ظاهرة النينيو تطورت في المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ للمرة الأولى منذ سبع سنوات

2023-07-07 2023-07-07T05:20:33Z
طقس العرب
طقس العرب
فريق تحرير طقس العرب

طقس العرب - (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)) - تطورت ظروف ظاهرة النينيو في المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ للمرة الأولى منذ سبع سنوات، لتمهد الطريق لحدوث ارتفاع محتمل في درجات الحرارة العالمية وأنماط الطقس والمناخ المضطربة.

ويتوقع تحديث جديد صادر من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) أن هناك احتمالاً بنسبة 90 في المائة لاستمرار ظاهرة النينيو خلال النصف الثاني من عام 2023. ومن المتوقع أن تتسم هذه الظاهرة بقوة معتدلة على أقل تقدير. ويجمع التحديث الصادر عن المنظمة (WMO) بين التنبؤات وإرشادات الخبراء من جميع أنحاء العالم.

وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) البروفيسور بيتيري تالاس: "إن ظهور ظاهرة النينيو سيزيد كثيراً من احتمال تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة وإحداث المزيد من الحرارة الشديدة في أجزاء كثيرة من العالم وفي المحيطات".

وقال: "إن إعلان المنظمة (WMO) عن ظاهرة النينيو هو بمثابة إشارة إلى الحكومات في جميع أنحاء العالم لحشد الاستعدادات من أجل الحد من الآثار التي تلحق بصحتنا ونظمنا الإيكولوجية واقتصاداتنا". وأضاف قائلاً: "إن الإنذارات المبكرة والإجراءات الاستباقية للظواهر الجوية المتطرفة المقترنة بهذه الظاهرة المناخية الكبرى أمر حيوي لإنقاذ الأرواح وسبل العيش."

وتحدث ظاهرة النينيو في المتوسط كل سنتين إلى سبع سنوات، وتستمر النوبات عادةً من تسعة إلى 12 شهراً. وهي نمط مناخي يحدث بشكل طبيعي ويقترن بارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ. ولكنه يحدث في سياق تغير مناخي ناجم عن الأنشطة البشرية.

 

 

وتحسباً لظاهرة النينيو، توقع تقرير صادر عن المنظمة (WMO) في أيار/ مايو أن هناك احتمالاً بنسبة 98 في المائة بأن تكون سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة، وفترة السنوات الخمس ككل، هي الأدفأ على الإطلاق، محطمة بذلك الرقم القياسي المسجل في عام 2016 عندما كانت ظاهرة النينيو قوية بشكل استثنائي.

وذكر تقرير المنظمة (WMO) الصادر في أيار/ مايو، بقيادة مكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة (Met Office) بالتعاون مع جهات شريكة في جميع أنحاء العالم، أن هناك احتمالاً بنسبة 66 في المائة أن يكون المتوسط السنوي لدرجة الحرارة العالمية القريبة من السطح بين عامي 2023 و2027 بشكل مؤقت أعلى من مستويات ما قبل العصر الصناعي بـ1.5 درجة مئوية لمدة عام واحد على الأقل.

وقال البروفيسور كريس هيويت، مدير خدمات المناخ في المنظمة (WMO): "إن هذا لا يعني أننا سنتجاوز في السنوات الخمس المقبلة مستوى 1.5 درجة مئوية المحدد في اتفاقية باريس لأن هذا الاتفاق يشير إلى احترار طويل الأجل على مدى سنوات عديدة. ومع ذلك، فإن هذا بمثابة جرس إنذار آخر، أو إنذار مبكر، ينبهنا إلى أننا لا نسير بعد في الاتجاه الصحيح للحد من الاحترار في حدود الأهداف المحددة في باريس في عام 2015 والتي تهدف إلى الحد بشكل كبير من آثار تغير المناخ".

ووفقاً لتقارير حالة المناخ العالمي الصادرة عن المنظمة (WMO)، فإن عام 2016 هو العام الأدفأ على الإطلاق بسبب "الضربة المزدوجة" لظاهرة النينيو البالغة القوة والاحترار الناجم عن الأنشطة البشرية من غازات الدفيئة. وعادة ما يظهر التأثير على درجات الحرارة العالمية في العام التالي لتطورها، ومن ثم من المرجح أن يكون أكثر وضوحاً في عام 2024.

وكان متوسط درجة الحرارة العالمية في عام 2022 أعلى من متوسط الفترة 1900-1850 بنحو 1.15 درجة مئوية بسبب ظاهرة النينيا الثلاثية التبريد.

 

التأثيرات النموذجية لظاهرة النينيو

تقترن ظاهرة النينيو عادة بزيادة هطول الأمطار في أجزاء من المناطق الجنوبية في أمريكا الجنوبية وجنوب الولايات المتحدة والقرن الأفريقي ووسط آسيا.

