شهب التوأميات.. ختام السنة مع عرض سماوي مضيء بمعدل 120 شهابا في الساعة

طقس العرب - مع اقتراب نهاية العام، يستعد هواة الفلك من كل بقاع الوطن العربي والعالم لاستقبال واحد من أهم الأحداث الفلكية السنوية، وهو زخة شهب "التوأميات" (Geminid meteor shower)، والتي تبلغ ذروتها مساء 13 و14 ديسمبر/كانون الأول الجاري وحتى طلوع الصباح. 

ما يميز زخة الشهب عن الايام العادية، أنه يمكنك أن تُصادف القليل من الشهب هنا وهناك في السماء خلال الليالي العادية، لكن في ليالي الزخات الشهابية يرتفع المعدل كثيرا، وفي حالة "التوأميات" فإن هذا المعدل قد يصل إلى 120 شهابا في الساعة الواحدة في المناطق البعيدة عن الأضواء.

وما يميز شهب التوأميات عن غيرها من الزخات أن عدد الشهب فيها هو الأكبر من بين باقي زخات الشهب، كما أن الشهب فيها تكون أفضل للرصد لكونها بطيئة (بالمقارنة مع بقية الشهب) مما يجعلها تظهر لفترة أطول من الزمن، حيث تبلغ سرعة شهب التوأميات 35 كيلومتر في الثانية.

وتنتج زخة شهب التوأميات، من مرور الأرض، خلال دورتها المعتادة حول الشمس، في منطقة بقايا تركها الكويكب "3200 فايثون" (Phaethon)، والذي يعتقد علماء الفلك أنه قد يكون مذنبا خاملا أو نوعا جديدا من الأجسام يسمى "المذنب الصخري"، وهذا أدى إلى جعل بقايا الحطام والمخلفات التي انفصلت عن الكويكب على مر السنين تشكل سحبا أكثر كثافة مما تتركه معظم المذنبات وراءها، فتحترق تلك البقايا عندما تدخل إلى الغلاف الجوي بسرعات هائلة، مسببة هذا اللمعان الشديد للشهب، وينتهي احتراق الشهاب كاملا على ارتفاع عدة كيلومترا لذلك لا يصل إلى سطح الأرض.

للمزيد: ما هي الشُهب؟ ولماذا تظهر ساطعة في سماء الأرض؟

وعادة ما تحدث زخة شهب التوأميات بين 4 و17 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، إلا أنها تبلغ ذروتها في 13 و14 من الشهر ذاته، فتكون فرصة مناسبة لرصد الشهب.

كيف يمكن مشاهدة الشهب؟

أفضل مكان يمكن أن ترى منه الشهب هو الأماكن النائية البعيدة عن إضاءة المدينة، لذلك عادة ما تنشط الرحلات للصحراء في ليالي تساقط الشهب، لكن رغم ذلك يمكنك رصد الشهب بالعين المجردة في مناطق أخرى بحيث يعتمد مدى وضوح الشهب على حجم الإضاءة المحيطة بالمكان، ودرجة لمعان الشهاب نفسه.

لكن هذا العام (2022) يشرق القمر ليلة 13 ديسمبر حوالي الساعة 10:00 مساء بتوقيت مكة المكرمة، وسيكون وجه القمر مضيئا بأكثر من الثلثين، . مما يقلل فرصة رؤية بعض الشهب، والتي سيزداد عددها كلما اقتربنا من موعد شروق الشمس، لكن هذا لن يمثل مشكله لثني هواة الظواهر الفلكية عن التوجه إلى الخارج ورصد الحدث.