طقس العرب يكشف سبب تواتر موجات الحر على أجزاء واسعة من القارة الأوروبية والمغرب العربي .. فهل للاحتباس الحراري دورٌ فيها؟

2021-08-14 2021-08-14T10:15:52Z
محمد عوينة
محمد عوينة
مُتنبئ جوي

طقس العرب - ما زالت أجزاء واسعة من جنوب القارة الأوروبية بالإضافة للمغرب العربي، تتأثر فعلياً بموجة حارة، تميزت بطول فترة تأثيرها وجفافها، جالبتاً معها أجواء شديدة الحرارة وغير مُعتادة للمناطق الجنوبية من القارة الأوروبية التي تُعرف بطقسها المُعتدل صيفاً، وتعتبر وجهة للسُياح في مثل هذا الوقت من العام، ويستعرض معكم طقس العرب في تقرير مفصل أبرز الأسباب لتوالي موجات الحر على مناطق دون غيرها، وتالياً التفاصيل:

 

سبب تواتر موجات الحر على جنوب اوروبا والمغرب العربي

ورد الكثير من الاستفسارات لطقس العرب، عن سبب توالي موجات الحر على جنوب القارة الأوروبية والمغرب العربي، وعن حقيقة الاحتباس الحراري ومدى تأثيره في طقس النصف الشمالي للكرة الأرضية، لاسيما مع تسجيل درجات حرارة قياسية أبرزها ما سُجل في جزيرة صقلية الايطالية كأعلى درجة حرارة في تاريخ السجلات المناخية الخاص بالقارة الأوروبية، ويُجيب طقس العرب أن هناك عوامل جوية معقدة تشكّل ظواهر الطقس في العالم وأوروبا بشكل خاص.

 

وفي التفاصيل، لعلّ السبب المباشر والأبرز في تعرض مناطق جنوب القارة الأوروبية والمغرب العربي للموجة الحارة، يكمُن في ثبات توزيع الأنظمة الجوية والذي أدى بدوره إلى تواجد منخفضات جوية في طبقات الجو العالية باستمرار على أجزاء من شمال وغرب القارة الاوروبية والبحر الاسود، في حين تواجد مرتفع جوي قوي وعنيد على الحوض الغربي والأوسط للمتوسط، هذه العناصر الجوية عملت على تكوين تيار هوائي حار من القارة الافريقية مندفعاً إلى جنوب أوروبا، ليس ذلك فحسب، بل عملت المنخفضات الجوية الواقعة شمال غرب القارة الأوروبية على حصر الكُتلة الهوائية الحارة لفترة زمينة أطول مع اشتدادها بعد بمشيئة الله.

 

 

ولأيام عديدة متواصلة، استمر اندفاع الكتل الهوائية الحارة على نفس المناطق دون غيرها، الأمر الذي أدى الى ارتفاع كبير على درجات الحرارة على تلك المناطق، لعل أبرزها ما وصل في العاصمة تونس بواقع 49 درجة مئوية، إذ تُعد درجة الحرارة الأعلى منذُ 80 عاماً، فيما عمت مناطق واسعة من جنوب القارة الأوروبية درجات حرارة في مستويات تراوحت بين بداية ومنتصف الأربعينيات.

 

ما حقيقة الاحتباس الحراري 

كَثُر تداول مصطلح الانحباس الحراري كثيراً في الآونة الأخيرة وربط موجات الحرّ وحرائق الغابات بها، ويوضح طقس العرب: بأن مما لُبس فيه أن الغازات الدفيئة لها دور مُباشر في ارتفاع درجات الحرارة العالمية، كعامل من عدة عوامل تؤثر في مناخ الكرة الأرضية، لعلّ أبرزها الدورات المناخية الطبيعية التي يمرّ بها كوكب الأرض، والزحف العُمراني، جنباً إلى جنب مع عوامل اخرى، إذ تُعتبر الغازات الدفيئة جزءاً منها، ولكن يبقى السبب الأبرز هو توزيع الكتل الهوائية وحرارة مياه المحيطات في النصف الشمالي من الكرة الأرضية هو العامل الأساسي والأكثر وضوحاً.