وفي المقابل، من شأن ظاهرة النينيو أن تتسبب أيضاً في حدوث موجات جفاف شديدة فوق أستراليا وإندونيسيا وأجزاء من المناطق الجنوبية من آسيا وأمريكا الوسطى والمناطق الشمالية من أمريكا الجنوبية.

وخلال فصل الصيف الشمالي، يمكن لمياه النينيو الدافئة أن تغذي الأعاصير في وسط/ شرق المحيط الهادئ، بينما يمكن أن تعيق تكوين الأعاصير في حوض المحيط الأطلسي.

وتخلف ظاهرة النينيو عموما تأثيرا معاكسا لظاهرة النينيا التي وقعت في الآونة الأخيرة، والتي انتهت في وقت سابق من عام 2023.

 

 

الحالة الراهنة والتوقعات

منذ شباط/ فبراير 2023، ارتفع متوسط درجات حرارة سطح البحر الشهرية الشاذة في وسط شرق المحيط الهادئ الاستوائي ارتفاعاً كبيراً، حيث ارتفع من حوالي نصف درجة مئوية أقل من المتوسط (-0.44 في شباط/ فبراير 2023) إلى حوالي نصف درجة مئوية فوق المتوسط (+0.47 في أيار/ مايو 2023). وفي الأسبوع المتمركز في 14 حزيران/ يونيو 2023، استمرت الزيادة في الشذوذ في درجة حرارة سطح البحر الدافئ، لتصل إلى قيمة +0.9 درجة مئوية.

وتشير الأدلة الجماعية المستمدة من رصدات المحيطات والغلاف الجوي بقوة إلى وجود ظروف ظاهرة النينيو في المحيط الهادئ. ومع ذلك، لا يزال هناك بعض الغموض بسبب ضعف تقارن المحيطات بالغلاف الجوي، وهو أمر حاسم لتفاقم ظاهرة النينيو واستمرارها. ومن المتوقع أن يستغرق الأمر ما يقرب من شهر آخر أو نحو ذلك لنشهد تقارناً راسخاً تماماً في المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ.

 

التحديث الموسمي للمناخ العالمي

ظاهرتا النينيو والنينيا هما المحركان الرئيسيان - وإن كانا ليسا الوحيدين - للنظام المناخي للأرض. وبالإضافة إلى تحديث ظاهرة النينيو والتردد الجنوبي (ENSO) الموجود منذ فترة طويلة، تصدر المنظمة (WMO) حالياً تحديثات موسمية منتظمة للمناخ العالمي (GSCU)، تتضمن تأثيرات جميع المحركات المناخية الرئيسية الأخرى مثل تذبذب شمال الأطلسي، وظاهرة التذبذب في منطقة القطب الشمالي، والقطبية الثنائية للمحيط الهندي.

ويذكر التحديث الأخير الصادر لشهور تموز/ يوليو وآب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر 2023 أنه "نظراً لأن درجات حرارة سطح البحر الأكثر دفئاً من المتوسط يتم التنبؤ بها عموماً فوق المناطق المحيطية، فإنها تسهم في التنبؤ على نطاق واسع بدرجات حرارة أعلى من المعتاد فوق مناطق اليابسة. وبدون استثناء، من المتوقع حدوث شذوذ موجب في درجات الحرارة على جميع مناطق اليابسة في نصف الكرة الشمالي والجنوبي".

وتتشابه توقعات هطول الأمطار في الأشهر الثلاثة المقبلة مع بعض تأثيرات هطول الأمطار المعيارية التي تخلفها ظاهرة النينيو.

وتستند تحديثات النينيو والتردد الجنوبي (ENSO) والمناخ الموسمي العالمي الصادرة عن المنظمة (WMO) إلى التنبؤات الصادرة عن المراكز العالمية لإنتاج التنبؤات البعيدة المدى التابعة للمنظمة (WMO)، وتُتاح هذه التحديثات لدعم الحكومات والأمم المتحدة وصناع القرار وأصحاب المصلحة في القطاعات الحساسة للمناخ في حشد الاستعدادات وحماية الأرواح وسبل العيش.

وسترصد المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) عن كثب تطور أحوال ظاهرة النينيو والآثار المرتبطة بها على درجات الحرارة وهطول الأمطار على الصعيدين الوطني والمحلي. وستقدم المنظمة (WMO) توقعات محدثة خلال الأشهر المقبلة حسب الحاجة.

 

تنبؤات احتمالية لدرجة حرارة الهواء السطحي والهطول لموسم تموز/ يوليو - أيلول/ سبتمبر 2023. وفترة خط الأساس هي 1993-2009.

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
طرق سريعة لحماية النباتات من الصقيع

طرق سريعة لحماية النباتات من الصقيع

مرصد كوبرنيكوس: نوفمبر 2024 ثاني أكثر شهر نوفمبر دفئًا على الإطلاق

مرصد كوبرنيكوس: نوفمبر 2024 ثاني أكثر شهر نوفمبر دفئًا على الإطلاق

تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة

تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة

تونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطق

تونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطق