طقس العرب - يُصادف الاعتدال الخريفي لعام 2024 يوم الأحد، 22 سبتمبر، في تمام الساعة 06:44 بتوقيت غرينتش. في هذا اليوم، يتساوى طول الليل والنهار في جميع أنحاء الكرة الأرضية، إيذاناً ببدء فصل الخريف فلكيًا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وبداية فصل الربيع في النصف الجنوبي. فما هي الانعكاسات المناخية على المنطقة؟
مع بداية فصل الخريف، تقل كمية أشعة الشمس التي تصل إلى القطب الشمالي بسبب ميل محور الأرض بعيداً عن الشمس. هذا الانخفاض في التسخين الشمسي يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة في المنطقة القطبية، مما يعزز تكوين الهواء البارد. مع تزايد الفروقات في درجات الحرارة بين القطب الشمالي والمناطق المحيطة به، تنشأ أنظمة ضغط منخفضة في المنطقة القطبية. هذا الانخفاض في الضغط الجوي يساهم في تشكيل الدوامة القطبية بشكل تدريجي.
ومع بناء الدوامة القطبية، يبقى الهواء البارد محصوراً في القطب الشمالي. لكن في بعض الأحيان، يمكن أن تضعف هذه الدوامة، مما يسمح بتدفق الهواء القطبي البارد إلى المناطق المعتدلة. هذا قد يؤدي إلى نزول موجات باردة مفاجئة خلال الخريف، وخاصةً في شمال أمريكا وأوروبا وشمال المحيط الأطلسي، مما يؤدي إلى زيادة نشاط العواصف الأطلسية.
ومع دخول الخريف، تقل قوة التسخين الشمسي، ما يؤدي إلى بداية ضعف المنخفض الحراري الموسمي تدريجياً الذي كان يسيطر على الجزيرة العربية وبلاد الشام صيفاً. في هذه الأثناء، يبدأ منخفض البحر الأحمر بالتمدد نحو المنطقة، ويجلب معه تيارات هوائية دافئة. وفي الوقت نفسه، تندفع كتل هوائية باردة من شرق أوروبا نحو شرق البحر المتوسط. هذه الكتل الباردة تفقد جزءاً من برودتها عند مرورها فوق مياه البحر المتوسط، مما يؤثر على المنطقة بشكل متفاوت.
تزداد فرص هطول الأمطار خلال فصل الخريف بسبب نشاط حالات عدم الاستقرار الجوي. تتميز هذه الحالات الجوية بطابعها العشوائي، حيث يمكن أن تشهد مناطق هطول أمطار غزيرة في نطاقات جغرافية ضيقة، بينما تبقى مناطق أخرى قريبة جافة تماماً. هطول الأمطار الغزير في فترة زمنية قصيرة قد يؤدي إلى تشكل السيول في بعض المناطق، خاصة في الأماكن المنخفضة.
مع نهاية فصل الخريف، تزداد احتمالية تأثر النصف الشمالي، بما في ذلك بلاد الشام، بالمنخفضات الجوية القادمة من الغرب. هذه المنخفضات، التي تتزايد قوتها تدريجياً في فصل الشتاء، تجلب معها الأمطار المنتظمة لدول المنطقة. يُعتبر هذا التغير التدريجي في الأنظمة الجوية مؤشراً على بداية التحول نحو الشتاء، حيث تصبح الأنظمة الجوية أكثر استقراراً وتنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ.
يُعرف فصل الخريف بأنه فترة انتقالية تشهد تغيرات حادة في الطقس، مما يؤدي إلى ارتفاع فرص الإصابة بالرشح والأمراض الموسمية مثل نزلات البرد والإنفلونزا. التباين السريع في درجات الحرارة، نتيجة الصراع بين الكتل الهوائية الباردة والدافئة، يضعف جهاز المناعة لدى الكثيرين، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض.
هذا والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول