دراسة تكشف ارتباط حرائق الغابات بزيادة إصابات ووفيات فيروس كورونا

2021-08-18 2021-08-18T07:12:26Z
رنا السيلاوي
رنا السيلاوي
محرر أخبار - قسم التواصل الاجتماعي

طقس العرب - وجد فريق من الباحثين في جامعة هارفارد الأمريكية دليلاً على أن التعرض لمستويات مرتفعة من تلوث الجسيمات الدقيقة الموجود في دخان حرائق الغابات، قد أدى إلى زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا، ومزيدا من الوفيات بين أولئك الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس.

 

خلُصت الدراسة التي نُشرت في مجلة "ساينس أدفانسيز" (Science Advances) إلى أن الدخان الناتج عن حرائق الغابات العام الماضي في كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن ساهم في زيادة كبيرة في حالات الإصابة بفيروس كورونا والوفيات في تلك الولايات.

 

 

الملوثات في دخان حرائق الغابات

شهدت ولاية كاليفورنيا في عام 2020 خمسة من أكبر ست حرائق غابات في تاريخ الولاية الحديث، غطى الدخان الناتج عن هذه الحرائق وعشرات الحرائق الأخرى ولايات غربية في أمريكا، وأطلقت أعمدة ضخمة من الدخان الذي خنق ولايتي أوريغون وواشنطن.

 

يحتوي دخان حرائق الغابات على آلاف المركبات المختلفة، ولكن أحد أكثرها انتشارًا هو الجسيمات التي يبلغ قطرها 2.5 ميكرومتر (PM2.5)، وفي حين تم تخفيض انبعاثات هذه الجسيمات (PM2.5) من حركة المرور والصناعة في السنوات الأخيرة في الولايات المتحدة، إلا أن دخان حرائق الغابات أصبح مصدرًا رئيسيًا لها. 

 

 

المخاطر الصحية لدخان الحرائق

تشير الأبحاث المبكرة إلى أن الدخان قد يكون أكثر سمية مما كان يعتقد سابقًا، إذ يمكن للدخان أن يفاقم أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، كما يمكن أن تكون هناك عواقب مترتبة على الصحة العقلية، بما في ذلك القلق والاكتئاب بسبب العيش تحت غطاء من الدخان.

 

كما يضر استنشاق جسيمات (PM2.5) بقدرتنا على محاربة فيروس كورونا، والأمر المخيف حاليا هو أن متحور دلتا الأكثر فتكًا والأكثر عدوى يؤدي إلى عودة ظهور الوباء، بالتزامن مع حرائق هائلة شهدتها كاليفورنيا وشمال غرب المحيط الهادئ وكندا، و حرائق الغابات التاريخية في تركيا واليونان، وحرائق أخرى في أرجاء العالم.

 

 

جسيمات (PM2.5) وعلاقتها بارتفاع اصابات كورونا

 

تتسبب جسيمات (PM2.5) بأضرار صحية عند دخولها إلى الجسم، وذلك من خلال طريقتين:

 

1. تسهل دخول الفيروس إلى الجسم:

تمتلك خلايا معينة في الجسم شعيرات صغيرة تدفع باستمرار الأجسام الغريبة التي تغزو الجهاز التنفسي العلوي، وتطردها للأعلى وللخارج من خلال المخاط، لهذا السبب نخرج المخاط من الأنف ومن الحلق، وهنا قد تمنع جسيمات (PM2.5) عملية الطرد هذه عن طريق تدمير ومنع بعض هذه الخلايا، مما قد يسهل على فيروس كورونا الدخول إلى الجسم.

 

2. تشتيت انتباه جهاز المناعة:

على عكس الجسيمات الكبيرة، فإن جسيمات (PM2.5) صغيرة بما يكفي لاختراق رئتي الإنسان، مما يؤدي إلى هجوم مناعي من الجسم، وهذا يهيج الرئتين ويضعف الجسم ويتشتت انتباه جهاز المناعة، وهذا يسهل عمل فيروس كورونا في إصابة الجسم وزيادة حدة الأعراض وحتى الوفاة.

