سفينة لوغوس هوب.. أكبر مكتبة عائمة في العالم تصل شواطئ العقبة يوم الأربعاء

طقس العرب - تستقبل شواطئ مدينة العقبة يوم الأربعاء (25 كانون الثاني/يناير) سفينة "لوغوس هوب"، التي تحمل على متنها "أكبر مكتبة عائمة" في العالم، وستفتح أبوابها للجمهور في اليوم الثاني من وصولها.

"لوغوس هوب" تستقبل الزوار لنشر المعرفة والأمل

قال مدير مشروع المكتبة العائمة في الأردن غابولاني ملامبو في تصريح صحفي، الاثنين، إن "سفينة دولوس شقيقة لوغوس هوب زارت ميناء العقبة في عام 2005، واستقبلت قرابة 33 ألف زائر، متوقعا أن تستقبل لوغوس هوب 60 ألف زائر".

وأضاف ملامبو أن السفينة التي يبلغ طولها 132 مترا، أكبر مكتبة عائمة في العالم، وتديرها منظمة "دجي بي اي شيبس" غير الربحية مقرها في ألمانيا، بهدف نشر المعرفة والأمل في كل ميناء تزوره، ووقع اختيار السفينة على بورسعيد لتكون أولى وجهاتها في العام الجديد، ومن بعدها مدينة العقبة.

وقد أعدت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، برنامجا لاستقبال الباخرة حال وصولها بالفلكلور الشعبي والترحيب على طريقة أهالي العقبة الخاصة، بما يعكس هوية المدينة الساحلية وعراقة ماضيها التاريخي.

ويتضمن برنامج السفينة، بيع الكتب بأسعار رمزية ومخفضة، وتوزيع بعض الهدايا التذكارية؛ مثل الحقائب والأكواب والأقلام والميداليات والأساور تقديرا للجهمور على زيارتها.

ما المميز في "لوغوس هوب"؟

يعمل على متن "لوغوس هوب" 330 شخصا من 70 دولة حول العالم، ما يجعل تجربة زيارة السفينة فريدة من نوعها. شباب يافعين يحبون السلام والثقافة والتواصل مع كل العالم، يسعون إلى رأب الصدع في الخلاف بين الحضارات والثقافات العالمية المختلفة، سواء في محيطهم الصغير داخل حدود السفينة، أو خارج حدود السفينة فى كل بلد أو ميناء يقومون بزيارته، ليعم السلام والإيجابية فيما بينهم، ويصدرونها إلى كل الموانىء التى يمرون بها.

ويوجد على متن سفينة "لوجوس هوب" (Logos Hope) - والتي يعني اسمها "شعارات الأمل" - نحو نصف مليون كتاب، وتتسع مكتبة العرض فيها لخمسة آلاف كتاب فقط، لذلك يختار المتطوعون على السفينة الكتب التي يتم عرضها بعناية وفقا للغة وثقافة الدولة التي ترسوا فيها.

ويتاح للزوار التجول في الطابق الأول للسفينة، وينقسم هذا الطابق لجزئين أحدهما على شكل نصف دائرة وهي مكتبة العرض والآخر عبارة عن مسرح لإقامة عروض ثقافية لطلاب المدارس.

المكتبة تضم عناوين متنوعة للأدب والعلوم والرياضيات وقسما مخصصا لقصص الأطفال وآخر لتطوير الذات وفنون الطهي. وعند انتهاء تجربة التصفح واختيار الكتب يتوجه الزوار لقسم الحسابات للشراء.

وترسو السفينة كل ثلاثة أسابيع تقريبا في ميناء مختلف، وفي حفل استقبال السفينة في كل ميناء يرتدي أفراد الطاقم الملابس الوطنية للدولة التي ترسو فيها، ليقدموا ما يعرف "بعرض الأمم" أو parade of nations يتحدثون خلاله عن تجربة مجيئهم للتطوع على متن السفينة.

بعد انتهاء الافتتاح يبدأ الزوار بالتوافد، وهنا تجد أحد المتطوعين في استقبالك عند صعود سلم السفينة ليوجهك إلى غرفة مغلقة تقوم فيها إحدى المتطوعات بشرح هيكل السفينة وما الذي يمكنك رؤيته على متنها.

قصة سفينة لوغوس هوب: من سفينة سياحية لمكتبة ضخمة

بنيت سفينة لوغوس هوب عام 1973 في ميناء ريندسبورج شمالي ألمانيا، وعملت كسفينة شحن لعدد من الشركات على مدى عشر سنوات. وعام 1983 تم بيعها لشركة عبارات في جزر فاروا الدنماركية لتنقل المسافرين والبضائع صيفا بين أيسلندا والنرويج، حتى بيعت في مارس عام 2004 لشركة Good Books For All وهي شركة ألمانية خيرية تمتلك عددا من المكتبات العائمة التي تجول موانئ العالم.

شهدت لوغوس هوب عمليات تجديد واسعة في حوض لبناء السفن في كرواتيا، حيث تم استبدال مساحة تخزين السيارات على السفينة بأرضية خشبية صممت لتكون مكتبة تستوعب 5000 كتاب. كما أضيفت للسفينة غرف أنيقة لأفراد الطاقم ومساحات لإقامة العروض الثقافية، وفي عام 2009 أطلقت المؤسسة الألمانية الخيرية Good Books For All السفينة بشكل رسمي كمكتبة عائمة.

وزارت السفينة لوغوس هوب أكثر من 480 ميناء في 150 دولة في العالم، واستقبلت خلال 13 عاما قرابة 49 مليون زائر على متنها، وما تزال ترفع شعار "تبادل المعارف وتقديم المساعدة والأمل" في كل ميناء تزوره.

وخلال إبحارها الطويل رست لوغوس هوب في عدة دول عربية كان آخرها لبنان وليبيا قبل أن تنزل مرساتها في ميناء بورسعيد بمصر، الذي ستظل فيه حتى 23 من الشهر الجاري، لتبحر بعده إلى مدينة العقبة جنوب الأردن.