 

اقرأ ايضاً : ما هي أسباب الاحتباس الحراري وتغير المناخ.. وما هي العواقب المحتملة

 

ولن نخوض في الاسباب المُفتعلة من الانسان مباشرة بحدوث الحرائق، لكن سنخوض بالأسباب الطبيعية المُسببة لها، وللطقس الدور الرئيسي فيها، ولعل ابرزها: ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الهواء، ونشاط سرعة الرياح الجافة التي تعمل بدورها على تحريك الاشجار وحكّها ببعضها بعضاً مما يسبب حدوث شرارة نارية تكون بداية حدوث الحريق، كما للغيوم ذات القاعدة العالية دورٌ بارزٌ للحرائق لاسيما تلك التي حدثت في الجزائر وتونس عن طريق نشاط الصواعق التي تضرب الارض، مما يجعلها خطر ومُسبباً في حدوث الحرائق. 

 

للمُهتمين والمُختصين:

شهد مُعامل التذبذب للقطب الشمالي (AO) قيماً متعادلة إلى إيجابية خفيفة وهو ما يعني ضعف حركة التيارات النفاثة ومنع (تقليل) من اندفاع الهواء البارد للعروض شبه مدارية (منع الهواء المعتدل من الوصول لجنوب اوروبا وحوض المتوسط)، على جانبٍ أخر شهد معامل شمال الأطلسي (NAO) ايجابية في مُعامله خلال الفترة الماضية وهو ما يُفسر اندفاع الاحواض العلوية بقوة شمال غرب القارة الأوروبية وتنامي المرتفع الجوي جنوب القارة الأوروبية ليحكم قبضته في تلك المناطق، على صعيد أخر تشهد المنطقة الاستوائية في المحيط الهادئ تنامي لظاهرة اللانينا المودوكي، الأمر الذي أدى بشكلٍ غير مُباشر في ضعف المرتفع الجوي شبه المداري على شمال الجزيرة العربية على حساب وسط المتوسط. 

 

ويعمل المرتفع الجوي العلوي الكامن فوق الحوض الغربي والأوسط للمتوسط على تسخين الهواء في طبقات الجو السفلى بسبب عملية ديناميكية مسمات بالتسخين تحت الضغط، حيث ومع انضغاط الهواء في منطقة معينة تحت تأثير مرتفع جوي في طبقات الجو العالية تنشأ كتلة هوائية ساخنة سطحية تختلف شدتها حسب المنطقة وشدة المرتفع الجوي وأيضا حسب فترة تشكلها خلال السنة، ففي حالة ما حدث ويحدث في شمال افريقيا وجنوب اوروبا، فإن ارتفاع مؤشر شمال الأطلسي، تسبب بشكلٍ مباشر في تشكل مرتفع جوي ضخم وقوي في طبقات الجو العالية عمل على تسخين الهواء السطحي وهو ما يسمى بالقبة الحرارية. 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
السعودية: مؤشرات أولية على حالة جوية ماطرة جديدة تؤثر على المملكة الأسبوع الأخير من نوفمبر

السعودية: مؤشرات أولية على حالة جوية ماطرة جديدة تؤثر على المملكة الأسبوع الأخير من نوفمبر

السعودية | توقعات الطقس وفرص الأمطار ليوم الأحد 17-11-2024

السعودية | توقعات الطقس وفرص الأمطار ليوم الأحد 17-11-2024

إجلاء ربع مليون شخص وتعليق الرحلات الجوية في الفلبين بسبب إعصار "مان-يي"

إجلاء ربع مليون شخص وتعليق الرحلات الجوية في الفلبين بسبب إعصار "مان-يي"

المسند: بقي على المربعانية 20 يوماً

المسند: بقي على المربعانية 20 يوماً