 

كيف نحمي أنفسنا من هذه المخاطر؟

على المستوى الفردي، فإن أفضل طريقة لحماية نفسك هي تلقي المطعوم، وارتداء أقنعة الوجه أو الكمامات والتي توفر الحماية ضد كل من الفيروسات وجسيمات (PM2.5)، أو استخدام مرشحات الهواء في المنزل، ويجب اخلاء المكان عندما يكون هناك الكثير من التلوث الدخاني.

 

 

تفاصيل الدراسة وكيف تمت

جمع الباحثون في هذه الدراسة بيانات من 92 مقاطعة في كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن  حيث اندلعت معظم حرائق العام الماضي. ونظرًا لأن فيروس كورونا قد يستغرق أسابيع حتى تظهر أعراض الاصابة به، فقد نظرت الدراسة في الحالات الإيجابية حتى 28 يومًا بعد التعرض لدخان حرائق الغابات. وتبين أن أكثر من نصف المقاطعات - 52 - شهدت زيادة في إصابات كورونا.

 

في جميع المقاطعات التي تمت دراستها، ارتبطت حرائق الغابات بزيادة حالات الإصابة بـفيروس كورونا بنسبة 11% وزيادة الوفيات بنسبة 8%. ومع ذلك، تفاوتت هذه الزيادة على نطاق واسع حسب المقاطعة. في مقاطعة بوت بكاليفورنيا ، ومقاطعة ويتمان بواشنطن ، على سبيل المثال ، ارتفعت الحالات بنسبة 17% و 18% على التوالي. (من هنا تقسيم المقاطعة على حدة)

لتحديد أنواع الجسيمات التي تأتي من دخان حرائق الغابات وأيها من مصادر التلوث الأخرى مثل السيارات، استعان الباحثون ببيانات الأقمار الصناعية، إذ تمكنوا من معرفة مكان ظهور أعمدة دخان حرائق الغابات وإلى أين تتجه، وأظهرت بيانات مراقبة جودة الهواء التابع لوكالة حماية البيئة (EPA) كيف أن هذه الأعمدة تزيد من التلوث على مستوى الأرض.

 

باستخدام البيانات الصحية وتقدير مستويات جسيمات (PM2.5) بدون حرائق الغابات، تمكن الباحثون من نمذجة النسبة المئوية المحتملة لزيادة اصابات فيروس كورونا، وأخذوا في الاعتبار العوامل الأخرى التي قد تؤثر على المعدلات، مثل: درجة الحرارة، والانتشار المحلي للمرض قبل الحرائق، وسكان المقاطعة، وحركة السكان. وكانت هناك تدابير أخرى محتملة التأثير لم تفحصها الدراسة، وهي: استعداد الشخص لارتداء الكمامة، تجمع عائلي مع فرد مصاب، الوضع الاجتماعي والاقتصادي، الظروف الصحية الموجودة مسبقًا للفرد، والتي قد تفسر بعض الإصابات، لكن بشكل عام، لا ينفي ذلك الارتباط القوي الذي وجدوه بين الارتفاع المفاجئ في الهواء الملوث وما يترتب على ذلك من ارتفاع معدلات الإصابة بـفيروس كورونا.

 

ويقول الباحثون أن الأرقام الواردة في دراستهم من المحتمل أن تكون أقل من الواقع لأنهم بحثوا فقط في المقاطعات التي حدثت فيها حرائق الغابات بالفعل - في حين أن الدخان يمكن أن ينتقل لمئات الأميال.

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
الفرق بين فيروس كورونا والإنفلونزا والحساسية الموسمية ونزلات البرد

الفرق بين فيروس كورونا والإنفلونزا والحساسية الموسمية ونزلات البرد

تسجيل أول إصابة شديدة بإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة

تسجيل أول إصابة شديدة بإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة

تونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطق

تونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطق

ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة وطقس يميل للدفء في أغلب المناطق

ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة وطقس يميل للدفء في أغلب المناطق