طقس العرب - يعيش سكان قطاع غزة في ظروف صعبة حيث يشغل الانتظار معظم أيامهم، ويجد الغزيون أنفسهم ينتظرون في طوابير طويلة لساعات طويلة، حيث يتعين عليهم حجز أدوار يومية لضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية ومع تفاقم أزمة نقص المياه، أصبحت طوابير الانتظار للحصول على المياه الصالحة للشرب جزءًا لا يتجزأ من حياة سكان غزة.
وفي منطقة مخيم جباليا شمال القطاع، يحجز بعض الأشخاص دورهم قبل غروب الشمس، بينما يبذل آخرون جهدًا كبيرًا لضمان تأمين المياه، حتى إن بعض المسنين والمرضى الذين لا يستطيعون الوقوف في الطوابير يعتمدون على أبنائهم أو أقربائهم لحجز دور لهم.
وتسببت إمدادات المياه الملوثة والمياه الجوفية المالحة في تفاقم حالة الأمراض بين الناس، ومع تحذيرات دولية من خطر وفاة الأطفال جراء شح المياه، وفي الفترة الأخيرة، قام الجيش الإسرائيلي بزيادة تفاقم أزمة المياه عبر استهداف الخزانات الرئيسية في مناطق شمال وجنوب القطاع، واستهداف محطات التحلية، مع منع إدخال الوقود الضروري لتشغيل هذه المحطات.
ووفقًا لتصريحات الأمم المتحدة، يتم حاليًا تلبية ما يقارب 5% فقط من احتياجات غزة من المياه، مما يعكس حجم التحديات التي يواجهها السكان في ظل هذا النقص الحاد في إمدادات المياه.
البحث عن نقطة مياه نظيفة للشرب في قطاع غزة يشكل رحلة محفوفة بالمخاطر تمتد لساعات، هكذا وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر معاناة سكان القطاع حيث يضطر سكان القطاع المحاصر، الذين نجوا من المروحيات الحربية والعمليات العسكرية المستمرة، لقضاء معظم وقتهم في البحث عن كميات قليلة من المياه الشرب، التي يحصلون عليها بجهد كبير بوسائل مختلفة تفتقر إلى وسائل الوقاية من التلوث.
يشهد قطاع غزة أزمة مأساوية في نقص مياه الشرب منذ بداية الحرب الواسعة النطاق ضد المنطقة المحاصرة، وهذه الأزمة تتعمق مع مرور الأيام نتيجةً لقطع وتدمير خطوط المياه الرئيسية التي تمد سكان غزة بالمياه، ومن القصص المؤثرة تأتي قصة خميس المغربي (54 عامًا) الذي نُزح من مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، حيث يتجول في مناطق مختلفة من المدينة ابتداءً من الساعة الخامسة فجرًا بحثًا عن غالون من مياه الشرب لعائلته الكبيرة المكونة من 28 فردًا.
وتمر الساعات، دون أن يتمكن من توفير كميات كافية من المياه؛ بسبب النقص الكبير والازدحام الشديد في طوابير السكان، ويتكرر المشهد في الأيام التالية، ويحصل بصعوبة على غالون من المياه، الذي يضطر إلى الاكتفاء به ليومين آخرين، ويبقى النجاح هنا هو عنوان لقصة خميس الذي يعني أنه حصل على فرصة للبقاء أو بمعنى آخر نجح في النهاية في العثور على كميات قليلة من أحد أهم مقومات البقاء على قيد الحياة.
يصف المغربي هذه التحديات قائلاً:
"أتنقل سيرًا على الأقدام بين مناطق عدة طوال ساعات النهار، للبحث عن مياه الشرب. أستخدم عربات تجرها خيول تنقل المياه بطرق بدائية، أو أتوجه إلى صنابير المياه داخل مراكز الإيواء والمستشفيات، ولكنها لا تلبي احتياجات الآلاف من السكان الذين يصطفون في طوابير طويلة للحصول على القليل من مياه الشرب.
من المتوقع تأثر قطاع غزة تدريجياً فجراً وصباح يوم الاثنين، بامتداد منخفض جوي يتمركز شمال البحر الأسود، مصحوب بكتلة هوائية باردة نسبياً، بحيث تتهيأ الفرصة تدريجياً إلى هطول زخات متفرقة من الأمطار، وتستمر على فترات نهار يوم الاثنين، وفي ساعات الليل يحتمل هطول زخات خفيفة من المطر، هذا وقد تصل كمية الأمطار المتوقع سقوطها على القطاع بمشيئة الله حوالي 10 ملم، أي ما يعادل 10 لترات لكل 1 متر مربع، لذا من الممكن استغلال هذه الأمطار وتجميعها.
أعرف أيضا:
كيف سيستقبل سكان قطاع غزة فصل الشتاء؟
معاناة قطاع غزة البيئية تتفاقم مع الحرب
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول