلك مرض الإكزيما.

تشير الدكتورة بوزيان إلى أن ضعف الحاجز الطبيعي للبشرة يجعلها أكثر عرضة لمخاطر الأشعة فوق البنفسجية، مما يؤدي إلى نقص في مناعتها وظهور علامات الشيخوخة بشكل مبكر بنسبة تفوق 80٪.

بالنسبة للحلول، يُنصح الأشخاص، وخاصة النساء، باتخاذ احتياطات مثل استخدام الواقي الشمسي وارتداء ملابس تقيهم من الحرارة، والترطيب بشكل جيد.

 

إقرأ أيضًا:

5 أسباب تدعو للتفاؤل فيما يتعلق بالتغير المناخي

التغير المناخي والتدهور البيئي يفاقمان ظاهرة لاجئي المناخ

 


المصدر: arabesque

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
الفرق بين فيروس كورونا والإنفلونزا والحساسية الموسمية ونزلات البرد

الفرق بين فيروس كورونا والإنفلونزا والحساسية الموسمية ونزلات البرد

تسجيل أول إصابة شديدة بإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة

تسجيل أول إصابة شديدة بإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة

تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة

تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة

تونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطق

تونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطق