طقس العرب - يُراقب المختصون الجويون بمركز المراقبة الجوية في طقس العرب آخر ما تشير أنظمة الاستشعار عن بُعد والمطورة داخليًا، إضافة إلى ما ترصده أنظمة الرصد حول الإعصار الاستوائي (ميلتون) الذي تطور اليوم إلى الدرجة القصوى، وهي الدرجة الخامسة، مع بزوغ عين الإعصار التي تلتف حولها كميات ضخمة جدًا من السحب الركامية المحملة بكميات كبيرة من الأمطار وعواصف رعدية شديدة، مصحوبة برياح عاتية الآن فوق مياه غرب المحيط الأطلسي.
بعد مراقبة آخر ما تشير إليه معطيات النمذجة الحاسوبية في مركز طقس العرب، يُتوقع أن يستمر الإعصار بالتحرك باتجاه شمالي شرقي إلى شرقي داخل مياه خليج المكسيك ليضرب الساحل الغربي لولاية فلوريدا بقوة مساء الأربعاء، قبل تراجعه الخميس وعبوره إلى الجانب الشرقي للولاية متجهًا نحو المحيط الأطلسي. يمكن بيان توقعات المسار والشدة بالنقاط التالية وفقًا لآخر التحديثات وهي قابلة للتحديث حسب التطورات التي قد تطرأ على الإعصار:
الأربعاء: يستمر الإعصار الضخم بالتحرك باتجاه شمالي شرقي ويتراجع تصنيفه إلى الدرجة الرابعة، ويؤثر بشكل مباشر على الساحل الغربي لولاية فلوريدا في تمام الساعة 9 مساءً حسب التوقيت الشرقي للولايات المتحدة (4 فجر الخميس بتوقيت مكة المكرمة)، مصحوبًا برياح عاتية وأمطار طوفانية وأمواج هائجة.
الخميس: يستمر الإعصار بالتحرك شرقًا بعد دخوله اليابسة، لكن يحدث تراجع في تصنيفه ليصبح في الدرجة الأولى، وهي درجة ذات خطورة مرتفعة أقل، لكنه يصحبه أمطار شديدة ورياح عاتية ويهدد بالفيضانات وغمر المناطق الساحلية بالأمواج.
الجمعة: يقطع الإعصار اليابسة ويصل نحو مياه المحيط الأطلسي، مما يجعله تحت المراقبة نتيجة احتمالية تطور النظام الاستوائي لدرجات متقدمة بفعل دفء سطح مياه المحيط الأطلسي.
وبحسب آخر مخرجات النمذجة الحاسوبية المتطورة في مركز طقس العرب، تتوقع النماذج العددية أن ولاية فلوريدا ستشهد هطول أمطار قد تصل إلى قرابة 500 ملم خلال فترة مرور الإعصار المداري مولتين. وبحسب الخبراء في مركز طقس العرب، تعتبر هذه الكمية استثنائية.
وقد ساهمت حرارة خليج المكسيك بشكل كبير في تطور الإعصار، حيث إن درجات الحرارة المرتفعة للمياه (حوالي 30 درجة مئوية) توفر الطاقة اللازمة لتغذية الإعصار. تؤدي هذه الحرارة إلى تبخر كميات كبيرة من الماء، مما يزيد من الرطوبة في الهواء، وهو عنصر أساسي لتكوين السحب والعواصف. كما يحدث عدم استقرار جوي نتيجة تفاعل الكتل الهوائية الدافئة والرطبة مع الكتل الهوائية الباردة. بالإضافة إلى ذلك، توفر حرارة المياه بيئة مناسبة لعمليات تدوير الهواء، مما يعزز نمو العواصف المدارية.
ورجح خبراء طقس العرب أن إعصار مولتين قد يكون الأقوى منذ بدء موسم الأعاصير الأطلسية، حيث حقق سرعات رياح تصل إلى مستويات قياسية (285 كيلومترًا في الساعة)، مما جعله يتصدر قائمة الأعاصير القوية. وقد تزامن الإعصار مع ظروف بحرية مثالية، حيث كانت مياه خليج المكسيك دافئة، مما زود الإعصار بالطاقة اللازمة لتعزيز قوته. بالإضافة إلى ذلك، كانت البيئة الجوية المحيطة مهيأة لتطوره، مع غياب الرياح العليا القوية التي قد تعيق نموه. بفضل حجمه الكبير، أثر مولتين بشكل كبير على المناطق المتضررة، وتحديدًا ساحل خليج يوكتان، مما أدى إلى هطول أمطار غزيرة ورياح شديدة قبل توجهه نحو فلوريدا الأربعاء.
والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول