على الرغم من سنوات البحث، لا تزال معادلة علاج السرطان معقدة ويصعب حلها! وعلى الرغم من أن علاجات وأدوية السرطان قد تحسنت بشكل كبير مؤخراً، إلا أن العلماء ما زالوا يحاولون وضع أيديهم على مواد كيميائية حيوية جديدة قد تساعد في قتال هذا المرض الخبيث. حتى أن بعض الباحثين في عالم السرطان حولوا اتجاه البحث عن علاج إلى الغوص في المحيطات!
في الآونة الأخيرة، درس عدد من الباحثين جزيئات قاموا باستخلاصها من سمك الجلكي (السناج)، وهي سمكة طفيلية بلا فك، ذات أصل قديم. وعلى وجه الخصوص، كانوا مهتمين بما يسمى مستقبلات الخلايا الليمفاوية المتغيرة (VLRs).
تستهدف VLRs مصفوفة الخلايا المسماة (Extracellular Matrix) والتي يتم اختصارها (ECM)، وهي شبكة من الجزيئات التي تعمل بين الخلايا. تقوم مصفوفة ECM بأدوار متنوعة في الجسم. على سبيل المثال، توفر الدعم الهيكلي للأنسجة، وتساعد الخلايا والأنسجة على الترابط معاً، وتساعد في تواصل الخلايا بين بعضها.
نظرًا لأن VLRs تستهدف ECM، يعتقد الباحثون أنها يمكن أن تكون بمثابة ناقل عقاقير، يمكن أن ينقل المواد الكيميائية مباشرة إلى الدماغ.
وهم يتصورون أنه إذا استطاعت VLRs تجاوز حاجز الدم في الدماغ - وهو حاجز أمام معظم الأدوية - فإنها قد تكون قادرة على علاج سرطان الدماغ والسكتة الدماغية وغيرها من الحالات المرضية الخطيرة، بشكل أكثر فعالية. اختباراتهم الأولية أخرجت نتائج مشجعة.
يعتبر حيوان الإسفنج ذا أهمية خاصة للباحثين في أدوية السرطان. في الواقع، أطلق عليه مجموعة من المؤلفين لقب "بيت كنز الأدوية". وكتبوا:
"في كل عام، يتم استخلاص حوالي 5300 من المنتجات الطبيعية المختلفة والمركبات الجديدة من الإسفنج البحري"
" أثبتت هذه المركبات أنها تحتوي على مضاد للبكتيريا، مضاد للفيروسات، مضاد للفطريات، مضاد للملاريا، مضاد للأورام، وفوائد أخرى."
تعليقاً على نتائج دراسة أجريت عام 2010 شملت نساء مصابات بسرطان الثدي، قال المؤلف البروفيسور كريستوفر توافينز: "هذه النتائج يمكن أن تؤسس الإيبولين كعلاج جديد وفعال للنساء المصابات بسرطان الثدي النقيلي في مرحلته المتأخرة."
علماً أن مادة الإيبولين ينتجها نوع من أنواع حيوان الإسفنج.
قام علماء آخرون بفحص مركب يسمى سيرينكوينون من بكتيريا تسمى سيرينكوكوس، وهي جنس نادر من البكتيريا البحرية.
وأظهر العلماء أن هذه المادة الكيميائية يمكنها تدمير خلايا سرطان الجلد بشكل انتقائي في المختبر.
على الرغم من أن السيرينكوينون بعيد جداً على أن يكون جاهزاً للاستخدام مع البشر، إلا أن الدراسة التي تمت في فبراير 2019 قربتنا خطوة إلى الأمام. حدد العلماء أقسام الجزيء التي توفر قوى مكافحة السرطان.
ورغم أننا بحاجة إلى مزيد من الهندسة الكيميائية وتجارب سريرية واسعة النطاق، إلا أن المؤلفين يعتقدون أنه: "بشكل عام، تشير هذه الدراسات إلى أنه من الممكن تصميم مشتقات سيرينكوينون خاصة بسرطان الجلد بخصائص تشبه العقاقير".
أحد الأدوية التي نجحت بالفعل في التجارب السريرية وأصبحت شائعة الاستخدام هي ترابكتين، المعروف بالاسم التجاري Yondelis.
يستخرج المصنّعون هذا الدواء من مستخلص الإكتيناسيديا، المعروف باسم بخ البحر، وهو من اللافقاريات البحرية.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول