طقس العرب - بالرغم من التطور الذي وصل إليه العالم في يومنا هذا إلا أنه ما يزال من الصعب الوصول إلى تقديرات دقيقة لمناطق الفقر في العالم، مما يؤدي إلى عدم كفاية توزيع الموارد وتزويدهم بالمساعدات التي يحتاجونها، ومع أن العالم حقق نجاحات ملحوظة في الحد من الفقر على مدى العقدين الماضيين، فلا يزال ما يقرب من مليار شخص يعيشون بدون الحصول على كهرباء ميسورة التكلفة، مما يؤثر سلبًا على صحتهم ورفاهيتهم، ويعيق التنمية المستدامة.
اقترحت دراسة حديثة بقيادة المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية (IIASA) استخدام طريقة جديدة لتقدير مستوى الرفاهية الاقتصادية العالمية باستخدام صور الأقمار الاصطناعية الليلية.
منذ حوالي 30 عاماً، استخدم العلماء مثل صور الأقمار الاصطناعية الليلة - المعروفة باسم "الإشعاع الليلي" أو "الأضواء الليلية" - لدراسة النشاط البشري ورسم خرائط للقضايا المتعلقة بالنمو الاقتصادي أو الفقر أو عدم المساواة ، لا سيما في الأماكن التي تفتقر إلى مثل هذه البيانات.
إذ تُشير المناطق ذات الإضاءة الساطعة إلى مناطق أكثر تطورًا مثل العواصم، بينما تشير المناطق غير المضاءة في الليل إلى تطور محدود، وهذا مؤشر جيد للكشف عن الفقر، ما يسهل استهداف تلك الأماكن للتخفيف من حدة الفقر والتركيز عليها لتحسين الخدمات والبنى التحتية لزيادة الرفاهية الاقتصادية والصحة ورفع مستوى التعليم.
مع استخدام صور الأقمار الاصطناعية الليلة، وجد العلماء أن 19% من إجمالي الأماكن المؤهولة على الأرض لم تكن مضاءة، وكانت غالبية المناطق المؤهولة غير المضاءة في إفريقيا (39%) وآسيا (23%). وإذا تم النظر في المناطق الريفية فقط، فقد تبين أن 65% من المناطق الريفية في أفريقيا غير مضاءة بينما وصلت النسبة في آسيا إلى 40%. تشير هذه النتائج إلى وجود ارتباط قوي بين زيادة النسب المئوية للمجتمعات غير المضاءة وانخفاض الرفاهية الاقتصادية.
والمثير للدهشة أن هناك أيضًا كميات كبيرة نسبيًا من الأماكن المأهولة غير المضاءة في البلدان المتقدمة، ولا سيما أوروبا، ويمكن أن تكون هناك عدة أسباب لهذه النتيجة، بما في ذلك تزامن مرور القمر الاصطناعي فوق تلك المناطق مع انخفاض النشاط البشري بعد منتصف الليل، ولكن قد يكون أيضًا بسبب اتباع أساليب توفير الطاقة من قبل مالكي المنازل والحكومات وقطاع الصناعة.
يمكنكم مشاهدة العالم ليلا من الفضاء عبر صور الأقمار الاصطناعية من خرائط جوجل من هنا
وقد لاحظ الباحثون أن الحكومات عادةً تقوم بإعطار الأولوية لتوسيع شبكات الكهرباء للمناطق الحضرية بدلاً من المناطق الريفية، لكن يؤكد الباحثون أن إيصال الكهرباء إلى الضواحي والأرياف أمر بالغ الأهمية لزيادة الرفاهية الاقتصادية والصحة والتعليم، نظرًا لأن أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs) تشمل على وجه التحديد "الوصول إلى الطاقة الحديثة والموثوقة والمستدامة والميسورة التكلفة للجميع"، فإن تحديد جميع المجالات التي تفتقر إلى هذا الوصول أمر بالغ الأهمية، وهذا ما تسعى إليه هذه الدراسة.
قد يهمك أيضا: كم عدد الأقمار الاصطناعية التي تدور حول الأرض؟ حقائق وارقام ستدهشك
قد يهمك أيضا: عاصفة شمسية تتسبب بخسارة 40 قمرا اصطناعيا ضمن شبكة ستارلينك
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول